03-12-2006, 05:43 AM | #1 | ||||||
|
الغاط بين الماضي والحاضر
مقال منقول لـ عبدالعزيز بن محمد الغزي جريدة الجزيرة ، 18/7/1419هـ الغاط بين الأمس واليوم بدعوة كريمة من وكيل محافظة الغاط الأمير نايف بن فهد السديري زرت ومجموعة من الدكاترة والاساتذة محافظ الغاط وهم الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي والدكتور محمد بن ابراهيم الاحيدب، والدكتور زاهر عبد الرحمن عثمان والدكتور محمد بن عايض العتيبي، والاستاذ المغرم بالتاريخ والآثار محمد بن هادي العجمي، والدكتور عبدالله المنيف والاستاذ حاتم العيدي، وقد استقبلنا كل من الداعي وكيل المحافظة وأخيه الأمير ناصر السديري وابن اخيه النقيب زيد بن محمد السديري مدير مرور الزلفي والرائد فهد بن عبدالله الغزي رئيس شرطة الغاط ومجموعة من رجالات الغاط وما اطيب الحديث في الأدب والتاريخ، وبعد الغداء قمنا بجولة تركزت على معلم حضاري من معالم مدينة الغاط جدير بالزيارة والاهتمام وهو قصر الإمارة القديم بعمارته وتصاميمه واقسامه والذي يذكرنا ويأخذنا الى ذلك العهد النقي، عهد الوفاء والصفاء والأصالة والإباء وبحق فلقد اخذ بنا إلى عهد قريب من عهد الأجداد, وبتجوال جئنا به على اغلب اقسام هذا القصر المشيد كما هو الجبل الاشم الى جواره طويق التاريخ، سألتهما وهما الشاهدان فلم يجيبا واستنطقتهما وهما الثابتان فلم ينطقا وحاورتهما فلم يردا فتقرر لدي ان جواب الافعال صمتاً أبلغ منه في الاقوال، وانهما يحملان سراً عجيباً، يستوحيه المسائل ويدري به العارف، وخلتهما وعلى وقارهما وصمتهما وكأنهما يتباريان سموقاً، ويتنافسان بقاء ويتفاخران وجوداً، هذا جبل اوجدته قدرة الله في تكوين هذه الربوة النجدية من الجزيرة العربية وهذا قصر اقامته مشيئة الله بأيدي ونفوس تطلب المجد وتسمو اليه حتى جعلته من موروثاتها، ولاشك ان من اقام هذا القصر لم يقصد منه الانتفاع حال حياته فقط، لأن ذلك يقوم به العريش ونحوه ولكنه اقامه رغبة في البقاء بعد الفناء وعلى حد قول القائل، ولله هو سأطلب ما ابقى به الدهر جذوة تضيء مع الأجيال ذكراً ممجدا حياة الفتى ما عاش مرجعها البلى ولكنه بالفعل يبقى مخلدا فقولوا، سقى الغيث المزون سحابه رفاتا لمن يهوى العلا متجددا وإني ومع اعجابي بمن شاد هذا المعلم الحضاري، وبمن مد يده الكريمة لترميمه ومحاولة الحفاظ عليه وهو معالي الأمير سعد بن ناصر السديري وكيل وزارة الداخلية لأبعثها وارسلها من خلال هذه الصحيفة والتي هي المنبر الصادق، ولسان الحقيقة دعوة صريحة إلى عموم آل السديري ان يولوا هذا القصر عناية خاصة وان يمدوا له يداً واحدة لإعادته إلى ما كان عليه سابقاً، مزار اضياف ومقصد ذي حاجة، ومصدر عز وفخر بحيث يرمم ترميماً كاملاً ثم يوضع له فهرس ولوحات ارشادية يهتدى من خلالها، لكل مجلس، ولكل غرفة، ولكل ممر، ولكل بهو، ولكل قسم، ولكل جزئية منه حتى يكون الزائر على دراية ومعرفة تامة بهذا القصر ومحتواه، وان يوضع له دراسة فنية، بالرسم والصورة، بالمقاسات والشرح الواضح،والتفصيل ويكون ذلك في كتيب إعلامي مستقل، وان يخصص ليكون متحفاً وتهيأ فيه المجالس لتأخذ طابعها القديم، وفي هذا سبق وحفاظ وتخليد لتلك الأمجاد؛ وإني لعلى يقين انه لو عرض هذا الأمر على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض موئل المجد وعاشقه، والمتوثب اليه وصانعه، لقدمها يد وفاء لآثار وأمجاد خؤولته كما هي جبلة سموه، وهو الجامع للمجد من اطرافه واصوله، وما هذا القصر وهذا المعلم الحضاري الا ثمرة من ثمار يوم التأسيس وهو مرتبط به ومستمد منه كما هو ارتباط اهله ولهذه المناسبة فقد عنّ لي ان اكتب عن (الغاط) هذه المقالة المقتضبة لعلها تكون باعث بدء في كتابة تكون أشمل وأكمل، تقوم على النقوش، والأشعار والآثار، والأخبار، والحوادث، ولن آتي على كل ما لدي في هذه المقالة لضيق المقام ولحيثيات عديدة, ولاشك ان المادة وافرة وغزيرة منذ ارتبط الغاط بالسديري؛ واما ما كان قديماً وقبل ذلك فلن نعدم الوصول ولو إلى بعضه إذ إن من يدرس اخبار العرب وايامها، واشعارها جاهلية كانت او مخضرمة، أو اسلامية سيجد ضالته في تحديد منازل كل قبيلة بل وكل فرع من القبيلة مما ورد عن تلك القبائل - وما غاب اكثر - قبيل الإسلام وصدر الإسلام وبعده، رواية شفهية دونت زمنها متأخرة عن مادتها، او مما اكتشف حديثاً، ولازال يكتشف من النقوش التي قد تكون مصدراً توثيقياً لو وفقت إلى من يحلها من حروفها القديمة إلى عربيتنا المعاصرة وستكون اقوى واثبت من الرواية الشفهية التي مازالت مستمرة والى عهد قريب مما يقوم على خلاف الواقع والحقيقية في الأعم الغالب - قبل مجيء المؤسس يرحمه الله - حيث تحل قبيلة وتنزح اخرى لعوامل عدة، مناخية، أو أمنية، او اقتصادية، او صحية، وقد تجتمع كلها, وما اكثر مرابع وديار ومنازل تلك القبائل التي خلفت غيرها او خلفها غيرها، على تلك المواضع مما يبقى على اسمه، او يصحف، او يستبدل؛ بيد ان التحديد الدقيق، لا يعرف إلا بثلاثة امور، او باحدها، وهي النقوش، والشعر، والرواية الشفهية المقيدة، وقد يعرف سبب النزوح وقد لا يعرف لما ذكر, ولو اخذنا حيزاً بأطره مثلاً، وقلنا (الغاط) باسمه القديم، مم عرف، ومتى؟ ومن القبائل التي تعاقبت عليها؟ وما المسميات القديمة فيه, وما الحادثة؟ وهل عثر به على نقوش، واين تقع منه؟ وهل ورد عنه بها من خبر؟ وما اشهر اعلامه؟, كل هذه الاسئلة تحتاج إلى اجوبة؛ منها ما نملك الجواب له، ومنها ما يحتاج الى بحث، ومنها ما يتعذر معرفته، وعلى هذا نقول: عرف الغاط من الشعر، والرواية، والتعاقب، حلولاً، وانتقالاً، تحديداً وصفة، وهو جاهلي التسمية قبل التصحيف، لأن مثله لم يكن بدع التكوين، ولا حادث الوجود، والانشاء، كيف وانه من المواقع التي تعاقبت عليها القبائل، او القبيلة الواحدة بفروعها، وأفخاذها وليس من نص يعتمد عليه كمصدر في معرفة تلك القبائل التي تعاقبت عليه عدا ما ذكر، إلا ما يمكن ان تجود به تلك النقوش التي عثر عليها فيما لو استنطقت,, على ان آكد خبر مما هو بين ايدينا إنما هو عن تميم حتى جاء آل السديري، فاشتهر بهم الغاط وبقي مضرب المثل، وهم من امرا ء الدواسر، من الجذم البدراني من سلالة عامر بن بدران وهم ابناء عم آل سويد، وآل سويلم، وآل عيسى، وآل عبدالله بن حنيحن، وآل عامر، وآل سلمان، وآل راجح امراء البدارين في حرب، وآل عوسج، وآل منيع، وآل حماد، وآل عمر، وآل تركي، وآل جلاجل، وآل عمران، وآل جردان، وآل عيفان، وآل داحس، وآل فوزان، واكثر هذه الفروع تفرعاً آل عبدالله بن حنيجن، ومنهم آل فوزان ، وآل راشد، وآل يحيا، وآل حنيحن الفرع، وآل صقر، وآل زومان، وآل الزايدي، وآل براك، وآل ربيعة، وأبناء عمهم، آل حمدان، وآل عبيد، وآل موسى، وآل مهوس، وآل سبهان، وفيهم آل غزي، وآل خميس، وآل شتوي، وآل شمسان، وآل حوشان، وآل حمود، وآل محيسن، وآل راجح، وآل الحبيس، وآل وهيب، وآل المطرودي، وآل حميدان، وآل الأصقه، وآل الجرباء، في آل عيسى، وكذلك آل عامر، وآل سعود، وآل معمر، وآل زايد، في آل عبدالله بن حنيجن، وآل فايز، وآل سبهان، كذلك، ومنهم آل خميس، ومن اولئك القوم آل صبيح، وآل محيذيف، وآل لاحم، وآل فعيم، وآل جاسر، وآل جعفر، ومن هؤلاء، آل عبيد، وآل حمود، وآل سليمان، وآل متيم، وهؤلاء الاربعة يعرفون بآل غزي، في الشام وفي تونس، وهم غير آل غزي الفضول، وغير آل غزي فلسطين، وغير هؤلاء الكثير داخل الجزيرة العربية - المملكة العربية السعودية وخارجها مما لو استعرض الحديث عنهم لطال هنا,على ان من بديهات الامور والتي لا تحتاج إلى بحث ويأبى ذلك كل عارف عاقل، وهي من المسلمات لدى الخاصة والعامة في عموم البدارين ان بدارين حرب مع بدارين الدواسر درء وعون فيما بينهم وإلى عهود قريبة جداً، وانهم ابناء عم - ولا ريب - للصلات، والعلاقات، والحمالات، والإنتماءات، والوقفات المؤكدة، الثابتة، وليس من رواية مدونة، او شفهية قديمة او معاصرة من انه لا صلة بين هؤلاء القوم، وآل عبدالله اولئك هم الذين عناهم رميزان التميمي المتوفى قتلاً عام 1075ه في قصيدته الافتخارية حين نصروه في إحدى معاركه مع خصومه إذ قال يمدح آل عبدالله من البدارين جزى الله بالحسنى لقوم شدت لهم رواة المساعي بالثنا في نشيدها كبار العطايا عند من يستحقها جرد السبايا والنضا من زهيدها وهل شيمة عليا وصبر وعفه ومجد وجود من قديم مجيدها بدارين اللوى من ذرى روس لابه خميسية في زايد عن يزيدها اجل عنك في وادي منيخ جماعه على الضد حمى ما يوني ضهيدها من اولاد عبدالله هل المد بالقسى ونعم إلى قل الجدا من وجيدها ومن المسميات القديمة في الغاط (أعشاش) وهي (أم عشاش) تصحيفاً، تقع الى الشرق منه؛ سلسلة من الجبال منقادة من الشمال الى الجنوب، تتخللها فجوات وطرق، وفيها المورد المشهور في تلك الناحية (الطحية) بئر في إحدى شعب هذه السلسلة, ومن المسميات كذلك (أم شداد) جبيل منفصل من هذه الجبال يتراءى للبعيد الآتي من الشرق او الغرب وسط تلك السلسلة وكأنه رحل فسي بهذا الاسم، ومنها (حطابة) ، جبيلات متكاوسة للرائي على بعد وهي في الطرف الجنوبي من جبيلات (أعشاش)، وقل ان تجد جبلاً من هذه الجبال إلا ويعلوه علم هداية او هي قبور منذ العصور الحجرية الحديثة، او قواعد مبان لتلك الازمنة حين كانت تلك الاراضي خاصة المنخفض منها شبه مغمور بالمياه لوقوعها على ضفتي وادي مرخ الشهير بالمنطقة، وكما يقول جرير في هذا الوادي واهله وليسوا هم من اهل الآثار تلك ولا بالقريب منهم وذا مرخ أحببت من حب أهله وحيث انتهت في الروضتين مسايله ويؤكد هذا الخبر التعليلي الاستنتاجي الاستقرائي، تلك الأساسات المتبقية من المباني الواقعة على ضفة هذا الوادي المتصلة في بعضها على كل مرتفع حتى تنتهي في البئر المعروفة ب(الحطية) وهي منطمرة وإلى جوارها برج متهدم وهي غير البئر السالفة الذكر والواقعة في إحدى شعب (أعشاش) إذ تلك مما يتبع الغاط وهذه مما يتبع الزلفي، وتلك اسمها (الطحية)، اما هذه فهي تصحيف (الحطيئة), وغالب هذه المباني إلى الشرق من الوادي وإلى الجنوب من روضة السبلة، وكأنها تشرف على هذه الروضة؛ وكأنها مساكن فترة واحدة، لأمة واحدة، بدوائرها، وابراجها، واسوارها، وسدودها, ومن المسميات كذلك، (روضة الخيل) والتي جاءت في الشعر العامي في قول الشاعر من روضة الخيل لام عشاش ارعى الغنم كان تدروني لا عادك الله لنا مطراش حرمت من شوف مظنوني و(أم عشاش) هذه هي (أعشاش) قديماً دخلها التصحيف كما هو في الكثير من اسماء الاعلام وفي الثلاث تلك فالتسمية حادثة فيما تبينته, لو جئت على اعلامه ومسمياته لطال الحديث، ولكنني اكتفي بالتدليل، والتمثيل، للقديم المصحف، وللجديد المستحدث, ومن الأعلام كذلك الأملحان، مليح على اسمه القديم، وعضيدان مستحدث التسمية، وهما بلدتان معروفتان حالياً إلى الشمال من مدينة الغاط قاعدة المحافظة، وهما اللتان عناهما جرير في قوله يهجو بني سليط كان سليطاً في جواشنها الخصى إذا حل بين الأملحين وقيرها ولا اعلم، اذلك حلول استقرار، ام حلول ارتياح من سفر؟ لأن بني سليط في (الزلفي) وهم اهلها وقد تعاقبت فروع كثيرة من تميم على الغاط وما يجاوره كالوشم، والزلف (الزلفي) والفقء، وإيراب (جراب) وغير هذه الأمكنة، وكل فرع يخلف فرعاً وتلك سنن الله في خلقه, والغاط كغيرها من مواطن الجذب والاستيطان في اوديته حيث المياه الغزيرة وفي فلواته حيث المراعي الخصبة وفي وقوعه على طرق عدة ومثله لا يخلو من النقوش، وقد عثر به عليها وكتب عنها الدكتور/ عبدالعزيز بن سعود الغزي كتابة تنويه وايضاح عن مواقعها في جبال (أعشاش) وفي كهوف وشعاف جبل طويق، وعلى ضفاف اوديته، ولكنها لم تحل حتى الان ليعرف محتواها، ومواضيعها، وقبائلها وكتبتها، وهل هم مستوطنون، ام رحل، ام من القوافل؟ ولم يرد نقش يحمل اسم الغاط وحتى الآن، كما ورد نقش يحمل اسم وادي ذات مرخ، او ذي مرخ إلى جواره، وهو بجزء منه واقع في الغاط وقد يكون مرد ذلك إلى عدم حلها، علىانه ليس ثمة حاجة إلى دليل يؤكد هذا الاسم (الغاط) لثبوته وشهرته, واشهر اعلامه قديما ان لم يكن الاسم على الوادي وادي الغاط و(أعشاش) واشهر من هذين في العصر المتأخر (العرنية) وهي عرنين جبل طويق كما هو العرنين للمرء، وهي الاشهر على الاطلاق في عرانين جبل طويق هذا، وعليها وبها جاءت امثال واشعار حين استوطن السديري سليمان الغاط, وإن القارىء وحينما يقفو اثر هؤلاء القوم ومن سبقهم من خلال آثارهم الناطقة او الصامتة ومن خلال ايامهم ومما سجله شعراؤهم ليجد ان من الأمكنة مالايزال باقياً باسمه ورسمه مما ارتبط في هذا الطود الأشم (طويق) والجامع لما ارتمى في احضانه كدائرة واحدة بشعرائها وسكانها، كما هي (الغاط) والتي هي (الغاط) ، الاسم العام للإقليم وقاعدته وقد اختلف حول مدلول المسمى والاسم هل هو جبل؟ ام هو الوادي؟ اخذاً من مدلول الاسم لغة لما يحدثه حال الجريان, ام هو مكان تجمع سكاني وتحضر، عرف بأطره اطلق على الإقليم بعامته؟