العبوديه - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2010, 03:25 PM   #1
 
إحصائية العضو







المبشر غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: التميز في الطرح
: 1

المبشر is on a distinguished road


افتراضي العبوديه


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


إن اللهعز وجل خلق الخلق لغاية عظيمة هي أشرف الغايات وأولاها بالاهتمام ومن أجلها بعث الله الرسل وأنزل الكتب، وإلى هذه الغاية دعا جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم فقال نوح لقومه: {اعبدوا الله مالكم من إله غيره }وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم قال الله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}وقال سبحانه: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون.
وقال تعالى:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}إنها العبودية لله فهي الغاية التي لا يدانيها في الشرف غاية، ولذا لا عجب أن جعلها الله وصف أكمل خلقه وأقربهم إليه وأعلاهم عنده منزلة في العبودية فقال سبحانه: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً. سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً.
وقال سبحانه:
لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً.
ولما كانت العبودية لله بهذه المنزلة كان لزاماً على كل عبدٍ لله أن يتفقد حاله هل هو ممن تنبه لعبادة ربه مراقب له في حركاته وسكناته يستشعر معنى العبودية لله في كل ما يأتي ويذر أم هو ممن ألهاه معاشه وطلب رزقه عن غاية خلقه ومقصود وجوده.
ولعل الناظر في حال الناس اليوم يلحظ خللاً ظاهراً في جانب العبودية لله عز وجل وغفلة عما من أجله خلقوا، ولذا لا عجب أن نرى آثار هذا الخلل في العبودية لله عز وجل ظاهرة في عبادات بعض الناس ومعاملاتهم وفي انتشار صور من المنكرات لا يزيدها الوقت وطول الزمن إلا استفحالاً وتشكلاً.
ولعلنا نقف بعض الوقفات مع العبودية لا تفي بالمقصود كله، وإنما هي إشارات وتنبيهات الوقفة الأولى/ اعلم رحمك الله أن العبودية لله تقوم على أصلين عظيمين لا تصلح إلا بهما ألا وهما الإخلاص لله والمتابعة لرسوله قال تعالى:
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً.
ولذا فالناس منقسمون في العبودية بحسب هذين الأصلين إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: أهل الإخلاص والمتابعة فأعمالهم كلها لله وأقوالهم لله وعطاؤهم لله ومنعهم لله وحبهم وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهراً وباطناً لوجه الله وحده لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكوراً ولا ابتغاء الجاه عندهم ولا طلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم ولا هرباً من ذمهم، وكذلك أعمالهم كلها موافقة لأمر الله ولما يحبه ويرضاه.
القسم الثاني: من لا إخلاص له ولا متابعة، فليس عمله موافقاً لشرع، وليس هو خالصاً للمعبود كأعمال المتزينين للناس المرائين لهم بما لم يشرعه الله ورسوله، وهؤلاء شرار الخلق وأمقتهم إلى الله عز وجل، وهذا القسم يكثر فيمن انحرف من العلماء والعباد عن الصراط المستقيم، فإنهم يرتكبون البدع والضلالات والرياء والسمعة ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوه من الاتباع والإخلاص فهم أهل الغضب والضلال.
القسم الثالث: من هو مخلص في أعماله لكنها على غير ما شرع الله وشرع رسوله كجهال العباد والمنتسبين إلى الزهد.
القسم الرابع: من أعماله وفق ما شرع الله لكنها لغير الله كطاعة المرائين فهؤلاء أعمالهم ظاهرها أعمال صالحة مأمور بها لكنها غير خالصة فلا تقبل.
الوقفة الثانية
/ في تهذيب العبودية والقصد من الشوائب التي قد تشوبها، فإن العبد وإن لم يكن مراقباً لنفسه متيقظاً لما قد يتسلل إليها من شوائب العبودية فإنه ولابد مع مرور الزمن يغلب ويران على قلبه.
ومن هذه الشوائب وأعظمها الشرك بالله بأنواعه الكبير والصغير والخفي.
فالشرك بالله يهدم أصل العبودية وأساسها الذي لا يبقى بعده شيء ولا ينفع بدونه عمل قال تعالى:
لئن أشركت ليحبطن عملك.
والرياء أو الشرك الخفي قد يكثر عند بعض الموحدين، ولذا خافه النبي على أصحابه حيث قال:
