03-12-2010, 04:39 PM | #1 | ||
|
في المحكم والمتشابه
في المحكم والمتشابه قال تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات وقد حكى ابن حبيب النيسابوري في المسئلة ثلاثة أقوال. أحدها: أن القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحكمت آياته. الثاني: كله متشابه لقوله تعالى كتابًا متشابهًا مثاني. الثالث وهوالصحيح: انقسامه إلى محكم ومتشابه للآية المصدر بها. والجواب عن الآيتين أن المراد بإحكامه إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه وبتشابهه كونه يشبه بعضه بعضًا في الحق والصدق والإعجاز. وقال بعضهم: الآية لا تدل على الحصر في شيئين إذ ليس فيها شيء من طرقه وقد قال تعالى لتبين للناس ما نزل إليهم والمحكم لا تتوقف معرفته على البيان والمتشابه لا يرجى بيانه. وقد اختلف في تعيين المحكم والمتشابه على أقوال. فقيل: المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل. والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور. وقيل: المحكم ما وضح معناه والمتشابه نقيضه. وقيل: المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجهًا واحدًا والمتشابه ما احتمل أوجهًا. وقيل: المحكم ما كان معقول المعنى والمتشابه بخلافه كأعداد الصلوات واختصاص الصيام برمضان دون شعبان قاله الماوردي. وقيل: المحكم ما استقل بنفسه والمتشابه ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره. وقيل: المحكم ما تأويله تنزيله والمتشابه ما لا يدرك إلا بالتأويل. وقيل: المحكم ما لم تكرر ألفاظه ومقابلة المتشابه. وقيل: المحكم الفرائض والوعد والوعيد والمتشابه القصص والأمثال. أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المحكمات ناسخة وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخرة وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به. وأخرج الفريابي عن مجاهد قال: المحكمات ما فيه الحلال والحرام وما سوى ذلك منه متشابه يصدق بعضه بعضًا. واخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: المحكمات هي أوامره الزاجرة. وأخرج عن إسحاق بن سويد أن يحيي ابن يعمر وأبا فاختة تراجعا في هذه الآية فقال أبوفاختة: فواتح السور وقال يحيى: الفرائض والأمر النهي والحلال. وأخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال: الثلاث آيات من آخر سورة الأنعام محكمات قل تعالوا والآيتان بعدها. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله تعالى فيه آيات محكمات قال: من ها هنا قل تعالوا إلى ثلاث آيات ومن ها هنا وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه إلى ثلاث آيات بعدها. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال: المحكمات ما لم ينسخ منه والمتشابهات ما قد نسخ. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: المتشابهات فيما بلغن ألم والمص والمر والر. قال ابن أبي حاتم: وقد روى عن عكرمة وقتادة وغيرهما أن المحكم الذي يعمل به والمتشابه الذي يؤمن به ولا يعمل به. فصل اختلف: هل المتشابه مما يمكن الاطلاع على علمه أولا يعلمه إلا الله على قولين منشؤهما الاختلاف في قوله {والراسخون في العلم} هل هومعطوف ويقولون حال أومبتدأ خبره يقولون والواو للاستئناف. وعلى الأول طائفة يسيرة منه مجاهد وهورواية عن ابن عباس. فأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} قال: إنا مما يعلم تأويله. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {والراسخون في العلم} قال: يعلمون تأويله ويقولون آمنا به. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال الراسخون في العلم يعلمون تأويله لولم يعلموا تأويله لم يعلموا ناسخه من منسوخه ولا حلاله من حرامه ولا محكمه من متشابهه. واختار هذا القول النووي فقال في شرح مسلم إنه الأصح لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته. وقال ابن الحاجب: إنه الظاهر. وأما الأكثرون من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم خصوصًا أهل السنة فذهبوا إلى الثاني وهواصح الروايات عن ابن عباس.
|
||
|
04-12-2010, 08:09 PM | #5 | ||
|
رد: في المحكم والمتشابه
جزاك الله خير على مجهودك
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||