, وقد جاء في البكري (لغاط) بضم اوله وبالطاء المهملة في آخره، قال النضر بن شميل: هو جبل، وأنشد الخليل كان بين الرجل والقرطاط خنذيذة من كنفي لغاط وقال بلال بن جرير أما علمت اني احب لحبها لغاط فجاد المدجنات بها الودقا وفي البكري ج3 ظل في أعلى يفاع جاذلاً يقسم الأمر كقسم المؤتمر السمنان فيسقيها به أم لقلب من لغاط يستمر وفي معجم البلدان, (لغاط): بالضم وآخره طاء مهملة: موضع: عن العمراني، ثم قال: وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي؛ وقال: الليث: لغاط، بمعجمة، اسم جبل من منازل بني تميم، وقال:أبو محمد الأسود، لغاط واد لبني ضبة؛ وقال المرار بن حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي اراط وسط محدم من الاوساط ومن جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال: ابن حبيب: لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم؛ وقال: عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن: وهم حصدوا بني سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وافئدة حرار وقال محمد بن ادريس بن ابي حفصة اليمامي: لغاط لبني مندول ولبني العنبر من ارض اليمامة؛ وانشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في لبب الكثيب ويصخب وجاء في بلاد العرب للأصفهاني: تحقيق حمد الجاسر وصالح العلي بعد ذكره (زلفة وجلاجل) وغيرهما من ديار تميم قوله: ،(ثم الأملحان: وهما ماءان لبني ضبة بلغاط، ولغاط: واد لبني ضبة), وجاء في الهوامش -3- (يسميان الآن مليح وعضيدان قريتان مجاورتان لبلدة الغاط المعروفة قديماً باسم (لغاط) وفي الهامش -4- (اصبح فيه الآن بلدة كبيرة معروفة، في طرف جبل طويق - عرض اليمامة - الشمالي تدعى - الغاط - ),، ولي وقفتان حول هذا الايضاح: الأولى: ان الغاط في زمننا الحاضر، اكبر من ان يعرف بمثل هذا التعريف إذ هي محافظة تقع بين محافظات اربع وله من الشهرة ما لأي من تلك المحافظات إن لم يفق، - وله من المفاخر ما لايحصى، ومنها كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تلك الكلمة التي ارتجلها في حفل جائزة معالي خاله الأمير خالد السديري في منزل ابنه معالي الأمير فهد بن خالد السديري في الغاط إذ قال سموه بما معناه (اني فخور بأن خؤولتي في هذه الاسرة الكريمة، كما ان لهذه الاسرة الفخر والشرف انهم اخوال الملك عبد العزيز),، واقول: بان هذه البلدة منجبة، فقد اشتهرت بالكرماء والفرسان والشعراء اولئك الافذاذ الذين ساهموا في خدمة هذا البلد الكريم بل ومنهم من قدم روحه في سبيله واشهر من هؤلاء اوائلهم وأسير ذكراً وأبعد خبراً، ويكفي ذلك الموقف النبيل السامي من الأمير احمد بن محمد السديري جد خادم الحرمين الشريفين لامه حين قدم ابن رشيد بقضه وقضيضه إلى الغاط سنة عشرين او احدى وعشرين وثلاثمائة والف من الهجرة!!