فوائــد قرآنيــة
فصل : في ذكر أمور رُبطت بأسبابها :
جعل الله الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة ، واخذ الحذر منهم: سبباً لحصول النصر
والسلامة من شرورهم .. شاهده قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ
انْفِرُوا جَمِيعاً )
وقوله تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ .. )
وجعـل الله اليسـر يتبـع العسـر ، والـفرج عند اشتداد الكرب .. شاهده قوله تعالى :
( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ) و قولة تعالى ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً )
وجعل الله الصبر والتقـوى سبباً : للعواقــب الحميدة والمنازل الرفيعــة ..
شاهده قـوله تعالى ( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) وقوله تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) وقوله تعالى
( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
وجعل الله الجهاد سبباً .. للنصر وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء والوقاية من شرورهم
شاهده قوله تعالى( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ )
وقوله تعالى ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً )
وجعل الله لمحبته ، التي هي أعلى ما ناله العباد ، أسباباً : أهمها وأعظمها متابعة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال وسائر الأحوال ، قال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
ومن أسبابها ما ذكره بقوله ( والله يحب الصابرين – يحب المحسنين ، يحب المتقين – يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )
وجعل الله النظر إلى النعم والفضل الذي أعطيه العبد وغض النظر مما لم يعطه.. سبباً : للقناعة ..
شاهده قوله تعالى ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ
مِنَ الشَّاكِرِينَ )
وجعل الله القيام بالعدل في الأمور كلها .. سبباً لصلاح الأحوال .. وضده سبباً لفسادها .. شاهده قوله
تعالى ( والسماء رفعها ووضع الميزان أن لا تطغوا في الميزان ، وأقيموا الوزن بالقسط ولا
تخسروا الميزان )
وجعل الله كمال إخلاص العبد لربه .. سبباً يدفع به عنه المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن . شاهده
قوله تعالى ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
وجعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان .. حصناً حصيناً يمنع العبد من تسلط الشيطان ،خصوصاً إذا
انضم إلى ذلك الإكثار من ذكر الله والاستعاذة بالله من الشيطان شاهده قوله تعالى ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
وجعل الله مفتاح الإيمان واليقين : التفكر في آيات الله المتلوة وآياته المشهودة والمقابلة بين الحق
والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة .. شاهده قوله تعالى ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
والأمر بالتفكر بالمخلوقات في عدة آيات .. وقوله ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
فهي سبب للإيمان ، والإيمان موجب للانتفاع بها .
وجعل الله القيام بأمور الدين سبباً لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سبباً للتعسير شاهده قوله تعالى
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )
وجعل الله العلم النافع سبباً للرفعة في الدنيا والآخرة شاهده قوله تعالى
( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
وجعل الله كون العبد طيباً في عقيدته وخلقه وعمله: سبباً لدخول الجنة وللبشارة عند الموت ..
شاهده قوله تعالى :
( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )
وقوله تعالى ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
وجعل الله مقابلة المسيء بالإحسان ، وحسن الخلق : سبباً يكون به العدو صديقاً ، وتتمكن فيه
صداقة الصديق دليله قوله تعالى ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )
وبذلك تحصل الراحة للعبد وتتيسر له كثير من أحواله .
وجعل الله الإنفاق في محله سبباً : للخلف العاجل والثواب الآجل .. شاهده قوله تعالى
( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
وجعل الله لرزقه أبواباً وأسباباً متنوعة ، فمتى انغلق عن العبد باب منها فلا يحزن ، فإن الله يفتح
له غيره ، وقد يكون أقوى منه وأحسن ، وقد يكون مثله أو دونه ، شاهده قوله تعالى : 0
( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً)
وقوله ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
وجعل الله التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها: طريقاً سهلاً هيناً لتركها ..
شاهده قوله تعالى ( تلك حدود الله ) أي محارمه ( فلا تقربوها )
أي لا تفعلوها ولا تحوموا حولها .
فمن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه .
فوائــد قرآنيــة :
الشيخ/ عبدالرحمن السعدي -يرحمه الله