بسم الله الرحمن الرحيم
مشاهداتي في الحج
الحمدلله القائل ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) واصلي واسلم على الرحمة المهداة محمد بن عبدالله القائل ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه )
قبل إحدى عشرة سنة كانت أخر حجة قمت بها إلى الديار المقدسة ومنذ ذلك التاريخ ونحن نتابع كما يتابع أكثر من مليار مسلم هذا المشهد العظيم مشهد الحجيج وهو يتنقلون بين المشاعر يؤدن مناسكهم متبعين في ذلك هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم بقوله ( خذوا عني مناسككم ) ، وفي هذا العام كتب الله لي الحج مع إحدى حملات الداخل وكان التطور الذي حدث في المشاعر وخاصة بمنى ذات المساحة الضيقة يبهج الخاطر لولا بعض الأمور التي سأوردها في كلامي كلنا نعلم أن ديننا الحنيف هو الدين الذي يقوم على أسس من القيم الكبرى ومنها – العدل – الإحسان – الحق – الأمانة وقيم أخلاقية ومن أهمها – الصبر – الحلم – التواضع – الرحمة ، كل هذه القيم وهي كثير تشكل شخصية الإنسان المسلم ، فهل تحقق هذا في الحج لنذهب لجسر الجمرات لقد رأيت مناظر يعجب لها الإنسان ذهبت الرحمة من البعض ذهب الإحسان من البعض ذهب التواضع من البعض الآخر كل هذا يحصل عندما ترى ذلك الحاج وقد نزعت منه كل الصفات الإنسانية تراه وقد دفع هذا وقد ضرب ذاك وكل هذا يحدث والمسلم يريد تأدية عبادة لله سبحان الله هل تؤدى العبادات على جثث المسلمين هل تؤدى العبادات على إيذاء إخوانك اللذين لم يحضروا من بلادهم إلا للحصول على الثواب العظيم أين هي الأخلاق التي حثنا ديننا على التمسك بها أين هي قيمنا ، يحدث هذا عند الجمرات وبكثرة وعنف ظاهر حتى نتج عنه الوفيات التي سبق ذكرها ويحدث ذلك أيضا في الطواف أمام بيت الله ألا نستحي من الله ونحن نتدافع وبشكل يوحي للآخرين بأننا ندخل ساحة معركة الرابح فيها من أعطاه الله قوة في البدن إن عبادة الحج ليست ميدان لاستعراض العضلات ولكن بعض المسلمين هداه الله أتى من بلاده وهو مشحون مما يراه ويسمعه عن ما يحدث أثناء الطواف ورمي الجمرات وهذا يجعلنا نتوجه للمطوفين الذين يأتي الحجيج على مؤسساتهم الم يوعى الحجيج الم يدخلوا دورات تدريبية عن الحج والرحمة بين المسلمين والاحترام والتواضع وتعليمهم مقاصد الحج العليا ، ننتقل إلى مشهد آخر وهو مشهد الافتراش عند الحرم أو عند الجمرات إنه والله منظر مؤذي منظر يبعث في النفس التقزز والغثيان إن ديننا الحنيف غرس فينا معاني عظيمة كيف أن المسلم يحقق النظافة الباطنية والنظافة الظاهرية وهذا والله انعدم عند هؤلاء المفترشين فقد آذوا المسلمين أيما إيذاء سدوا عليهم الطرقات نشروا قذارتهم على الأرض فأنت تسير على نفاياتهم بل تسير أحياناً على أبدانهم ، لو نقلت هذه الصورة للبلدان التي نريد نشر الإسلام فيها فما هي ردة الفعل على هذه المناظر المؤذية إن ديننا دين النظافة دين يدعونا إلى مكارم الأخلاق فأين هي من هؤلاء المفترشين ومن أين أتوا وكيف هي سبل المعالجة ، نريد إيجاد حلول لهذه المشكلة التي هي من المشاهد المؤذية في الحج والمؤثرة على سير الحركة فحكومتنا صرفت المليارات ولا زالت تصرف وبسخاء على مشاريع الخير في هذا البلد المبارك وذلك لتيسر على الحجيج حجهم وتقلل من الخسائر البشرية بقدر الإمكان ولكن يأتي من يخلق مشكلة أخرى ، مشهد آخر وهو قضية التنقل من المشاهد لا زالت المشكلة هي المشكلة بل تفاقمت مع زيادة الحجيج فيجد الحاج مشقة عظمى في التنقل مما يرهقه بدنياً ومادياً من أصحاب السيارات الخاصة اللذين وجدوا فرصتهم في استغلال الحجيج أيما استغلال فأين التراحم بين المسلمين في هذا الموقف العظيم فمشكلة التنقل وانسيابية الحركة لا بد أن تعالج إما بوضع قاطرات معلقة أو تحت الأرض لكي تسهل عملية التنقل بين المشاعر ومواقف السيارات المتفرقة هذه بعض المشاهد التي أحببت أن أوردها لعلها تجد الحلول المناسبة من لدن لجنة الحج المركزية التي أقدم لها الشكر والتقدير وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والتي بذلت ولازالت تبذل الجهد الكبير نسأل الله أن يجزي هذه الدولة خير الجزاء على ما تقدمه لوطنها وللمسلمين في كل مكان وان يحفظ وطننا وامتنا من كل شر وصلى الله على نبينا محمد .