، الوقفة الثانية: ان الغاط ليس بالطرف الشمالي من جبل طويق وإنما هو بأرفع أنف بارز منه وهي العرنية ذات التاريخ والشهرة,,والذي يصح ان يقال عنه بالطرف الشمالي من هذا الجبل هو الزلفي بموقعه الحالي حيث ينتهي به هذا الجبل كوحدة متصلة وان يكن منه بعض البروز في اماكن متعددة في الزلفي وإلى الشمال الشرقي منه، اذ ان هذه التسمية لهذا الجبل وكوحدة متصلة تنتهي عند جزرة الى الشمال الشرقي من مدينة الزلفي وعلى بعد قرابة ستة عشر كيلاً حيث ترغمه رمال الزليفات او الثويرات فيندفن انفه هنالك, والمحافظات التي تحادد الغاط هي: الزلفي شمالاً وسدير شرقاً والوشم جنوباً، والشماسية غرباً، وحدوده بالاعلام (خشم قصر سعود) الأثري شمالاً وهوأنف بارز من جبل طويق، ومن الغرب امتداد (حمار المستوي) إلى الجنوب حتى الملحاء ومن الجنوب فروعه من قبل بلدة (الخيس) ومن الشرق الاطولة الواقعة إلى الشرق من (أم العشاش)(أعشاش) الواردة في شعر الفرزدق بعد لقائه جريراً في (لغاط) حيث بدأ في مهاجاته حين قالت زوجه النوار عن اعجابها بشعر جرير عقب تلك الأمسية الشعرية التي جرت بينهما في (الغاط) إذ جاء في النقائض: قال:ابو عبيدة (معمر بن المثنى) فحدثني مسحل بن كسيب، قال: حدثتني امي زيداء بنت جرير قالت، فمر بناالفرزدق حاجاً وهو معادل النوار بنت اعين بن ضبيعة امرأته حتى نزل بلغاط ونحن بها فأهدى له جرير ثم أتاه فاعتذر اليه من هجائه البعيث وقال، فعل وفعل، ثم انشده جرير والنوار خلفه في فسيطيط صغير فقالت قاتله الله ما ارق منسبته وأشد هجاؤه (المنسبة أرادت التشبيب بالنساء) فقال لها الفرزدق اترين هذا؟ اما اني لن اموت حتى ابتلى بمهاجاته قال فلم يلبث من وجهه حتى هجا جريراً , وإنه وما تبينته من خلال القراءة استنتاجاً ومقارنة وحالاً ووصفاً ان اول ما بدأ به الهجاء بين الفرزدق وجرير انما هو في قصيدة الفرزدق: عزفت بأعشاش وماكدت تعزف وأنكرت من حدراء ماكنت تعرف وأن (أعشاش) تلك هي (أم أعشاش) هذه الواقعة الى الشرق من الغاط وهي على طريق الفرزدق في وجهته إلى (الغاط) قاصداً الحج آنذاك وهي من اشهر واوضح ما يشاهده سالك طرق تلك الجهة إلى الشرق من جبل طويق، ومازال وحتى الآن يطلق الاسم (أم أعشاش) و(أم عشاش) بهمز وبدون همز لدى العامة, على انه ومما يتبين دخول الصناعة والإضافات الى هذه القصيدة وعدم اشتمالها على الوحدة المتصلة يدرك هذا الفطن وذو الملكة ولو درست القصيدة دراسة نقدية لوضح هذا جلياً، وقد عارضه جرير في قصيدته: ألا أيها القلب الطروب المكلف أفق ربما ينأى هواك ويسعف ومن نقض جرير هذا يتأكد دخول تلك الصناعة والإضافة إلى قصيدة الفرزدق تلك, وحول (لغاط) قديماً (الغاط) حاضراً، وهل اطلق الاسم على الوادي ام على الجبل، ام على بلدة آنذاك؟ فليس من تعارض ان يكون الاسم يقع على الثلاثة، الوادي، والجبل، والبلدة، لامكانية اشتمال الاسم عليها كلها كما هو اليوم, وعلى ما للغاط من شهرة وذكر حسن اياماً خلت كفاه فخراًومجداً وسبقاً صدق ولائه وتفاني رجالاته في خدمة هذا البلد بقيادته ومواطنيه ,,,وتوج فخره ان له وشائج في عبد العزيز بن عبد الرحمن وفي ابنائه وفي هذه الأسرة الكريمة بعامة, اجل، ومن ينسى الغاط بعرنيته المشهورة، وذات التاريخ والأمثال المضروبة والوقائع الثابتة والأخبار المتداولة بين القبائل والحواضر، واي موقع او علم من جبل طويق له من المميزات ما لهذا الانف البارز منه؟- كيف لا وهو يضمن لمن شاهده او يشاهده اياماً خلت، يوم الفوضى والسلب والنهب قبل التأسيس والتوحيد، ما سلب او نهب منه وكما قال حميدان الشويعر: من قابل خشم العرنيه فالخاطر منقول خطره ومن قال انا مثل سليمان كرم السامع ياكل بعره وليس نقل الخطر للضيافة فقط، وما اكثر الكرماء في نجد وغيرها ولكن لما هو ابعد واوسع واشمل وكما قال ابن صعيع العنزي: لولا السديري قام ما كان عودت ركايب راحت تزامي حمولها ردت لابن عاتق نياقه سليمه من عقب ما اقفوا من عليها فضولها ركايب ردت وعادت ضمينها رد الركايب والخلاوي يقولها للضيف والمظلوم والجار والخوي له وقفة ما قيل شيخ ينولها ما ضيم من جاله على الضيق وارتقا عيطا جبل يامن بها اللي ينولها له ترفع البيضا على كل مرقب جمايله شمس الضحى في حلولها يا بعد صيته يوم تذكر فعايله خشم العراني من شواهد فعولها من شاف خشم طويق ما خاف صايل ضمينها برزان ما حدٍ ينولها سديري لا قيل من مثل جده فهو وريثه والفعايل تقولها من لابة تسبق على كل طايله هذي دلايلها مرابط خيولها والضمين هنا: هو عامر بن بدران شيخ الدواسر وقته والمستشهد به من قول الخلاوي قوله يعني عامر بن بدران وابن اخته ناصر الودعاني خلت نجد ما يلقى بها طالب الثنى اقع ضمين يم وادي الدواسر ويذكر لنا الصوب الجنوبي خير شقا حرد الأيدي متعب الضد ناصر وقد استوضحت عن برزان الوارد في القصيدة وكنت اظنه برزان قصر الرشيد في حايل فتبين انه القصر الأول للسديري في الغاط وقد بلي ولم يبق إلا شيء من رسومه وهو اسبق بالتسمية والإنشاء من قصر برزان حايل، والحادثة الأخرى، وما اكثرها قبل توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز هو ان قوماً امتاروا قيل من الغاط وقيل من سدير واتجهوا إلى اهليهم في الغرب من الملحاء جنوب المستوي فصادفهم ركب من حرب من النواحل حسب ما تقول الرواية فأخذ اولئك ا لقوم فرجع المأخوذون إلى السديري وأثبتوا أنهم يشاهدون خشم العرنية حين أخذهم الحربيون فأرسل السديري إلى ابن راجح البدراني في حرب ولما بينهم من صلات وقربى بأن يؤدي ابن راجح من ابن ناحل ما اخذ فتأبى ابن ناحل لانه لا صلة لأولئك القوم المأخوذين بابن راجح وخشي ابن راجح الفتنة بينه وبين النواحل فأرسل للسديري يعتذر بادىء الأمر ويوضح له الحالة فلم يعذره السديري ولم يقبل منه إلا الأداء كما هو لابن العم على ابن عمه فما كان من ابن راجح إلا وأن عاود الطلب من ابن ناحل وقد يكون اسمه (غانما) وقيل (سالما) فكادت تقع فتنة لولا حكمة من تدخل بينهم وقبل ابن ناحل بالعرف فأدى إلى ابن راجح فارسلها ابن راجح إلى السديري وقال مخاطباً له يم السديري صادق العلم وده عطه الخبر واسرع برده عليه يمناه فعل الخير دايم تمده حمية يابينها من حميه انتم هل الميقاف واهل الاشده اهل الاعنه والعلوم الطريه جدي وجده يوم عدي وعده خمس اليمين معذيات نقيه منول حبل المعونة تشده واليوم خليت الرشا في يديه ترى الجمل ماهوب ياكل ببده يازبن من مالت عليه القضيه الزمتني علم بعيد مرده يوم إن ابن ناحل تعصوى عليه رديتها للي جلا الضيق حده شامان الى كبرت علينا الدعيه ويقال ابن راجح هذا هو صاحب الأبيات التالية يا من سميه يعتبا للمشاكيل يعبا لسمحين الشوارب لهاوه ياما تطاردنا على سبق الخيل حنا وهلها مرمسين العداوه باطراف شلف كنها بارق الليل لا حل باطراف السبايا عصاوه والغاط اليوم غير الغاط بالأمس، فقد عمه النمو والتطور حتى أصبح وكأنه روضة غناء، عمه من الخير ما شمل مدن وبلدان المملكة العربية السعودية بل وما شمل صحاريها في مجاليها الزراعي والعمراني وفي الطرق وكافة المشاريع التنموية الحية والتي اصبحت قاعدة من قواعد الأمن الغذائي والصحي والاقتصادي والعلمي، أدام الله علينا ما نحن به من خير وأمن وصحة ورفاهية، تحت ظل هذا العهد الزاهر المغدق، عهد التأسيس والبناء وجني الثمار, عبد العزيز بن محمد الغزي
|
||||||
|
03-12-2006, 04:15 PM | #2 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
بيض الله وجهك
|
||
|
04-12-2006, 09:48 PM | #3 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
سلمت يمينك اخوي العزيز على نقل هذا المقال الرائع للكاتب المعروف الشيخ عبدالعزيز الغزي والذي يتحدث عن احد مدن الدواسر الشهيرة في نجد الا وهو الغاط
|
||
|
05-12-2006, 09:55 AM | #4 | ||||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
سلمت يمينك اخوي العزيز
|
||||
|
05-12-2006, 10:07 AM | #5 | |||||||||||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
|
|||||||||||
|
05-12-2006, 11:01 AM | #6 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
الاخ سعد
|
||
|
08-12-2006, 08:28 PM | #7 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
|
||
|
09-12-2006, 09:26 PM | #8 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
سلمت يمينك اخوي العزيز على نقل هذا المقال الرائع للكاتب المعروف الشيخ عبدالعزيز الغزي والذي يتحدث عن احد مدن الدواسر الشهيرة في نجد الا وهو الغاط
|
||
|
09-12-2006, 10:01 PM | #9 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
بيض الله ىوجهك علي الموضوع الرائع عن مدينه رائعه احد مدن الدواسر الشهيرة في نجد الا وهو الغاط
|
||
|
10-12-2006, 05:01 AM | #10 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
الاخ / سعود السديرى
|
||
|
10-12-2006, 06:31 AM | #11 | ||||||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
بيض الله وجهك أخوي سعود
|
||||||
|
16-12-2006, 06:13 AM | #12 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
ارررحب يا سعود تراحيب المطر
|
||
|
17-12-2006, 02:01 PM | #13 | ||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
بيض الله وجهك يا سعود
|
||
|
20-12-2006, 05:07 AM | #14 | ||||
|
مشاركة: الغاط بين الماضي والحاضر
سلمت يمينك اخوي العزيز
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جزالة الدواسر بين الماضي و الحاضر ( روائع النبط ) | ابو زيد الغييثي | :: قسم الـشعر العــام :: | 20 | 24-09-2011 09:43 PM |
سؤال تاريخي عن مدينة الغاط ؟ هام | مستشار الدواسر | :: قسم تاريـخ قــبـيـلة الــدواسـر :: | 2 | 22-11-2010 03:52 PM |
ذكريات الماضي ,, | سعد بن سويحل الخضران | :: قسم إبداعات شعراء المنتدى ومساجلاتهم :: | 14 | 02-10-2010 11:29 PM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||