محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:
قال فضيلة الشيخ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً:
الصلاة: هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.
الصلاة: صلة بين العبد وبين ربه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه"، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى أثني عليّ عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
الصلاة: روضة عبادات، فيها من كل زوج بهيج، تكبير يفتتح به الصلاة، وقيام يتلو فيه المصلي كلام الله، وركوع يعظم فيه الرب، وقيام من الركوع يملؤه بالثناء على الله، وسجود يسبح الله تعالى فيه بعلوه ويبتهل إليه بالدعاء، وقعود للدعاء والتشهد، وختام بالتسليم.
الصلاة: عون في المهمات ونهي عن الفحشاء والمنكرات، قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}، وقال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
الصلاة: نور المؤمنين في قلوبهم ومحشرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة نور"، وقال: "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة".
الصلاة: سرور نفوس المؤمنين وقرة أعينهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت قرة عيني في الصلاة".
الصلاة: تُمحى بها الخطايا وتُكفر السيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه (وسخه) شيء"؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: "فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا"، وقال صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر"، "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" (رواه ابن عمر عن النبي)، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف".
الخشوع في الصلاة (وهو حضور القلب)، والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنات، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
الإخلاص لله تعالى في الصلاة وأدائها كما جاءت به السنة هما الشرطان الأساسيان لقبولها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى"، وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
فتطهّر من الحدث والنجاسة، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم استفتح، ثم اقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن ثم كبر حين تهوي للركوع واركع حتى تطمئن راكعاً، وقل: "سبحان ربي العظيم"، ثم ارفع من الركوع قائلاً: "سمع الله لمن حمده"، وبعد القيام ربنا ولك الحمد، واطمئن قائماً، ثم كبِّر حين تهوي للسجود واسجد حتى تطمئن ساجداً على الأعضاء السبعة: الجبهة مع الأنف، والكفين والركبتين، وأطراف القدمين، وقل: "سبحان ربي الأعلى"، ثم انهض مكبراً واجلس حتى تطمئن جالساً، وقل: "رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني"، ثم اسجد مكبراً حتى تطمئن ساجداً على الأعضاء السبعة وقل: "سبحان ربي الأعلى"، ثم ارفع مكبراً للركعة الثانية وافعل فيها كالأولى بدون استفتاح، ثم اجلس بعد انتهائها للتشهد ثم سلم.
وإن كنت في ثلاثية أو رباعية فقم بعد التشهد الأول وأتمها مقتصراً على الفاتحة، وإذا انتهيت من الصلاة: فاستغفر الله ثلاثاً واذكر الله كما جاءت به السنة، والله الموفق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ رحمه الله – الجزء الثاني عشر.