خمسة من السجناء السياسيين السعوديين إلى الحريّة
[img]http://www.elaph.com/elaph***/Resources/images/Politics/2005/8/thumbnails/T_60312dab-aa38-4e1e-af0c-3d0167f9fd8d.gif[/img]
سلطان القحطاني من الرياض: أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء اليوم الاثنين عفواً ملكياً عن خمسة من السجناء السياسيين السعوديين،وذلك في خطوة هي الثانية من نوعها عشية عفوه عن معتقلين ليبيين تورطوا في مؤامرة اغتياله.
وصرح الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي أنه قد صدر أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعفو وإطلاق سراح السجناء المحكومين شرعا وهم عبدالله الحامد ومتروك الفالح وعلي الدميني وسعيد بن زعير كذلك الأمر بإطلاق سراح عبدالرحمن اللاحم المنظورة قضيته في المحكمة.
وقال الأمير نايف:" عسى أن يكونوا جميعا مواطنين صالحين".
وأضاف وزير الداخلية في تصريحه الذي بثته الوكالة الرسمية أن "الصفح والعفو والرأفة أمور معلومة ومعهودة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره قائدا وراعيا لهذا الوطن وأبنائه" .
وكان الموقوفون الثلاثة الدميني والحامد والفالح قد صدرت بحقهم أحكام سجن تراوحت مددها مابين 6 و9 سنوات،على خلفية إصدارهم مذكرة تطالب بتنفيذ إصلاحات دستورية،فيما اعتقل على أثرهم المحامي عبدالرحمن اللاحم الذي لم يصدر حكم بحقه حتى تاريخ العفو عنه.
وإضافة إليهم فإن العفو يشمل الداعية الإسلامي الشيخ سعيد بن زعير الذي اعتقلته السلطات ومن ثم أطلقته وأعادت اعتقاله مرة أخرى،بعد مداخلة تلفزيونية أدلى بها لقناة الجزيرة الفضائية وقام فيها بتأييد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها السعودية.
وعلمت"إيلاف" من مصادر ضليعة أن السجناء الخمسة المفرج عنهم، سيغادرون سجنهم عصر يوم غد-الثلاثاء-، وذلك عقب تلقيهم خطاب الإفراج من وزارة الداخلية السعودية المخولة بتنفيذ قرار العفو الملكي الذي أصدره الملك عبد الله مساء اليوم.
وبالنظر إلى خريطة الخمسة المفرج عنهم نرى أن متروك بن هايس بن خليف الفالح وهو من مواليـد مدينة سكاكا منطقة الجوف عام 17/5/1953 ،تخرج في جامعة الملـك سعود كلية العلوم الإدارية - قسم العلوم السياسية - عام 1977م ،وحصل على درجة الماجستير في السياسة من جامعة كانساس لورنس عام 1981م، والدكتوراه في السياسة من الجامعة نفسها بتقدير امتياز عام 1987م •
وعمل الفالح كعضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود وتدرج في السلـك الأكاديمي من أستاذ مشارك إلى أن حصل على الاستاذية عام 1999م ، وأستاذ العلاقات الدولية في قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود في الرياض.وسبق وأن منع من التدريس وإن لم يفصل من الوظيفة قبل عام ونصف بعد نشره مقالة حول آثار الإصلاح قبل أن تتفكك المملكة وتنهار نشرته صحيفة القدس العربي حينها.
كما أصدر كتباً بحثية بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت منها المجتمع والديمقراطية والدولة في البلدان العربية.ويعتبر الفالح شخصية معروفة على مستوى العالم العربي كباحث ومثقف سعودي ذي أفق عربي، وكان من الشخصيات العربية المختارة لقراءة تقرير التنمية العربية حول الحريات ولم يتمكن من حضور الاجتماع في عمان نهاية آذار (مارس) الماضي.
نُشرت لـلفالح عدة دراسات : 1. اليابان:القوة الاقتصادية والقوة السياسية . 2. الصين: الاستقطاب الاجتماعي والسياسي لبرنامج التحديث والإصلاح نشر عام 1989 في مجلة العلوم الاجتماعية جامعة الكويت. 3. نظريات العنف والثورة ( دراسة تحليلية وتقويمية). 4. ابن خلدون ونظريات الثورة ( نظرية الثورة في مفهوم العصبية). 5. الثورة الألمانية ( دراسة في التفسيرات ) 6. النموذج الصيني للتوحيــد ( الدولة الواحدة ذات نظامين دراسة في الأصول والعوامل والدلالات تم نشرها في المستقبل العربي عدد 152. 7. الولايات المتحدة الأميركية والسعودية 1991 - 1997م دراسة في طبيعة العلاقة واتجاهاتها على ضوء محور الدولة والمجتمع. 8. التحولات في العلاقات العربية - العربية 1996 - 1997م دراسة مقارنة الإدراك للنخب العربية الحاكمة المحورية تم نشرها في المستقبل العربي رقم 220. 9. السياسات الأميركية المصرية تجاه الدولة والمجتمع. 10.أوروبا ومصر في التسعينات - السياسات والعلاقة تجاه محور الدولة والمجتمع. 11. بريطانيا والسعودية 1994 - 1997م جدل العلاقة في إطار السياسات تجاه عمل•الدولة والمجتمع. 12. المستقبل السياسي في السعودية ,نُشر في القدس العربي. عمل عضواً في المؤتمر القومي العربي 1993م , وعمل أيضاً عضواً في مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية منذ 1993م .
ونُشــر لـه عدة كــتــب منها:1-سكاكا الجـوف في نهاية القرن العشرين( التحديث والتنمية وتحولات النخب في الريف العربي السعودي ). 2-المجتمع والديمقراطية والدولة في البلدان العربية دراسة مقارنة لإشكالية المجتمع المدني في ضوء تريف المـدن.3-الغرب والمجتمع والدولة في البلدان العربية. 4-الإصلاح الدستوري في السعودية.
أما الدكتور عبد الله الحامد فمن مواليد 1 تموز (يوليو) 1951 م تنوعت تحصيلاته الثقافية مابين حلقات المسجد والدراسة الحكومية،وهو ما يشي بأن بنيته الفكرية التحتية ذات بعد ديني محض،فيما تطورت مع الوقت لتأخذ منحىً أدبياً بارزاً،يبدو بشكل جلي في الكتب الأدبية التي قام بتأليفها.
وحصل الحامد على الماجستير في منتصف السبعينات من القرن الفائت،وحصل على شهادة الدكتوراة في أواخر السبعينات من كلية اللغة العربية في جامعة الأزهر في تخصص الأدب والنقد،وصدرت له سبع دواوين شعرية،بالإضافة إلى الكتب التي صدرت عن منهجية الإصلاح الدستوري في ظلال الشريعة الإسلامية.
وثالث المعتقلين وهو الأديب السعودي البارز علي الدميني.وبغض النظر عن الإنتماءات الإيدولوجية له،والتي يوصف بأنه شيوعي سابق،فإن الدميني يظل اسماً بارزاً على الصعيد الشعري في السعودية،باعتباره عماد الحركة الحداثية التي هو من عرّابيها البارزين في الساحة السعودية.
أما الشيخ سعيد بن زعير (54 عاماً) الذي حكمت محكمة سعودية في التاسع عشر من أيلول (سبتمبر) بالسجن لسنوات خمس لادانته بتهمة "اثارة الفتنة والحض على مخالفة ولي الامر"،فليست هذه هي المرة الأولى التي تداعب عيناه قضبان السجن،إذ اعتقل في منتصف التسعينات في حملة طالت متشددين سعوديين،واعتقل ثماني سنين قبيل الإفراج عنه،ومن ثم أعيد إلى السجن إثر مداخلته التلفزيونية الشهيرة.
وبرز اسم بن زعير جلياً عقب معارضته للفتوى التي صدرت بشأن مؤتمر مدريد للسلام،صنعت له رصيداً شعبياً متصاعداً من المنتمين إلى التيارات الأصولية السعودية،والتي كانت ناشطة آنذاك.
وتعتبر خطوة العفو الملكي مؤشراً عميقاً حول السياسة التي ستنتهجها الحكومة السعودية في مسيرتها الإصلاحية،وخصوصاً حين الأخذ بالنظر إلى الخريطة الفكرية للخمسة المفرج عنهم التي تتميز بكونها جمعت نقيضين راديكالياً وليبرالياً،ولكنها ذات قاسم مشترك ،وهو أن الخمسة الموقوفين إلتزموا بالمنهج السلمي للمطالبة بالتغيرات التي يرونها دون اللجوء إلى أعمال عنف.