24-05-2009, 05:00 PM | #1 | ||
|
خيره
[SIZE="4"][COLOR="Sienna"] خيره هناك قصة مشهورة عن رجل حكيم سافر مع رفاقه، وكان كلما وقع له أمر لا يعجبه رضي وقال (خيرة) وتكررت منه الكلمة بتكرر المواقف إلى أن ضاق منه رفاقه وأرادوا ممازحته، فاتفقوا على إخفاء بعيره، ثم يخبروه أنه شرد ولم يجدوه.. فما كان منه إلا أن أجاب الجواب المعروف مسبقا (خيرة)! تفاجاوا بقوله ثم ضحكوا على بروده – في نظرهم- .. وفي الليل هجم عليهم مجموعة من قطاع الطرق فأخذوا جمالهم بأحمالها وهربوا فلم يستطيعوا اللحاق بهم.. فما كان منهم إلا أن أخرجوا جمل صاحبهم بحمله من مخبأه وهم يصيحون: خيرة، خيرة!! القصة فيها أكثر من مغزى.. فنحن حين ننظر إلى الأمور بمنظورنا القصير نتألم ونتضايق من أشياء كثيرة ونتمنى أن لم تكن، ولا ندري لعل الله سبحانه كتب في ثنياها الخير لنا .. فكر في حياتك السابقة وتذكر بعض الأمور التي حصلت سابقا وبكيت منها واسودت الدنيا في عينيك وقتها – ثم بعد مرور أيام أو سنوات تبكي فرحا أن الله سخرها لك بهذا الشكل!! إننا نعتقد أننا نعرف ما يصلح لنا ونتصرف بكل ثقة بناء على ذلك، لذا نتألم إن لم يحصل مرادنا لاعتقادنا فوات ما نرجوه... لكننا لا نعلم أن ما يقدره الله دائما هو الخير لنا سواء عرفنا في وقته أم نعلم... ولو قدر لإحدنا أن ينظر إلى مستقبل حياته بعد مرور الأزمة التي عاناها لوجد أن في ذلك الأزمة خيراً كثيراً .. بل حتى لو لم يظهر لنا ذلك في منظورنا القاصر فصبرنا لن يضيع سدى عند من لا يظلم مثقال ذرة... يخطر في ذهني كثيراً قصة أم موسى، فروعة ضياع طفلها في البحر، حتى صار فؤادها كما وصفه الله سبحانه (فارغاً) عن كل شيء إلا من التفكير فيه.. كانت تلك المصيبة – في ظاهرها – خيراً لها وله.. فكيف كان سيصل إلى قصر فرعون حتى يحظى بحمايته من القتل لولا المرور عبر قنطرة – الابتلاء.. كم من فتاة تألمت لتأخر زواجها – مثلاً- وكانت خلال تلك الفترة تكمل تعليمها العالي أو ملتحقة بدار للتحفيظ وفي كل يوم تبكي على حالها، حتى كتب الله لها الزواج وأنجبت وانشغلت بأطفالها وبيتها ثم التفتت إلى الوراء لتقول: الحمد لله الذي أخر زواجي ولو تزوجت تلك الفترة لم أكمل تعليمي أو لم التحق بهذه الوظيفة أو لم أحفظ القرآن... الخ وأخر بكا على عدم قبوله في الجامعة وتألم جداً من ذلك.. ثم لملم شتات نفسه وسل قلمه ليكتب أو فرشاته ليرسم أو هواية يحبها ككرة القدم فنماها حتى برع فيها ودخل من خلالها إلى ميادين لم يكن يحلم بالوصول لها لولا ممارسته هذه الهواية بجد.. لا زلت أتذكر قصة ذلك الشاب الذي كان يعاني من أمراض بدنية خطيرة، وهو في حياته راضٍ ومطمئن، ثم كتب الله عليه أن يصاب بحادث سيارة شنيع!! هل تصورت وضعه الآن؟!! بعد أن أفاق من الغيبوبة.. وجد نفسه قد شفي من كل أمراضه التي شاركته حياته.. فكان الحادث – الذي هو بمنظورنا شر- خيراً له. وقس على ذلك كل مشكلة تمر بك.. وابحث عن الخير الذي في ثناياها.. وحين نعتقد في قرارة أنفسنا – بصدق- أن ما كتبه الله هو خير لنا سنرتاح كثيراً، بل سننظر إلى الأمور بتفاؤل إن وراءها خير مختبئ فنسعد ونطمئن.. كل ما يمر بك عزيزي ثق أنه خير وحاول تلمس الأسباب فقول: لعل الله أراد لي كذا من هذه الأزمة.. وستجدها إن شاء الله خير مما تصورت مع ثبوت أجر الرضا بالقضاء.. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه................
|
||
|
24-05-2009, 05:16 PM | #2 | ||
|
رد: خيره
صدقـت يا سيف العمور.
|
||
|
24-05-2009, 05:20 PM | #3 | ||
|
رد: خيره
القصة فيها أكثر من مغزى.. فنحن حين ننظر إلى الأمور بمنظورنا القصير نتألم ونتضايق من أشياء كثيرة ونتمنى أن لم تكن، ولا ندري لعل الله سبحانه كتب في ثنياها الخير لنا ..
|
||
|
24-05-2009, 05:21 PM | #5 | ||
|
رد: خيره
مشكور اخوي عبدالله الخييلي على المرور والرد وبارك الله فيك............ وتشرفنا بك
|
||
|
24-05-2009, 05:26 PM | #6 | ||
|
رد: خيره
الاخ سالم بن صمهود
تحياتي لشخصك الكريم . ومشكور على التعليق لاهنت اخوي
|
||
|
25-05-2009, 10:28 PM | #9 | ||
|
رد: خيره
|
||
|
26-05-2009, 01:27 PM | #14 | ||
|
رد: خيره
لا هنت اخووووي سيف على الطرح المميز ابيض وجه ..
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||