اختيارات تربوية (2) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-2013, 10:51 PM   #1
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي اختيارات تربوية (2)

اختيارات تربوية (2)

الإيمان وإيقاظ القوى الخفية
مجدي الهلالي

الإيمان الحي يوقظ القوى الخفية داخل الإنسان ويجعله دومًا يتحدى أوضاعًا أقوى منه، ويجتاز مصاعب أعظم بكثير من حدود إمكاناته ..

فعندما يتمكن الإيمان من القلب تزداد رغبة العبد في القيام بكل ما يحبه ربه ويرضاه فتجده يتحدى الصعاب، ويتحمل الشدائد في سبيل ذلك .

اجتمع يوما أصحاب رسول الله ﷺ في مكة، وكانوا قلة مستضعفين فقالوا : والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط ، فمن رجل يُسمعهم إياه ؟ فقال عبد الله بن مسعود : أنا أُسمعهم إياه . فقالوا : إنا نخشاهم عليك ، إنما نريد رجلا له عشيرة تحميه وتمنعه منهم إذا أرادوه بِشَر . فقال : دعوني فإن الله سيمنعني ويحميني .

ثم غدا إلى المسجد حتى أتى مقام إبراهيم في الضحى ، وقريش جلوس حول الكعبة ، فوقف عند المقام وقرأ:
بسم الله الرحمن الرحيم – رافعًا بها صوته - ﴿ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن/1-4] .
ومضى يقرؤها، فتأملته قريش وقالت: ماذا قال ابن أم عبد؟! تبًّا له، إنه يتلو بعض ما جاء به محمد
وقاموا إليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه والدم يسيل منه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني منهم الآن، وإن شئتم لأُغَادينَّهم بمثلها غدًا، قالوا: لا، حسبك، لقد أسمعتهم ما يكرهون.

وهذا عمرو بن الجموح يرى أبناءه الثلاثة يتجهزون للقاء أعداء الله في أُحد، فعزم على أن يغدو معهم إلى الجهاد، لكن الفتية أجمعوا على منع أبيهم مما عزم عليه، فهو شيخ كبير طاعن في السن، وهو إلى ذلك أعرج شديد العرج، وقد عذره الله فيمن عذرهم، فقالوا له:
يا أبانا، إن الله عذرك، فعلام تُكلف نفسك ما أعفاك الله منه؟!

فغضب الشيخ من قولهم، وانطلق إلى رسول الله ﷺ يشكوهم، فقال: يا نبي الله، إن أبنائي هؤلاء يريدون أن يحبسوني عن هذا الخير وهم يتذرعون بأني أعرج، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة.
فقال رسول الله ﷺ لأبنائه : « دعوه، لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة ». فخلوا عنه إذعانًا لأمر رسول الله ﷺ.

وما إن أزِف وقت الخروج ، حتى ودع عمرو بن الجموح زوجته ، ثم اتجه إلى القبلة ورفع كفيه إلى السماء وقال : « اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبًا » . ثم انطلق يُحيط به أبناءه الثلاثة .. ولما حمي وطيس المعركة، وتفرق الناس عن رسول الله ﷺ شوهد عمرو بن الجموح يمضي في الرعيل الأول ويثب على رجله الصحيحة وثبًا وهو يقول : إني لمَشتاق إلى الجنة، إني لمَشتاق إلى الجنة، وكان وراءه ابنه « خلَّاد » ومازال الشيخ وفتاه يجاهدان عن رسول الله ﷺ حتى خرَّا صريعين شهيدين على أرض المعركة، ليس بين الابن وأبيه إلا لحظات.

وإن تعجب من أثر الإيمان فعَجَبٌ إصرار عبد الله بن أم مكتوم على الجهاد وهو أعمى، وسفره مع جيش سعد بن أبي وقاص إلى القادسية لملاقاة الفرس، وهو لابس درعه، مستكمل عدته، فيتقدم ليحمل راية المسلمين ... وهو أعمى !! ويحافظ عليها إلى أن قُتل شهيدًا، وهو يحتضن الراية !! .

فليت شعري أي قوة أخرجت هؤلاء من ثوب أعذارهم، وجعلتهم يقفزون على حواجز عاهاتهم، فسبقوا أصحاب العافية، وأذهلوا أرباب العزائم الواهية.

إنه الإيمان، تسربلوا به وتدرعوا، فواجهوا سهام الشدائد ورماح الصعاب.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اختيارات تربوية (1) أبو عبيد :: القسم الإسلامـــي :: 2 18-10-2013 08:24 PM

 


الساعة الآن 11:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---