هذا الموضوع سميته مداعبات سديرية وهو عبارة عن مجموعة بسيطة لـ قصائد كبار السدارى التي لاتخلو من الحكمة و الفكاهة
مداعبة أخوان
كان الأمير محمد بن أحمد السديري في رحلة مقناص وعندما رأى جول حباري هد صقره فـ حام الصقر وضاع على الأمير وكان الصقر غالي عليه .
ومن صدف الزمان أن أخوه الأمير خالد كان يشبك الصقور في منطقة بعيدة عن المكان الذي حام في صقر الأمير وبالمصادفة شبك الأمير خالد طير الأمير محمد وقد أُعجب الأمير خالد بالطير فهم أن يهديه إلى أخيه الأمير عبدالعزيز واهداه إياه .
وعندما ذهب محمد لزيارة أخيه عبدالعزيز ورأى الطير وعرفه وعرف قصة وصوله لعبدالعزيز، فأرسل لأخيه خالد أبياتً يداعبه فيها
الله يلوم حمود مني ومزلوه *** وأبو خليل بزايد اللوم يجزاه
وسويلم الوادي وفهيد خصوه *** وحتى الأمير الي كبارٍ عطاياه
صبي عيني لاحقه منه مشروه *** الي عطا طير السعد عقب ماجاه
حذفة قفا كزه هديه على أخوه *** عطيةٍ ماصار فيها مراواه
ماقال يم الي غدا منه ودوه *** حتى نقول أنه مع الحق ماتاه
فرد عليه خالد بأبيات رائعه يقول فيها
خطيةٍ منكم وذنبٍ فعلتوه *** إشراكنا باللوم واللوم فتناه
فتناه في جيبة خويٍ تركتوه *** في موقعٍ خالٍ من الناس متياه
أتلي خبركم فيه ساعة ركزتوه *** عند الفريق الي بهمهم توطاه
الطير ميلاف ولو مادعيتوه *** وده يجيكم لكن البعد عداه
أبطى برد الراس وأنتم نسيتوه *** والبعض منكم لاقيٍ عند ملهاه
صفو على اليابس وإن درزي الهوه *** عجز الفريق الي خبرهم سمعناه
يامشبع الجايع قصيدٍ قصدتوه *** جاكم مرده مخلف الوزن معناه
مداعبة إستفزاز
وفي أحد الفترات لم يقول الشاعر زبن بن عمير أي قصيدة غزلية وهذا الشئ أثار فضول الأمير محمد بن أحمد حين واجه الشاعر عمير بن زبن بن عمير وساله عن والده بأبيات شعرية والغرض منها تهييض شجون والده
ياعمير خبرني عن العود هو تاب *** وقضب طريق ملفلفين العمامة
و أعرض عن الزينات تلعات الأرقاب *** وعوّد معيف وطالبٍ للسلامة
والا يصافح لاجلهن كل مرقاب *** وعلى هوا قلبه تشيلة عظامة
منّولٍ سرجان عادي ونهاب *** ودايم من الغارات تنطف إلكامه
واليوم مدري وش جرا له بالأسباب *** ماعاد نسمع بالعذارى غرامه
والحروة إنه قاريٍ قروة الداب *** وحتى خرزها ناظمه في حزامه
لو هو يتم الخمس في كل محراب *** باقٍ بقلبه من هوى البيض شامه
الله يخون البيض غضات الأشباب *** حطّن في هاك البراطم علامة
قلّه نبي منه البراهين بكتاب *** وحنّا نميز غايته من كلامه
وياعمير قله مانسيته ولاغاب *** لو كان في العارض وأنا في تهامة
فجاوب عمير بن زبن على قصيدة الأمير بدلاً من والده بهذة الأبيات
ياشيخ ياحلال عسرات الأنشاب *** ياللي حويت المرجلة والشهامة
إن كان تنشدني عن العود هو تاب *** ومسك طريق ملفلفين العمامة
أفيدك أنه تاب للرب وأناب *** و أظهر على مافات منه الندامة
غض البصر من يوم شاف الشعر شاب *** وخلا طواريق الهوى بانهزامه
ما عاد له بملاقف الصيد مضراب *** لو يعترض قدام عينه نعامة
العود يوم إنه بغى الصيد ماهاب *** يلقف لهن مع كل نابي عدامة
وإليا نوى مهيب تنهار الأعصاب *** يسطي إلى هاب الذليل الجهامة
واليوم تاب وخاطرة بس ماطاب *** إلى ذكر بالكف رفع اللثامة
وده بطرد الصيد مع كل مهذاب *** لاشك خالٍ الفشق من حزامه
ويخاف تال العمر من غضة الناب *** ثمٍ تصير من العلامة علامة
فوصلت هذه القصيدتين إلى مسامع شاعر الكويت ((مرشد البذال)) فخرجة منه هذه الرائعة
بالله يالربع تكونتوا أحزاب *** والكل منكم عارفينٍ مرامه
ترى دعاويكم على زبن تنجاب *** هو وش حدث في حالته وش علامه
وترى كلام الود مابين الأصحاب *** مثل المتاع الي لذيذٍ إدامه
يالربع عندي راي كان السهم صاب *** شورٍ يخليكم بليا خصامة
لاتنذرونه ثم يجفل ويرتاب *** تراه حذرٍ إلى إنتبه من منامه
