اسلام اباد (الوفاق) عبد الله علي
الكثيرون في باكستان يعرفون د. عامر لياقت حســـين الذي اختاره الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف لمنصب وزير الدولة للشؤون الدينية الباكسـتاني؛ يعرفونه بانه شخصية مثيرة للجدل بسبب مواقفه المختلفة والمرفوضة من الإتجاهات الدينية في باكستان وهي المواقف التي لا يترك محطة تلفزيونية او جريدة باكستانية الا واعلن عنها من خلالها، ويقول بعد ذلك انه لا يأمن على حياته من مخاطر العناصر المتطرفة والدينية على حد سواء؛ وكونه مثيرا للجدل هو سر اختيار الرئيس مشرف له لهذه المهمة ولهذه الوزارة التي تعنى بشؤون الاقليات الدينية في باكستان اكثر من عنايتها بشؤون الاغلبية المسلمة باعتبار الفهم الخاطئ السائد لدى مسؤوليها بان الاغلبية المسلمة حصلت على حقوقها بالكامل وزيادة ( !! ) وان الاقليات الدينية مضطهدة وتحتاج الى العناية والرفق بها. كما يعرفونه بانه قد زور شهاداته الجامعية من اسبانيا – وهو لم تطأ قدميه فوق التراب الاسباني - مقابل مبلغ من المال وان مفوضية الانتخابات الباكستانية لم تحقق في شهاداته قبل الانتخابات العامة عام 2002م كما فعلت مع بقية المرشحين لان امرا من الاعلى قد وصلها بعدم القيام بذلك وهذا ما نشرته معظم الصحف الباكستانية في الشهر الماضي.
ولهذا فان وزير الشؤون الدينية بباكستان وهو اعجاز الحق مرتبط هو الاخر بالسياسات التي يقرها الجنرال برويز مشرف وهو امر غير مستغرب ذلك ان اعجاز الحق ليس رجل سياسي ولا يعرف مبادئ السياسة باعتبار انه ولج الى باب السياسة من خلال الحادث المروع الذي اودى بحياة والده الجنرال ضياء الحق رئيس باكستان الاسبق. وبهذا فان اقل ما تقوم به الوزارة هو من اجل الاغلبية واكثر ما تقوم به هو في صالح الاقليات من اجل تلميع صورة باكستان امام الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية حفاظا منها على استمرارية النمط الديموقراطي الخاص الذي ابتدعه الجنرال برويز مشرف.
صرح د. عامر بأن الحكومة الباكستانية قد حصلت أخيرا وبعد جهد جهيد على فتوى دينية قام بالتوقيع عليها علماء دينيون من جميع الطوائف الإسلامية بباكستان والتي تعلن عن أن الهجمات الإنتحارية التي تقع في أماكن العبادة محظورة ويمنعها الإسلام. وقال أن الفتوى قد تم التوقيع عليها من مئات العلماء الدينيين التابعين للطوائف الإسلامية المختلفة وسوف يتم الإعلان عنها رسمياً في وقت لاحق.
وكان الجنرال برويز مشرف قد طلب من الوزير أن يقوم بالحصول على فتوى شاملة وجامعة من علماء الدين التابعين لجميع الطوائف في باكستان وذلك في محاولة من الحكومة لتطوير نوع من التجانس والإنسجام بين أتباع الطوائف والديانات المختلفة . وقد إستغرق د. عامر قرابة خمسة شهور للحصول على التوقيعات على هذه الفتوى طبقاً لما صرح به مصدر مسؤول تابع لوزارة الشؤون الدينية الباكستاني . وتنص الفتوى على أن أولئك الذين يخططون وينفذون مثل هذه الهجمات متورطون في أعمال مضادة للإسلام وضد الإنسانية.ومن بين العلماء الذين وقعوا على هذه الفتوى المفتى منيب الرحمن ( الطائفة البريلوية ) والحافظ محمد سلفي ( من فئة أهل الحديث ) والعلامة رياض حسين نجفي ( من طائفة الشيعة ).أما علماء الطائفة الديوبندية – الواسعة الانتشار في باكستان والهند - الذين وقعوا على هذه الفتوى فمنهم المولوي أسد تهانوي والمفتي عثمان يار خان والمولوي جول نصير هاشمي وحنيف جالاندري. وصرح المفتي منيب الرحمن بأنه وقع على الفتوى ويتفق مع كل ما جاء فيها.
والمثير للإستغراب أن أحد كبار علماء الطائفة الديوبندية وهو المفتي تقي عثماني قد رفض التوقيع على الفتوى على الرغم من تكرار الجهود التي بذلتها الحكومة معه للقيام بذلك. وقال رسميون تابعون للحكومة الباكستانية بأن المفتى تقي عثماني قد نظر إلى الفتوى بإطارها العالمي والدولي ولم يقصر النظر فيها على مستوى باكستان . حيث صرح الدكتور عامر حسين بأن وزارة الشؤون الدينية قد قامت بصياغة الفتوى بحيث تكون مناسبة لباكستان فقط وليست شاملة لأي مكان آخر . ومعظم علماء الطائفة الديوبندية يدعمون العمليات الإنتحارية في فلسلطين والعراق ويقولون أن من يقوم بهذه الأعمال إنما يحارب القوى المتجبرة والمتسلطة على الآخرين ويفعلون ذلك لمقاومة قوى الإحتلال
19-05-2005, 11:22 AM
فتوى باكستانيه بتحريم العلميات الانتحارية 0
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
