بسم الله الرحمن الرحيم
الرحلة مع محتال ؟!
**استلقيت في مقعدي داخل الطائرة وكلي أمل برحلة سعيدة حسب ما تعلنه المضيفة دوما خاصة وأن الرحلة في الليل وإن كان مزعجا لوحشته وتفاءلت عندما وجدت المقعد المجاور خاليا ففرحت ووضعت بعض المجلات والصحف وحمدت الله فليس لدى رغبة في الحديث مع أحد وحيث أنني لا أنام في الطائرة مهما كنت متعبا
والرحلة طويلة فأمسكت بأحد المجلات واستغرقت في القراءة ولم يخطر ببالي أبدا أن كل ذلك سيتحول لكابوس كما قال فيلسوف صيني اسمه تشونغ ثرو أرجو أن أكون قد كتبت اسمه صحيحا هذا الفيلسوف الصيني حلم أنه فراشة وحين أستيقظ لم يعد يدري إن كان بشرا حلم أنه فراشة أم أن الفراشة تحلم أنها إنسان أما أنا فقدت شعرت بمن يهزني من معصمي بقسوة معتقدا بأنني حيوان مربوط في مقعد الطائرة ونظرت لمن فعل ذلك وتأملته ببلاهة هذا الزمن الأعمى والأخرس والأعرج الذي يجعلك تقابل أحياناً أناس تعتقد أنهم ناس
ابتسمت قائلا بلسان مقطوع مأخوذ بالمفاجأة خير إنشاء الله وقبل أن يجيب كان قد رفع ما على الكرسي
واستحله دون استئذان ثم قال أحب أجلس معاك ندردش ونتسلى الرحلة طويلة ولأن وجهه لا يحمل أي تعبير قال لي يا شيخ كبك من كلام الجرائد والمجلات ما ورآها إلا الهم وضيق الخلق وخليك مثلي متجدد مستمتع بالحياة وعلى فكرة تزوجت 16 مرة ولا يزال منهن أربعة على ذمتي نظرت إليه متعجبا قلت له مبروك الله
يعينك فضحك بصوت عال وقال متفاخرا طلقت القديمة وجددت شبابي بفتاة صغنون يا زينها لم يتجاوز عمرها
20 سنة نظرت له فقال شايف الاستغراب بادي عليك ليه غريبة أتزوج قلت له لا ولكن استغرب زواجك 16
مرة طلاقك المتعدد لزوجاتك فقفز من مكانه وعاد ومعه تمثال لطفلة في هيئة امرأة في العشرين وبعد أن عادت زوجته لمقعدها سألته ولماذا طلقت زوجتك أجابني كطاووس منتشيا كبرت يا شيخ أصبحت كلها أمراض كان حديثه متناثرا متدفقا بلا حواس ولا إدراك وطريقة حديثه عن زوجته السابقة كانت قاسية تركت في نفسي جرحا عميقا لا يزال ينزف بداخلي نزفا متواصلا طوال الرحلة وهز مشاعري هزا واعتراني ضيق كنت أنصت لكلامه ونسيت كوب القهوة الذي أمامي بحيث أصبح أبرد من كأسه المليئة بالعصير وأتأمل صلعته وكرشه وتكور جسمه قلت له وتنهيدة ساخرة تصحب كلامي يكتنفها بركان هناك مقولة إن طعم التفاحة ليس في التفاحة نفسها فالتفاحة لا طعم لها وليس في فم من يأكلها وإنما هو في التواصل بين الاثنين كيف بالله عليك سيتم التواصل بينك وبين فتاة في عمر حفيدتك فنظرة نظرة سخرية ألم تسمع بشيء اسمه فيجارا يا أبو الشباب قالها بانفلات ممجوج وبلغة تشعرك ما قاله فوضى وعبث وعدم تحمل المسئولية كنت استمع لحديثه
في داخلي أسخر منه فهو لا يتزوج إلا بحيلة ووعود كاذبة كي يصل لما يريد ولا يهتم للنتائج ومن مغامراته تقدمه لهذه الفتاة التي لم يسبق لها الزواج وهي من أسرة بسيطة ولا تعلم عن الخبث والخبائث شيئاُ
وعندما وجد القبول طلب منه أبوها إحضار أسرته والتقدم رسميا ولما كان لا يستطيع استعان بإحدى الخاطبات واستأجر عن طريقها عددا من النساء للحضور معه لتمثيل دور العائلة فمنهن من كانت أمه والأخرى خالته وإحداهن عمته والباقيات أخوته وقد نجح في خطته وحيلته وقد اشترطت أسرة الفتاة عليه أن يحضر سائق خاص وعدد من الخادمات ومنزل كبير لها ولم يرفض بعد رؤيته للفتاة وكانت جميلة جدا س3 وقد وافق بعد أن ادعى بأنه رجل مقتدر وثري وليؤكد ذلك دبر لأسرة فتاته زيارة لمنزل تحت الإنشاء وادعى ملكيته وعلى العروس أن تتخيل هذا المنزل الكبير لها بل عليها أن تختار ألوان الجدران ودورات المياه والغريب أن أسرة فتاته كانت متعجلة لإتمام الزواج أكثر منه فهو بالنسبة لهم الفرصة التي لا تعوض وعندما قلت له وكيف ستعمل مع عروستك بعد الوصول قال ببساطة سأنقلها لمنزلي الصغير لتعيش مع زوجاتي الثلاث وأبنائي.
هذا يكفي
لينطفئ نورك
قبل منتصف يومك
تشعر
العالم مظلم
قبل ما استفيق
من الانقباض الذي
أنا فيه
** فاجأني بسؤال متى تجددك فراشك يا أبو الشباب قلت لم أنزل للنهر بعد دهش مما سمع غير مصدق معقول فواجهني بالواقع الذي لا أراه ودعت الكهل حال توقف الطائرة على المدرج وتساءلت ضاحكا
هل هو الظمأ
الفطري لي الجحود
أم العمر
يجعل لنا العالم
امرأة فيها عمرا جديدا
خشية من الشيخوخة
ثم نخجل بعد ذلك
من السعادة الوهمية
التي أسعد
ما فيها تكشف
أسرارنا نزواتنا
ضياعنا أنانيتنا
أخفيناها
في ظلم حنايا النفس
أنه الهروب الكبير
عبر امرأة عند ما
تفرض الحياة شتاء
على جباهنا
إنه الزمن
يتهكم بلغة
لا نفهمها
||||
** رنة قلب **
ليس عارا على الإنسان
يسقط أمام الألم
لكن العار
أن ينهار أمام اللذة
|||
أحسن نضحك
قال الزوج لزوجته
ما رأيك في الذهاب لمشاهدة
معرض الفرو الطبيعي
بفرح قالت
أنت أعظم زوج في العالم يا حياتي
ووصلا للموقع
فقالت زوجته
هل هذا هو المعرض
إنه حديقة الحيوان
قال الزوج الحنون
ألم أقل لك يا حبيبتي
إنه معرض فرو طبيعي
هههههههههههههههههههههههه
دمتم بود محبة وربنا يسعدكم