((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) فسئل عنه فقال: ((الرياء)) الحديث أخرجه أحمد وحسنه ابن حجر، فإن كان هذا في حق من هم أكمل الناس إيماناً فما الظن بمن دونهم.
- ومن الشوائب أيضاً الجهل، قال ابن القيم رحمه الله: إن الجهالة متى خالطت العبودية أوردها العبد غير موردها ووضعها في غير موضعها وفعل أفعالاً يعتقد أنها صلاح وهي إفساد لعبوديته. اهـ.
وقال ابن الجوزي رحمه الله: إن الباب الأعظم الذي يدخل منه ابليس على الناس هو الجهل، فهو يدخل منه على الجهال بأمان، وأما العالم فلا يدخل عليه إلا مسارقة، وقد لبس إبليس على كثير من المتعبدين بقلة علمهم، وقد قال الربيع بن خيثم: تفقه ثم اعتزل.
- ومن الشوائب التي تصيب العبودية العادة، فالعادة إذا مازجت العبودية وصاحبتها وألفت النفس هذه العبادة أصبحت تطلبها وتأنس لها، فيعتقد صاحبها أن ذلك قربة وطاعة وأنه محض العبودية، وما درى أن ذلك إنما هو إلف النفس وشهوتها، وعلامة هذا أنه إذا عرض على نفسه طاعة دون ذلك وأيسر منه وأتم مصلحة لم تؤثرها على ما اعتادته وألفته.
فالواجب على العبد أن يعبد الله على مقتضى أمره لا على ما تراه نفسه ولا يكون الباعث له العادة.
ولا شك أن العبادة متى ما أصبحت عادة لا روح فيها ولا استشعار للعبودية فإنها تفقد نورها وأثرها في تزكية النفس كما قال تعالى:{
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}. فالصلاة التي أمر الله بإقامتها كما شرع هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر لا الصلاة التي تؤدى بحركات اعتيادية لا خشوع فيها ولا تدبر.
الوقفة الثالثة
/ في مراقبة العمل يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن العابدين أناس توفرت هممهم على استكثارهم من الحسنات دون مطالعة عيب النفس والعمل والتفتيش على دسائسها، ويحملهم على استكثارها رؤيتها والإعجاب بها، ولو تفرغوا لتفتيشها ومحاسبة النفس عليها لشغلهم ذلك عن استكثارها، ولأجل هذا كان عمل العابد القليل المراقبة لعمله خفيفاً عليه فيستكثر منه ويصير بمنزلة العادة، فإذا أخذ نفسه بتخليصها من الشوائب وتنقيتها من الكدر وجد لعمله ثقلاً كالجبال، وقل في عينه، ولكن إذا وجد حلاوته سهل عليه حمل أثقاله والقيام بأعبائه والتلذذ والتنعم به مع ثقله.
وإذا أردت فهم هذا القدر كما ينبغي فانظر وقت أخذك في القراءة، إذا أعرضت عن تدبرها وتعقلها وفهم ما أريد بكل آية والتقيد بها كيف تدرك الختمة بسهولة وخفة مستكثراً من القراءة.
لكن إذا ألزمت نفسك التدبر ومعرفة المراد والتعبد به وتنزيل دوائه على أدواء قلبك والاستشفاء به فإنك لا تكاد تجاوز السورة والآية إلى غيرها.
وكذلك إذا جمعت قلبك كله على ركعتين أعطيتهما ما تقدر عليه من الحضور والخشوع والمراقبة لم تكد أن تصلي غيرهما إلا بجهد، فإذا خلا القلب من ذلك صليت عدداً من الركعات بلا حساب.فالاستكثار من الطاعات دون مراعاة آفاتها وعيوبها دليل على قلة الفقه، وقد يرى فاعلها أن له حقاً على الله في مجازاته على تلك الحسنات بالجنات والنعيم والرضوان، ولهذا كثرت في عينه مع غفلته عن أعماله لا يدري أنه لن ينجو أحد البتة من النار بعمله إلا بعفو الله ورحمته، ولا ريب أن مجرد القيام بأعمال الجوارح من غير حضور ولا مراقبة ولا إقبال على الله قليل المنفعة دنيا وأخرى".


استغفر الله لي ولكم

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2010, 04:24 PM   #2
 
إحصائية العضو







ابوفهدالمسعري غير متصل

ابوفهدالمسعري is on a distinguished road


افتراضي رد: العبوديه

جزاك الله خير
وجعل ماكتبت في ميزان
حسناتك وبارك الله في
جهودك ونفع الله بك
( ربنا لاتؤاخذنا إنسينا أوأخطئنا )

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2010, 10:20 PM   #5
 
إحصائية العضو








ناصر بن فهد غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: النشاط والتميزوسام الخيمة الرمضانية 1430هـ الفضي لصاحب المركز: الوسام الفضي لصاحب المركز الثاني بالأفضلية - السبب:
: 2

ناصر بن فهد is on a distinguished road


افتراضي رد: العبوديه

الله يجزاك الله خيرآ وبـآرك الله فيك
ولاهنت على طرح الموضوع يا اخوي المبشر

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---