أخذوه بالغفلة بلاجزر وعتاب *** لينه يوقع بصمته في بهامه
أوصافكم هذي على الدرع من هاب *** أوصاف بصري يوم يلبس حرامه
وأنا ترى مالي على زبن مطلاب *** مالي سوى تقديرته وإحترامه
يوم الأمير بقصته بطل الباب *** أنا سمعت أنه نديم الحمامة
وعند وصول هذه القصائد إلى الأمير خالد بن أحمد السديري رد عليهم جميعاً قائلاً
يامن تعرضتوا لخطرات الأنشاب *** ياللي على زبن تبون الزعامة
حظفٍ إلى حرك من الغاب وإنساب *** كلٍ يدور من غثاه السلامة
لاهوب نشادٍ ولاهوب حساب *** يركز على روس المشارف خيامه
حرّاب وإن جيته من البعد حرّاب *** وعيدٍ لهل هجنٍ يبون الكرامه
ريفٍ لضيفه فاهمٍ كل الأداب *** يفهم ولا ينشد لاكثروا خصامه
لاهوب عيالٍ ولاهوب هياب *** يارد على الما ماحدٍ عنه ظامه
يارد على الما كان جا حزم كلاب *** يشرب وبعض الناس يطرد جهامة
شوري عليكم لاتوطون الأنشاب *** خصيمكم رحلٍ رفيعٍ مقامه
وعندما علم الشاعر زبن بن عمير أن الأمير خالد قال هذه القصيدة رد على الأمير
يعيش من جوّد مناسيب الأطناب *** لاوى على عهد القديم ونظامه
أنا أشهد أنه من عريبين الأنساب *** ومن إلتجابه ماتهزهز عضامه
أبو فهد خالد إلا كلّح الناب *** هو عز من ضده زمانه وظامه
شيخٍ إلا منه نوى الدرب ماهاب *** يمضي لمعركة الشرف والكرامة
يوم القا ماهزهزه ظرب الأطواب *** مركاضه اللي بان يجلى الملامة
أحيا بفعلة ذكر أبازيد وذياب *** بيوم الوديعة مثل كون الرغامة
جاء دون ربعه بالقاء درع وحجاب *** ماهوب يوم الكون ثور عسامه
اللي ثنا دوني عن الربع الأقراب *** يوم أنهم شدوا علي المسامه
أضحك لهم وأنا من الربع مرتاب *** وأسكت وأنا ناوٍ لهم بإنبرامه
لو أنهم بالملتزم شدوا الباب *** وصلّوا ورا ماطا الخليل ومقامه
العلم الأول مالهم عنه مجناب *** يبو فهد مثل الرضيع و فطامه
يرهبنون وسحرهم وسط الأجياب *** والله علم بأكل الطعام وحرامه
ظنيت بالربع ظنٍ ولا خاب *** ظني بربعي زاد فوق العلامة
ومرشد فزع فزعة صديقٍ بمطلاب *** ولاهوب ناوٍ للصديق بقوامه
يشير شور إن كان للشور مضراب *** يسعى بصلح بنيته وأهتمامه
إن فاد ولا مشعل الحرب شباب *** ولمقيط لو صارت تقوم القيامة
مداعبة و حق
هذي الرديات كانت بين الشاعر مطر الحريري وأمير الباحة في ذالك الوقت الأمير سعود بن عبد الرحمن السديري
فحصل ان اراد مطر من الأمير إعطائه إجازه لأكثر من مرة وفي المرة الأخيره قال مطر
يالله ياربٍ نخافه ونرجيه *** ياعالمٍ ماكان صدري يكنه
أفرج لمن في قلبه الهم شاويه *** يون مما شاف تسعين ونه
أميرنا كانت من أول عطاويه *** في الرخص تاجي على غير منه
واليوم ألا ياويل منهو يخاويه *** يحسب التنكيد فرضٍ وسنه
كم من خويٍ لا إشتكى مايشكويه *** وكم كسر من خاطرٍ دون ظنه
بغى مطر رخصة يودي مقاضيه *** رجلٍ شويب تستحي الناس منه
فرد عليه الأمير
يقول من ذا القيل يفهم معانيه *** ماهو سوات الي يقرقع بشنه
وشفي مطر ذا اليوم كثرة دعاويه *** محدٍ يميز بين صدقه وظنه
يومٍ يقول الزرع وقفت نواميه *** نبي نحصد أسبوع مازيد عنه
ويقعد شهر ماحد يجينا بطاريه *** ويقول جاني علةٍ مستكنه
يومٍ يقول الورع فيه الذي فيه *** اباصله والحان ربي يحنه
إما إنتهي لابد عمه يربيه *** بعصية ولا بقطله يرنه
وفي أحد المرات التي كان يداعب الأمير سعود فيها مطر الحريري قال له ((لحيتك لو وزعت على عشرة انفار كفتهم)) وقاله ماتجيك الرخصة الا وأنت حالقها
وزاد على هذا الكلام هذين البيتين
كان باكر جيت والدقن محلوق *** أبشر لك برخصة عريضة طويلة
في عرضها من بيت محفوط للسوق *** وفي طولها من داركم للمثيلة
فرد عليه الشاعر مطر قائلاً
أميرنا يقصد على طل طاروق *** مرتاح والمعتاز ياعزتي له
وحلق الحى عيبٍ على كل مخلوق *** وإن كان ماهو عيب عطنى دليله