قصة علي بن ابي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-2010, 01:47 PM   #1
 
إحصائية العضو








راشد ناصرالدوسري غير متصل

راشد ناصرالدوسري is on a distinguished road


:e-e-5-: قصة علي بن ابي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم

قصّةُ نبيّنا محمّدٍ عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ، يومَ أن عصمه اللهُ من الاغتيال، وعصمَ دعوته من الإجهازِ، وعصمَ الحقَ من أن يتدنّسَ بأوضارِ الباطلِ البئيسِ..
إنّها قصّةُ الهجرة..


يومَ أن بلغَ أذى قريش بالرسول الكريم مبلغهُ، فآذوه في أصحابهِ، وفي دعوتهِ، وفي نفسهِ..
حاصروهُ في الشعبِ ثلاثةَ أعوامٍ، وضعوا على ظهرهِ سلا الجزورِ، قتلوا أصحابَهُ، نابذوهُ العداءَ حتى أصبحَ لا يدخلُ مكّةَ إلا بإذنٍ! وبات أصحابه لا يستطيعون الصلاةَ عند الكعبةِ إلا بخطابٍ رسميٍ!
ولمّا ادلهمت عليه الخطوبُ، وأوشكت تلكَ الدعوةُ الفتيّةُ أن تذوب، وآذنت شمسُ حياتهِ بالغروبِ.. أذنَ اللهُ له أن يهاجر..
أذنَ اللهُ له أن يرحل..

ولكن قبلَ أن يأتي هذا الإذنُ، حصلَ أمرٌ عظيمٌ، تكادُ السماواتُ يتفطّرنَ منهُ، وتنشقُّ الأرضُ، وتخرُّ الجبالُ هدّا..
فهاهمْ كفّارُ قريشٍ، يجتمعون في برلمانهمُ الظالمِ الغاشمِ (دارِ الندوةِ) ولكل زمنٍ دارُ ندوةٍ!!،


اجتمعوا لقتلِ محمّدٍ...
إنّه اجتماعٌ ملعونٌ !!
يريدون قتلَ الرجلِ الذي يسعى في إحيائِهم..

يريدون إطفاءَ نورِ اللهِ، ولكن ليس بأفواههم هذهِ المرّة، وإنّما بسيوفهمُ المصلتةُ!
ولم يرضَ إبليسُ أن يكونَ بمعزلٍ عن ذلكَ الاجتماع ،بل لا بدَّ أن يضمنَ لهُ مقعداً على طاولةِ الحوارِ! فتمثّلَ في صورةِ شيخٍ نجديٍّ، فلبسَ رداءهُ القذرُ وإزارَهُ الدنسُ، وتعمّمَ.. ثم دخل إليهم وهم حول بغيهم عاكفون..
سمحوا له بالدخول، وبدؤوا ندوةَ الكفرِ بسم الشيطان الرجيم..
مجلسُ كفرٍ وظلمٍ، وقّّّعَ فيه الشيطانُ بالحضورِ..

بدأت الاقتراحاتُ بالتوافد:
قال أبو الأسود:
نخرجُه من بين أظهرنا وننفيْه من بلادنا ولا نبالي أين ذهبَ ولا حيثُ وقعَ...
فقال الشيخُ النجديُّ: لا والله ما هذا لكم برأيٍ..
فقال أبو البخترى: احبسوهُ في الحديد وأغلقوا عليه باباً ثم تربّصوا به ما أصابَ أمثالَه من الشعراء الذين كانوا قبلَه حتى يصيبَه ما أصابَهم.
فقال الشيخُ النجديُّ: لا والله ما هذا لكم برأي..
فلمّا برّرَ الشيخُ النجديُّ رفضَهُ للاقتراحين، بقيَ القوم يفكّرون، ثم خرج الشؤمُ كلُ الشؤمِ، من رأس أبي جهلٍ عليه لعائن الله تترى فقال:
أرى أن نأخذَ من كلِّ قبيلةٍ فتىً شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كلَّ فتىً منهم سيفاً صارماً ثم يعمُدوا إليه فيضربوهُ بها ضربةَ رجلٍ واحدٍ فيقتلوه فنستريحُ منه! فإنّهم إذا فعلوا ذلك تفرقَ دمهُ في القبائلِ جميعاً..
فقال الشيخُ النجديُّ: القولُ ما قالَ الرجلُ.. قالها ثمّ وقَّّع بالانصرافِ..
هكذا تدبّرُ الأمورُ الرهيبةُ، بمباركةٍ من الشيطانِ.. هكذا يرادُ لنبيِّ الهدى والرحمةِ..
يقولُ تعالى عن هذا الاجتماعِ الظالمِ:
"وإذْ يمكرُ بكَ الذينَ كفروا ليثبتوكَ أو يقتلوكَ أو يخرجوكَ، ويمكرونَ ويمكرُ اللهُ، واللهُ خيرُ الماكرينَ".

