أحبتناااااااااا
أضئتم سماء موضوعي .. وحلّقت الطيور تغرّد لنا فرحتاً .. بصوت عذبه تطرب بها مسامعنا
فأتى الكل ليرى القادم إلينا .. و بكل احترام وبباقات .. الورود يقيمون مراسم الإستقبال
فمرحباً بكم .. أيها الأحبة ..
مررت بها .. تعجبت منها .. يالله هي نفسها لم تتغير .. إلا أن الزمان فقط غير عليها .. حيث خفف من بهاء لونها .. ومزقتها الرياح .. التي لا ترحم .. وضوء الشمس خفف من بريق ألونها .. مما جعلها تتلاشى .. إلا أن عباراتها بقيت قوية لم يطمسها أي شيء .. هل تعلم ماذا أعني ؟؟
إنها لوحة لعرض [ محلٍ ] للإيجار .. نصبها صاحبها وبطمع .. بملبغ خيالي .. إلا أن المكان كل من أتاه أنصدم بهذا الجشع .. مما قد يجعله يتدارك الخطى .. ويرجع من حيث ساق به القدر ..
وتمضي السنين ولا زالت تلك اللوحة التي ربما قد أصابها الملل من مكان جلوسها .. وصاحبها لازال يأمل فيها .. والذي يجعله في نفسه يأمَل بإن حلمه سيتحقق بذلك المبلغ .. ولكن سرعان ما تبَخَر ذلك الحلم .. والذي جعله لا يستفيد من [ محله ] تلك السنين التي مرت .. ولو أنه أقتنع بذاك الملبغ الزهيد .. لربما حصلت له البركة فيه .. ولعله أستفاد أفود من كونه يخرج خالي اليدين .. فعجباً أي عجب من حاله ..
ولننتقل عن تلك اللوحة .. إلى قصة مؤلمة مبكية .. لفتاة .. وصل بها إلى ما لا يتمنى أي مخلوق .. أنها تتمنى الموت .. عجباً لمخلوق يتمنى الموت .. لكن .. ربما إذا تأملتم قصتها .. ربما تعذرونها .. ولو بعض الشيء ..
هي فتاة تقدم لها شاب متقتدر .. لا أقول بإنه كامل الأوصاف ..لكنه شاب مناسب في هذا الزمن .. بإمكانه أن يفتح بيتاً للزوجية .. سارت الأمور كما هي تسير .. ووصل المكان والزمان إلى ما يطمح والد الفتاة .. هل عرفتم طموح هذا الوالد ؟؟
أنه ساعة المهر .. حيث طلب الوالد من الشاب ذلك المبلغ .. ألا أن الشاب أراد أن يخفض منه مبلغاً زهيداً .. مقدراة خمسة آلاف ريال .. راجعاً إلى مصاريف كثيرة تنتظره ..ومأملاً من ذلك الوالد الموافقه .. ألا أن حديثة لم ينتهي حيث قاطعة الوالد بعدم الموافقه .. وتمسك بذلك المبلغ ..
بعدها أدرك الشاب .. أن القدر ربما لا يجعله يرتبط بتلك الفتاة .. خرج مذهلاً .. ومستغرباً من ذلك الوالد الجشعع الذي أعمى الطمع بصيرته .. وإدراكه .. بسبب في الحقيقة يعد تافهاً .. بعدها سرت الأيام .. ووفق الله ذلك الشاب بأسرة طيبة تريد الستر على بناتها .. ليس فيهم الجشع أو الطمع .. بل كان أقل ما يبحثون هو الستر .. وأتفق الطرفان وتم الخطبة والتميلك ..
وفي وقت كان الشاب منشغلاً بما يكون أن ينشغل به في ذلك الوقت ..سمع رنين الهاتف .. وبعد أن أجاب الهاتف .. إذا هو والد تلك البنت المسكينة .. يخبره بالموافقه على طلبة وبذلك المهر .. ألا أن الشاب سكت برهة من الزمن ثم قال .. بأنه قد أترتبط بفتاة أخرى .. انصدم الوالد ثم أغلق السماعة .. وما إن أخبر تلك الفتاة .. ألا أنها أحست أن هناك حلم قد طار منها .. وياله من حلم .. أنه شاب أحلامها .. كيف وهي كانت تترقب ذلك الحلم .. تعيش معه في كامل أوقاتها .. وكيف وهي تخاف ألم العنوسة .. وتخاف أن يفوتها قطار الزواج ..
مضت السنين وهي على حالها .. لم تتغير ..وبالنسبة لذلك الشاب الذي ربما كان زوجها .. رزقه الله بأولاد .. وهي لا زالت تعاني مرارة الحزن .. ومرارة جشع أقرب الناس إليها .. وتبكي حرقتاً على حظها المؤلم ..
فيا له من جشع يؤدي بصاحبة ويقتل أمل أحبابة .. ولو رضي باليسير ليسَر الله له .. ولنا في هذه القصتين أيما عبر ..وهي حقيقية عايشتها بنفسي .. وعايشت ألمها وأحزانها .. وكنت قريب منها ..
ما أجمل قول أبي فراس الحمداني في القناعة:
إن الغني هو الغني بنفسـه
ولو أنه عار الناكب حـاف
ما كل ما فوق البسيطة كافيا
فإذا قنعت فكل شيء كـاف
و في لسان العرب :
والجشع أسوأ الحرص ، وقيل أشد الحرص على الأكل وغيره ، وقيل هو أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك