28-10-2008, 10:54 PM | #1 | ||||||
|
بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
قطوف اسرية بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !! هيام الجاسم h-aljassem@hotmail.com ليس من مصلحة البنت أن تدلّع نفسها في بيت أهلها قبل زواجها، ولا أن أهلها يدلعونها؛ لأنها غدا ستعده حقا مكتسبا لها فيما بعد الزواج، وتتوقع بداهة من زوجها المعرس الجديد أن يغرقها في بحر الدلع كما كانت عند أهلها، وإذا لم يحقق لها دلالها المنشود عدته إنسانا قاسيا لا يفهمها ولا يقدرها، وتبدأ رحلة الألف ميل بينهما من الشقاق، فهي تبدأ تظهر - بضم التاء - غلاها عنده وتتدلع يمينا وشمالا وتصمد على مطلوبها، ومعرسنا مفاجأ، يروح لأمّه ليقول لها مستغربا: «يمه إنتو زوجتوني عشان حرمتي - يعني عروستي - تريّحني وتخدمني ولاّ عشان آنا رايح ياي بس أراضي فيها وأخدمها!!». أخونا جديد على الزواج ومتفاجىء، متوقع أن كل البنات صورة عن أمه!! تقول له أمه: «ياوليدي، هذا جيل وذاك جيل! حسبالك مرتك مثل أمك! لا يمّه، ميخالف يا وليدي اصبر عليها وخلّك أحسن منها وكبّر عقلك ويّاها، وإن شاء الله بتتغير !!» طبعا هذا الرد يصدر من أم عاقلة، أمّا إذا كانت غير ذلك فتهييج الولد ضد عروسته شّغال !! عزيزي القارئ، الله أعلم هل حقيقة ستتغير الفتاة بعد مضي سني الزواج للأفضل أم للأسوأ؟! لا ندري، لأنني سمعت كلاما بصراحة يخوّفني حقيقة من بعض بنات هذا الجيل، سمعت مرارا وتكرارا منهن من تقول:"آنا مرتاحة في بيت أبوي وعند أمي، كل شيء أطلبه أحصل عليه ، بصراحة أنا غير مستعجلة على الزواج ، أخاف بكرة إذا تزوجت أفقد كل مكتسباتي الممتعة التي أعيشها في بيت أبوي"!! ، وتستغرب عزيزي القارئ كيف أن كثيراً من هؤلاء البنات يتقدم لهن الخاطبون وهن يرفضن ويرفضن، وعندما تسأل إحداهن عن سبب الرفض تجد الإجابات تافهة غير مقنعة. نحن لا نطالب بالقسوة على بناتنا، وإنما منطق (التّدليع) لهنّ مرفوض تماما، إلا إذا هي دلّلت نفسها وصنعت لها جوا من أحلام اليقظة تحياها وحدها، فهذا شأنها مع نفسها، وتتحمل مسؤولية ما نسجته في عالم الخيال، وللوالدين دور كبير في إخراجها من عالم الأحلام إلى عالم الواقع. أعزائي قرائي الأفاضل، نحن نعوّل كثيرا على الوالدين؛ لأن المتوقع أن تدليع الفتاة لنفسها ما جاء من فراغ؛ فهي عاشت في طبق من ذهب وفضة بين ظهراني أهلها، كل مشتهياتها تتحقق بمنطق «شبيك لبيك»، هل تعرف لماذا عزيزي القارئ؟ لأن البنت عندنا في ثقافة مجتمعاتنا دلّوعة أبيها، لا يقوى على أن يرد لها طلبا، ولا يستطيع أن يكسر خاطرها برفض حاجة هي تشتهيها، نسي الأب أو تناسى أن فتاته الصغيرة لن تحظى بأي حال من الأحوال بمستوى هذا الدلال نفسه عند زوجها، وإن أغدق عليها معرسها دلالا فهو من نوع آخر ليس كما لامسته عن قرب من أبيها، فلا أحد يحقق لفتاتنا ما كانت عليه من رغد عيش في بيت أبيها، وحتى الدلال المعنوي من مراعاة فائقة لمشاعرها وتفقد أحاسيسها هي لن تحظى بمثله أبدا مهما كان الزوج حبيبا ولطيفا معها؛ فالأدوار في الحياة تختلف عن بعضها، والفتاة في بيت أهلها عضو في مجموعة، هي مقودة تحت مظلة حنان أمها وعاطفة أبيها، غير مطلوب منها سوى استكمال دراستها والحفاظ على أخلاقها، هذا أكبر أماني أمها وأبيها بها ولها، ولكن بعد الزواج الشأن شأن آخر، وتحدّر المسؤوليات على الفتاة الرقيقة أمر آخر لا تتوقعه فتاة عصرنا ولا تقدر على تخيّله أصلا؛ لذا تنصدم حبيبتنا بالواقع الذي تفتقد معه دلال الوالد ولطافة الأم، هي ستتعامل مباشرة مع رجل غريب عنها وفي الوقت نفسه هو قيّم عليها، تحتاج إلى وقت يطول أو يقصر حتى تروّض نفسها على أن تسمع كلمات الرفض من هذا الزوج الجديد عليها في شخصيته، هي لم تسمع في حياتها كلمة: «لا»، اقتراحك مرفوض، لما كان والدها يواجهها بالرفض كانت تقبله منه؛ لأنه أبوها وفارق العمر والجيل وثقافة البر والإحسان سائدة في مجتمعنا؛ لذا نتوقع من الفتاة الانصياع لوالدها الحبيب على قلبها مهما آذاها، ولكن عندما تتزوج فتسمع أحياناً كلمات مثل: «لا»! و: «رأيك مرفوض»! و: «أنت غلط»! و: «كلامك ما هو عدل»! و:«لازم تزورين أهلي معاي»! و: «ما هو على كيفك»! عزيزي القارئ، مثل هذه العبارات ستسمعها لا محالة من زوجها الجديد عليها حتى لو كان بينهما حب قيس وليلى!! إلى متى سيغرقان في عالم الحب والرومانسية؟! ستبدأ واقعية الحياة الزوجية تفرض نفسها، فهل يا ترى نحن روّضنا فتياتنا على تقبّل العالم الجديد مع زوج جديد في مكان جديد وفق طبيعة علاقات جديدة؟ أنا لا أريد أن أشكّك في جهود أحد من الآباء أو الأمهات، ولكن هي دعوة للانتباه قبل انفراط عقد الزواج الثمين؛ فإن انفرط كيف سنجمع حبّاته؟! نحن لا نريد لفتياتنا أن يفاجأن بواقع الزواج ، نحن لا نريد مزيدا من الطلاق بين زوجين لم يخرجا بعد من قشرة شهر العسل، المشكلة تكمن في أن الفتاة تتزوج وتعتقد أن معرسها يجب أن يكون نسخة من أبيها، وهو يتزوج وينتظر منها أن تكون نسخة مثل أمه. هي مخطئة وهو مخطئ؛ لذا فمسؤولية قلمي في الكتابة تجعلني أسلط الضوء بقوة على هذه الثقافة الأسرية غير السليمة التي تنسحب بعد ذلك على حياة الأسر الجديدة في تكوينها؛ فلا الولد تجده مستقراً مع عروسته ولو بعد حين، ولا هي مرتاحة مع الحبيب: "اللي طلع غير أبوها"؛ فليس هناك أدنى مصلحة من تدليع البنات قبل الزواج, وأنا أعتقد أن هذا الدلال هو أحد الأسباب الرئيسية لاستسهال الطلاق وافتقاد قدسية الحياة الزوجية في نظر معارسنا الجدد.
|
||||||
|
31-10-2008, 02:51 PM | #2 | ||
|
رد: بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
لك كل الشكر والتقدير مشرفنا العزيز على طرح هذا الموضوع المهم والمؤثر على مسيرة الزواج و العشرة بين الزوجين ، و الذي يتوقف عليه نجاح أو فشل الحياة الزوجية .
|
||
|
31-10-2008, 04:09 PM | #3 | ||||||
|
رد: بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على المرور والتعليق المفيد
|
||||||
|
01-11-2008, 04:59 AM | #5 | ||
|
رد: بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
|
||
|
01-11-2008, 05:57 AM | #6 | ||
|
رد: بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
لاهنت على الموضوع الرائع ويعطيك العافيه
|
||
|
01-11-2008, 04:04 PM | #7 | ||||||
|
رد: بصراحة - دلِّع البنات قبل الزواج !!
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق
|
||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||