قال النائبان جون كونيرز (ديمقراطي) ولامار سميث (جمهوري) ان لجنة قضائية في الكونجرس الامريكي ستعقد جلسة في الثامن من شباط/فبراير لدرس العرض الذي تقدمت به مايكروسوفت لشراء ياهو وتأثيره على المنافسة.
وأوضح النائبان في بيان ان “عرض مايكروسوفت لشراء ياهو هو من اكبر عمليات الدمج في قطاع التكنولوجيا ويطرح مشاكل كبيرة لعملية المنافسة على الانترنت”.
تنوي اللجنة استدعاء خبراء في المنافسة سيدرسون تأثير عملية الدمج بين مايكروسوفت وياهو. وسيترأس كونيرز النائب الديمقراطي عن مشيغن (شمال) اللجنة.
ويعتبر محللون ان هيئة مراقبة المنافسة ستدرس تفاصيل هذه الصفقة لكنها ستوافق عليها في النهاية لان مايكروسوفت وياهو معا سيبقان اصغر من غوغل في سوق الاعلانات الالكترونية.
وأكدت شركة ياهو أنها تدرس عرض مايكرسوفوت بدقة.
وأعلنت مجموعة “مايكروسوفت” العملاقة للبرمجيات امس الاول انها قدمت عرضا احاديا لشراء مجموعة “ياهو”، الثانية عالميا في الاعلان على الانترنت، بقيمة 44،6 مليار دولار، لمنافسة مجموعة جوجل الاولى عالميا.
وامام هذا العرض الهائل الذي يتجاوز ب62% سعر اغلاق ياهو مساء امس الاول، ظلت المجموعة حذرة واكتفت بالرد لاحقا انها “تدرسه بعناية فائقة”.
وتسيطر مجموعة بيل جيتس على عالم الكمبيوترات الصغيرة من خلال برمجياتها، غير انها ضئيلة في مجال الاعلان على انترنت. وبررت مايكروسوفت عرضها بأن هذه السوق “تشهد نموا سريعا وسترتفع من 40 مليار دولار في 2007 الى 80 ملياراً عام 2010”.
واضافت ان اقتران المجموعتين سينافس “المحرك الطاغي” على مجال الاعلان على الانترنت، في تلميح الى جوجل التي لم تذكر بالاسم، وسيسمح لمايكروسوفت بالانخراط في نموذج جديد هو البرمجيات المتوافرة على الشبكة بتمويل من الاعلان.
وقالت مايكروسوفت في بيان “اليوم، يسود محرك اساسي على سوق الاعلان على الانترنت. ولكن معا، مايكروسوفت وياهو تستطيعان في آن عرض خيار تنافسي وتلبية حاجات الزبائن والشركاء بشكل افضل”.
وتحرز جوجل حوالي ثلث العائدات العالمية للاعلان على الانترنت، فتتفوق بكثير على ياهو التي تنال اقل من 15%. اما مايكروسوفت فأقل من ذلك باشواط.
وعرض مايكروسوفت مختلط فهو يقترح شراء النصف نقدا والنصف الآخر بالاسهم، بقيمة 31 دولارا لسهم من ياهو. وأدى العرض الى ارتفاع اسهم ياهو باكثر من 50% عند افتتاح بورصة وول ستريت، في مؤشر الى ان الاسواق تثق بالعملية. غير انها ترى ان المبلغ باهظ، حيث انخفض سهم مايكروسوفت بنسبة 4،77% الى سعر 30،95 دولار عند الساعة 15،30 ت غ.
كما كشفت مايكروسوفت انها حاولت بلا جدوى شراء ياهو بين نهاية 2006 ومطلع 2007 غير ان الشركة الهدف صدت تلك المحاولة بسبب “احتمال ارتفاع” سعر اسهم المجموعة.
واضافت مايكروسوفت بوضوح “مر عام، والوضع التنافسي لا يزال على حاله”. وتشكل هذه الجملة اعترافا بالفشل امام صعود جوجل وتلميحا الى تقهقر ياهو التي سبقتها جوجل فتراجعت اسعارها في البورصة.
وزادت مايكروسوفت الضغط فاقترحت اجتماعا “بأسرع وقت” وألمحت الى انها ستتقدم بالطلب الى مساهمي ياهو في حال جوبهت بالرفض.
ورأى المحللون ان مايكروسوفت التي تجني اكثر من 80% من عائداتها من مبيعات البرمجيات، تسعى الى تنويع نشاطاتها، لانها مهددة من ظهور البرمجيات المجانية على الانترنت، كتلك التي اطلقتها جوجل نفسها في الاشهر الاخيرة.
وأطلق رئيس مجلس ادارة مايكروسوفت مؤخرا مفاجأة عندما اكد انها تنوي احراز 25% من مجموع مبيعاتها من الاعلان على الانترنت في الاعوام المقبلة.
بالتالي، يساهم تحالف مايكروسوفت مع ياهو الى الاقتراب من جوجل الى حد كبير، لكن الاخيرة ستبقى في الطليعة في العالم.
وعلق مايكل جارتنبرج من مكتب جوبيتر ريسرش “هذه المبادرة جريئة” لا سيما ان بالمر “لا يحبذ هذا النوع من عمليات الاستحواذ الكبرى”.
وأقر مسؤولو مايكروسوفت بأن مجموعتهم تستطيع بالتالي الرهان على النموذج الجديد من البرمجيات على الانترنت الممولة من الاعلانات.
وعلق بالمر “يشكل هذا الاعلان مرحلة مهمة في تحول مايكروسوفت” واضاف “ما سيسمح بتناغم بين البرمجيات والعائدات الاعلانية”. وأضاف “كان في وسعنا توظيف مهندسين، لكن في هذا الوقت سيواصل منافسنا (تلميح آخر الى جوجل) النمو”.
مع جزيل الشكر