الفتره الواقعه بين 1233هـ/1818م حتى 1240هـ /1824م
على مدار أشهر ستة او مايقرب دارت المعارك رهيبة بين قوى الشر الزاحفة وبين المدافعين عن الدرعية من كل فج من فجاج نجد، دفاع الاستبسال والإستشهاد وفي 8/11/1233هـ خرج الامام عبدالله بن سعود من الدرعية بعد أن وقع الصلح على سلامة الدرعية واهلها مقابل استسلامه لقوات ابراهيم باشا ،وبهذا تكون قد انتهت الدوله السعودية الاولى في ذلك اليوم بالتحديد وظلت نجد لمدة ست سنوات تقريبا بدون حكومة وطنيه مركزيه وسوف نحاول رصد بعض من تأمر في منطقة سدير في تلك السنوات :
كانت اول محاوله لتولي الإمامة بعد المحنة محاولة محمد بن مشاري بن معمر(6) في اواخر سنة 1234هـ/1819م. بعد ما رحل ابراهيم باشا عن نجد ونصب نفسه إماماً ودانت له بلدان العارض وبلدان سدير والوشم، وكان (ال سويد) في جلاجل ممن امتنع عن المتابعه لابن معمر، فحرض عليهم ابن معمر جماعتهم ورئيسهم محمد بن عبدالله بن جلاجل فثارو عليهم وحصروهم في قصرهم واستولوعليه وعلى البلده واصبح محمد بن عبدالله بن جلاجل اميراً لمنطقة سدير، وفي تلك الاثناء قدم مشاري بن سعود الوشم ثم سار الى الدرعيه واستلم زمام السلطه في العاشر من جماد الاخر من سنة 1235هـ ووفد عليه اهل سديرورئيسهم محمد بن جلاجل فاقره فيه وجعله اميراً لسدير، ولم يدم الامر لمشاري بن سعود فقبض عليه ابن معمر وسلمه للقوات الغازيه في نفس العام ، لكن تركي ابن عبدالله في ربيع الاول من سنة 1236هـ يقبض على ابن معمر ووالده ويقتلهما، جزاء تسليمهم مشاري بن سعود للمحتل، لكن الامور لم تستقر لتركي بن عبدالله فقد تدخل محمد على باشا بقوه هذه المره وارسل تعزيزات جديدة للقضاء على الحركة السعودية الوليده، وفي ظل هذا الوضع ينفرط الامن والنظام، وتحدث فتن عظيمة، وقتل بين البلدان، وتسوء الأحوال، ويعود رؤساء البلدان الذين اجلاهم عنها ابن معمر الى بلدانهم،عاد (ال سويد) الى جلاجل امراء مرة اخرى في جمادى الاولى سنة 1236هـ ، وتركها محمد بن عبدالله بن جلاجل وبرحيله ينتهي معه تكليفه بأمارة منطقة سدير، ويبدا ال سويد محاولات حكم منطقة سدير حكماً مستقلاً ففي سنة1237هـ في أول محرم قُتل بن ادريس وابرهيم بن عجلان قتلهم سويد في جلاجل وفي النصف منه يستولي على الروضه ويفر ابن ماضي الى عشيره وفي الثالث والعشرين منه يستسلم اهل التويم لسويد ويقبلون بكل ماشرط عليهم ، ويستولي على جميع سدير ماعدا عشيره ، ويُخرج ابن مهيدب من الحوطه ، ويقدم محمد بن ربيش في الجنوبية، ونجده يعزل وينصب في تلك البلدان ولكن لم يدم ذلك له طويلاً ، وفي ذي القعدة من نفس السنه (وعند ابن بشر من احداث 1239هـ) كاتب حسين بيك أبوظاهر أكابر اهل نجد من مكان اقامته في عنيزه للوفود اليه، ومن ضمن من كاتبهم سويد بن علي ، وبعث خيلا مع موسى الكاشف وعبدالله الجمعي بصحبة سويد فقدموالمجمعه ونزلو قصرها وقتلو ابراهيم العسكر وحمد بن عقيل والاثنان من امراء المجمعه لكنهم لم يتمكنوا من بعض بلدان سدير لأنهم رأوا مايريبهم من سويد وقُتل منهم نحو ثلاثين رجلاً ونجا الجمعي وكانو يختالون سويد باطنا وظاهرا فاعجزهم، ثم استنجدو(الكيخا حسين) من ثرمدا وفيصل الدويش بمن معه من قومه، فاقبلو نحو جلاجل ونازلوه، ورموه بالقبس فلم يدركوا شيئا فرجعو، واستمر سويد بن علي صاحب الكلمة القويةعلى أغلب بلدان سدير حتى سنة 1240هـ.(7)
ويتضح من هذا العرض الموجز أن امير سدير في تلك الفتره من قبل ابن معمر كان محمد بن عبدالله بن جلاجل ثم اقره مشاري بن سعود على أمارة سدير وهي فترة لاتتجاوز سنة واربعة اشهر تقريباً، وكذلك محاولة سويد بن على حكم سدير حكماً مستقلاً.