بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مبارك فيه كما يحب ربنا ويرضى ؛ اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ؛ أخواني أبناء شعب مصر السلام عليكم يا أبناء النيل سلام الله عليكم يا من أوصانا بكم سيد المرسلين وقال فيكم ( استوصوا بقبطها خيراً فان لكم منهم ذمة ونسب ) فهل يوجد مسلم لا يعرف أبا العرب وجد النبي محمد صلي الله عليه وسلم نبي الله (إسماعيل) عليه السلام كانت امه هي السيدة (هاجر) وكذلك السيدة (ماريه) أم إبراهيم ابن النبي رضي الله عنهم أجمعين ؛ سلام الله عليك يا أبناء ارض الكنانة وقد أطلق على أرضكم كلمة الكنانة لان مصر كانت دائما جعبة السهام التي خرج منها السهام التي ردعت أعداء الإسلام فمن مصر خرج السهم الذي مزق قلب الصلبين والتتار كما كانت مصر دائماً مقبرة عتاة الغزاة عبر التاريخ ؛ واني يا أخواني ليحزنني بل يمزق قلبي أن هذه السهام التي تتوجه لقلوب أعداء الإسلام أصبحت اليوم تتوجه إلى قلوب المصرين أنفسم ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛ يا أخواني قد استطعتم إسقاط النظام السابق بثورتكم التي قدمت شهداء الخامس والعشرين من يناير لكن الثورة لم تأتي بالبديل الذي يتفق عليه الجميع ؛ فكان لابد إن يقوم الشعب بأكمله بالبناء وليس بالهدم واني لأعلم جيداً كما يعلم جميع العقلاء أن كل ما نرى من أعمال القتل والتخريب ليست بأيدي من قاموا ببذل أرواحهم بل بأيدي المرتزقة الذين لايبحثون إلا عن المكسب وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ولنا ولكم يا أخواني أكبر مثال على تأثير الفتن في البلاد الإسلامية ؛ وكان هذا المثال في أعظم فتنة ابتليت بها الأمة الإسلامية وهي فتنة الخروج على أمير المؤمنين (عثمان بن عفان ) رضي الله عنه وما تلاها من إحداث عظيمة أعيت أمير المؤمنين ( علي بن ابي طالب ) رضي الله عنه وأعيت المسلمين جميعاً وبسبب هذه الفتنة توقف الجهاد وأنقسمت الأمة وكان هذا لمصلحة أعداء الإسلام الذين دبروا بكل خبث ودهاء هذه الفتنة وعلى رأسهم اليهودي ابن سبا لعنه الله ولم تتوقف هذه الفتنة الا عندما أعطانا الامام (الحسن بن علي ) أروع الأمثلة في حقن دماء المسلمين بتنازله عن الخلافة وبهذا قد نجح في توحيد الصف من جديد ومن بعدها عاد الجهاد في سبيل الله وتم كشف وملاحقة أعداء الإسلام الذين دبروا كل هذه الفتنة ؛ وفي التاريخ الحديث أيضاً ما يعرف بأسم (الثورة العربية الكبرى ) التي اشعلها المستعمرين بأيدي عربية وكان الكل يظن واهماً انها ستجلب العدل والحرية للبلاد العربية لكنها لم تجلب سوى أنهاراُ من دماء المسلمين كما أنها كانت المسمار الأخير الذي دق في نعش الخلافة الإسلامية والتي كانت تمثل وقتها الخيط الرفيع الذي يربط المسلمين ببعض لكن للأسف لم يعرف المسلمون الحقيقة وكيف تم تدبير المؤامرة الا بعد عقود طويلة وبعد ان تم الكشف عن خفايا اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت العالم الإسلامي شر تقسيم وكانت الصدمة الكبرى عندما تيقن العرب ان المستفيد الأول والأخير مما حدث هو الاستعمار الغاشم ؛ ومن أقوال (لورانس ) وهو المنفذ الفعلي؛ لما حدث ؛ اني كنت أشعر بالخجل عندما كنت أرى العربي يقتل العربي ؛ هذا كان قوله وهو احد المخططين لما جرى ؛ اما نحن لما نكن نشعر بالخجل لقتل بعضنا البعض ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛ من اجل هذا أوجه رسالتي إليكم يا أخواني المصرين وأقول لكم من المستحيل ان تعلموا حقيقة ما حرى وما يجري منذ بداية الثورة قبل عامين حتى يومنا هذا وأقصد ببداية الثورة جميع الإعمال التخربية التي صاحبت الثورة ؛ لكن سوف تتضح الحقائق فيما بعد وسوف تعلمون من هو المستفيد الحقيقي من هذا الصراع الدموي الذي لم يتوقف حتى الان ؛ واسأل الله العلى العظيم ان لاينتهي هذا الصراع بسيطرة أعداء الإسلام من جديد ؛ وأحب ان اقول لكم يا اخواني ان كثرة ما يحدث من اضطرابات واحتجاجات بسبب قبول حكومة او رفضها لن يزيد الوضع إلا سوء لأنه من المستحيل ان تقبل الشعوب كل ما يأتي من الحاكم لكن علينا بالطاعة والالتزام بوحدة الصف وخصوصاً في أرضا كأرضكم حيث اختلاف الأعراق والتوجهات فمنكم المسلمين والنصارى وفرق أخرى والكثير من التيارات السياسية ذات المختلفة ؛ فعليكم بإتباع سنة النبي في طاعة ولى الأمر مهما كان وإذا جاء منه الخير شكرتم واذا جاء منه ما لا ترضون صبرتم هكذا هو حال أهل السنه والجماعة وهذه هو كلام أئمة المسلمين أمثال ( ابن القيم ) رحمه الله وغيره والنصح للحاكم اذا جاء منه ما تكرهون يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالتخريب والقتل وعليكم يا إخواني بعدم أتباه آهل الفتن والأطماع فقد قال النبي( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ) فأن إتباع الحاكم ولو كان ظالم خيراً من العيش ساعة واحدة في الفتنة وانتم تعلمون يا أخواني كم عانت مصر وشعبها واقتصادها بسبب كثرة الفتن التي مرت بها منذ عامين وأنصحكم يا أخواني بإتباع خطوات ما أيسرها لكن اذا تم تطبيقها .
اولاً - الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله وطاعة ولي الأمر .
ثانياً - نبذ جميع الخلافات وعدم الانشقاق عن بعضكم البعض .
ثالثاً – تسليم جميع الأسلحة الى الحكومة حتى تقوم بدورها في حماية الشعب و المنشأت .
خامساً – الابتعاد عن كل مثيري الفتن والذين أصبحوا للأسف يتمثلون في مؤسسات وصحف وقنوات فضائية مغرضة .
وفي الختام اذكر نفسي وأذكركم بقول النبي ( لان تهدم الكعبة حجرأ حجرأ أهون عند الله من ان يراق دم امرئ مسلم )
واذكر اخواني المسلمين في العالم اجمع بتقديم العون لمصر فمن يستطيع ان ينسى مصر وقد ذكرها الله في كتابه خمس مرات و اسال الله ان يوفق أبنائها ويؤلف بين قلوبهم ويحقن دمائهم ودماء المسلمين اجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته