هاجم فيها بعض التيارات الفكرية وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف
مؤلف "عيال الله" السعودي يردّ على منتقدي اسم روايته بعد تكفيره
ردّ روائي سعودي على منتقدي اسم روايته الجديدة "عيال الله"، متهماً إياهم بالافتقار إلى الثقافة اللغوية والإسلامية أيضاً، إذ أنهم فسروا عنوانها بشكل خاطئ، ما أدى إلى تكفيره في بعض مواقع الانترنت التي انتشرت فيها الرواية.
وقال "شيخ الورّاقين" إن التجريح بالرواية وتكفير كاتبها جاء وفق فهم ملتبس للعنوان، شارحاً أن "عيال الله" في لغة العرب "تعني الفقراء إليه وهو تعالى من يعيلهم, أضف لذلك أنها مصطلح إسلامي ورد في الحديث النبوي (الخلق عيال الله...) بغض النظر عن مدى صحة الحديث"، وفق ما قال الكاتب في مقابلة نشرتها صحيفة "الوطن" السعودية الاثنين 6-8-2007.
وبناء على ذلك، اعتبر الكاتب أن عنوان روايته لا يبدو مثيراًً لمن يعرف اللغة العربية وقرأ الثقافة الإسلامية.
وقد صدرت الرواية موقع الجدال قبل 4 أشهر، عن دار التنوير العربي بلندن. وتقع في 100 صفحة، مقسمة على 12 فصلاً، استخدم الكاتب فيها لغة حادة، مهاجماً بعض التيارات الفكرية في السعودية، خاصة بطريقة تناولهم قضايا المجتمع، والدفاع عنها. وكان لبعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصيب في فصول الرواية, التي تطرق كذلك لكفاءة النسب وقضية "منصور وفاطمة" و"فتاة القطيف" وغيرها من القضايا, وكيف تعامل الإعلام معها.
كما نفى الكاتب أن يكون كتب روايته بحثاً عن الشهرة والمجد الأدبي، مستشهداً باستخدامه لقب "شيخ الورّاقين" كاسم مستعار بدلاً من اسمه الحقيقي.
واستطرد: "هناك من يبحث عن المال وهذا المثال لا ينطبق على المؤلف العربي. فكلنا نعلم أن أشهر الروائيين العرب من أفقر مخلوقات الله بل ان أفضلهم حظاً من تستطيع روايته أن تغطي تكلفة طباعتها".
ورفض أن يكون اختياره اسماً مستعاراً بمثابة اختباء أو هروب، قائلاً: "ربما كان تزيناً أو لعدم الرغبة في الظهور بمظهر الروائي وتفضيّل شخصية الورّاق الذي كان في أزمان سابقة مجرد كاميرا أو آلة تصوير بيد أنه هنا حاول تصوير ما سيكون لا ما كان".
انتقاد الهيئة
وعن انتقاد الرواية لتصرفات بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف، يقول الكاتب إن المسألة شكلت قضية عامة، ولاقت الكثير من الجدل، مشيراً إلى أن "الانتقادات التي يعتبرها البعض قاسية جداً جاءت على ألسن شخصيات من العمل لها نماذج مماثلة تماماً وعلى أرض الواقع ولا تعبر بالضرورة عن رأي المؤلف".
ومن خلال الرواية، يرى المؤلف أن بعض من يصفون أنفسهم بـ"الليبراليين" أو "الإسلاميين"، يعتبرون من المزايدين على القضايا الاجتماعية ويضيف "في كل صراع على هذا الكوكب هناك المزايدون والوصوليون والمتثاقفون".
ويقول إن الحرية المطلقة، المتحررة من أية رقابة، التي طبقّها على شخصيات العمل، هي التي أخرجته بهذه الصورة. ويستطرد قائلاً "شخصيات العمل مارست حريتها كاملة في الانتقاد دون أي رقابة من المؤلف الذي ظل يتابع تسلسل الأحداث ويستمع للجميع بشكل محايد فمن انتقد الإسلامويين وليس "الإسلاميين" وصفهم بالمتطرفين, ومن انتقد الليبراليين كانت لديه أسبابه الوجيهة في ذلك".
وعن روح الإثارة في الرواية وعدم مطابقتها للواقع الاجتماعي قال "من غير المقبول أدبياً أن يكون العمل ككل نسخة مطابقة للروايات الاجتماعية المتداولة في الصحافة وبين الناس. لكن هذا لا يعني أن بعض شخصيات العمل لم توظف للاستشهاد بها ضمن أحداث الرواية، التي جاءت مستقلة تماماً عن الواقع والهدف من كتابة الرواية هو تخيّل ما يمكن أن يحدث في يوم ما بأكثر من مخيلة، منها المخيلة المتشائمة والمخيلة المتفائلة والمخيلة الفنتازية".