أردنا إهانته فأهاننا
كان الشيخ بدر الدين السني ، المتوفى سنة 709 هـ ، من أعيان التجار ، وكان أبوه من أعيان الشيعة بحلب .
وكان له حانوت يبيع فيه الطعام ، فبعث بعض أولاد ابن العجمي بحلب غلاماً له ليشتري عسلاً ، فاشترى من ابن السني بدينار عسلاً وأحضره ، فقال له : ممن اشتريته ؟ فقال : من ابن السني ّ، فقال : رده .
فلما أعاده قال له : من هو سيدك ؟ قال : ابن العجمي ، قال : ووضع سيدك إصبعه في العسل ؟ قال : نعم ، فبدده وقال : خذ دينار أستاذك رده إليه ، فأعاد ذلك على أستاذه فقال : أردنا إهانته فأهاننا .
المختار المصون من أعلام القرون 1/191
صلام عليكم يا أبا سالح !
وعن بكر الصيرفي ، سمعت أبا علي صالح بن محمد [ الملقب جزرة ] قال :
دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة ، فقلت : من هذا ؟
قالوا : صاحب نحو .
فقربت منه ، فسمعته يقول : ما كان بصاد جاز بالسين .
فدخلت بين الناس ، وقلت : صلام عليكم يا أبا سالح ، سليتم بعد ؟
فقال لي : يارقيع ! أي كلام هذا ؟
قلت : هذا من قولك الآن .
قا ل : أظنك من عياري بغداد ؟!
قلت : هو ماترى .
نزهة الفضلاء 2/1012
ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد
- قال الربيع :
سأل رجل الشافعي عن قاتل الوزغ ، هل عليه غسل ؟
فقال الشافعي : هذا فتيا العجائز .
- وروى علي بن العباس قال : سمعت الحسيني بن عمرو العنقري يقول :
دق رجل على أبي نعيم الفضل بن دكين الباب ، فقال : من ذا ؟
قال : أنا .
قال : من أنا ؟
قال : رجل من ولد آدم .
فخرج إليه أبو نعيم ، وقبّله ، وقال : مرحباً وأهلاً ، ماظننت أنه بقي من هذا النسل أحد.
المصدر : نزهة الفضلاء 2/738 ، 749
من طـرائف الأعمش ( 3 )
- جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش ، فسأله عن مسألة خفيفة في الصلاة ، فالتفت الأعمش إلى أصحابه وقال : انظروا إليه ! لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ، ومسألته مسألة صبيان الكُتاب .
- عن أبي بكر بن عياش قال : رأيت الأعمش يلبس قميصاً مقلوباً ويقول :الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم .
- وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلاً للغسيل . فقال : يا أبة طول كم ؟ قال : عشرة أذرع . قال : في عرض كم ؟ قال : في عرضي مصيبة فيك .
- ويقال : إنه لبس مرة فرواً مقلوباً ، فقال له قائل : يا أبا محمد لو لبستها وصوفها إلى داخل كان أدفأ لك . قال : كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة .
المصدر : نزهة الفضلاء 2 / 534
لص فقيه
عن أحمد بن المعدل قال :
كنت عند ابن الماجشون ، فجاءه بعض جلسائه ،
فقال : يا أبا مروان أعجوبة ، خرجت إلى حائطي بالغابة ، فعرض لي رجل ،
فقال : اخلع ثيابك .
قلت : لم ؟
قال : لأني أخوك ، وأنا عريان .
قلت : فالمواساة .
قال : قد لبستها برهة .
قلت : فتعريني .
قال : قد روينا عن مالك أنه قال : لابأس للرجل أن يغتسل عرياناً .
قلت : تُرى عورتي .
قال : لو كان أحد يلقاك هنا ما تعرضت لك .
قلت : دعني أدخل حائطي ، وأبعث بها إليك .
قا ل : كلا ، أردت أن توجه عبيدك فأُمسك .
قلت : أحلف لك .
قال : لاتلزم يمينك للص .
فحلفت له لأبعثن بها طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا فلم أجد لصاً أخد بنسيئة [ أي : مؤجلاً ] فأكره أن أبتدع . فخلعت ثيابي له .
المصدر : نزهة الفضلاء 2/ 853