وفي هذهِ الأثناءِ، يأتي الإذنُ من السماءِ لرسولِ اللهِ بالهجرةِ إلى المدينةِ، لم يعدْ في الوقتِ متّسعٌ لإقناعِ هؤلاءِ الجبابرة، لم يعد هناكَ مجالٌ للتفاوضِ معهم!، إنّهم الآنَ جادّونَ في إرادةِ قتلهِ.. ولابدَّ من إنقاذهِ..
ويأتي الإنقاذُ والعصمةُ متمثّلاً في الإذنِ بالهجرةِ..
" يا أيُّها النبيُّ بلغْ ما أُنْزلَ إليكَ من ربّكَ، وإنْ لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالتهُ، واللهُ يعصمكَ منَ الناسِ"
أتاهُ الوحيُ بالإذنِ بالهجرةِ، وكمْ كانَ متلهّفاً لهذه الهجرة عليهِ الصلاةُ والسلامُ، كمْ كانَ مشتاقاً لآفاقٍ أرحبٍ ينشرُ فيها دعوتَهُ، ورسالتَهُ.. وهاهو الإذنُ يأتي..
فيحزمُ أمتعتَهُ، ويسرُّ لرفيقهِ أبي بكرٍ الصدّيقِ رضيَ اللهُ عنه بذلكَ..
تقولُ عائشةُ:
أتانا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ بالهاجرةِ في ساعةٍ كانَ لا يأتي فيها. قالت: فلما رآهُ أبو بكرٍ قال: ما جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ في هذه الساعةِ إلا لأمرٍ حدثَ...
ولمّا سألهُ أبو بكرٍ عن سببِ مجيئهِ
قالَ عليه الصلاة والسلام:
إنَّ اللهَ أذنَ لي بالخروجِ والهجرةِ. فقالَ أبو بكرٍ: الصحبةُ يا رسولَ اللهِ الصحبةُ.
قالت عائشةُ: فو اللهِ ما شعرتُ قطُّ قبلَ ذلكَ اليومِ أنَّ أحداً يبكي منَ الفرحِ حتى رأيتُ أبا بكرٍ يومئذٍ يبكي

-
قررَ المشركون المسارعةَ في تنفيذِ قرارِ المجلسِ، بأنْ يكونَ التنفيذُ في نفسِ ليلةِ الاجتماعِ..
فيوحي سبحانَه لنبيهِ : أن لا تبتْ هذهِ الليلةَ في فراشكَ الذي كنتَ تبيتُ عليهِ. "..ويمكرونَ، ويمكرُ اللهُ، واللهُ خيرُ الماكرين"
فيأمرُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَ بنَ أبي طالبٍ بأنْ ينامَ في فراشهِ، ليموّهَ على المشركينَ أمرَهُم، فلا يترددُ ذلكَ البطلُ، ولا يفكّرُ، وإنّما ينفّذ!

كان اللئامُ مجتمعون حولَ بيتهِ عليه الصلاةُ والسلام، إحدى عشر لئيماً، من كلّ قبيلةٍ أحمقٍ!! ممسكٌ بسيفهِ!، ينتظرونَ خروجَهُ لينهوا أمره، ليوقفوا نبضاتِ قلبهِ! ليسفكوا دمهُ الطاهرُ!.
يقفُ أبو جهلٍ بينهمْ، فيقولُ في تهكّم:
إن محمداً يزعمُ أنّكم إنْ تابعتموهُ على أمرهِ كنتم ملوكَ العربِ والعجمِ، ثم بعثتمْ منْ بعدِ موتِكم، فجُعلت لكمْ جنانٌ كجنانِ الأردنِ، وإنْ لم تفعلوا كانَ لهُ فيكم الذبحُ ثمّ بعثتم منْ بعدِ موتِكم ثم جُعلت لكمُ نارُ تحرقونَ فيها!
يقولُها بسخريةٍ لاذعةٍ، وهم يضحكونَ، لأنّهم في يقينِهم سيقتلونَه الساعة..
وفي هذه اللحظةِ الحاسمةِ، يفتحُ محمّداً بابَ بيته في هدوءِ العظماءِ، وقد تألبَ حولَه الكفّارُ، فينظرُ إليهم!!
ينظرُ إلى هؤلاءِ الذين تجمّعوا لقتلهِ!!
وكأنّه يسائلهم في عتبٍ: ماذا فعلتُ حتى تقتلونني؟
آهِ ما أبشعها منْ لحظةٍ، حينَ تكتشفُ فجأةً أنَّ أخيكَ الذي تفديهِ بنفسكَ قد قررَ التخلّصَ منكَ! إنّها لحظةٌ قاسيةٌ، يوم ترى السكّينَ يلمعُ في كفِّ عمِّك، وقد تهيأَ للانقضاضِ عليكَ..

وهم سنّوا الخيانةَ حيث كانــوا *** فكيفَ عجبتَ منهم حينَ خانوا؟

فينحنى عليه الصلاة والسلام، ثم يقبضُ بيدهِ قبضةً منِ الترابِ ثم يذرُّها على رؤوسِهم وهو يقولُ:
"وجعلنا من بين أيدهم سدّاً، ومن خلفهم سدّا، فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
ثم يمضى إلى بيتِ إلى بكرٍ، فينطلقان من خوخةٍ في دارهِ حتى لحقا بغارِ ثورٍ في اتجاهِ اليمنِ..
وبقيَ الأنذالُ ينتظرون حلولَ ساعةِ الصفرِ، حتى أتاهم آتٍ وسألهم ما تنتظرون؟ قالوا ننتظرُ محمّداً!! فقالَ:
خبتمْ وخسرتمْ، قدْ والله ِمرَّ بكمْ، وذرَّ على رؤوسكمُ الترابَ، ومضى لحاجته..
ارتفعت الأكفُّ تتحسسُ الترابَ.. إنّها علامةَ الهزيمةِ، ويأبى العظماءُ إلا أنْ يغرِسوا راياتِهِم في الأماكنِ التي وطئوها وكانت الرايةُ الترابُ، والمكانُ الموطوءُ هي تلكَ الرؤوسُ الفارغةُ!
وهنا تجلّت نصرةُ اللهِ تعالى لنبيهِ الكريمِ، والدفاعُ عنهُ صلى الله عليه وسلم..

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 15-06-2010, 02:29 PM   #2
 
إحصائية العضو








عقاب بن هذال ال بريك غير متصل

عقاب بن هذال ال بريك is on a distinguished road


افتراضي رد: قصة علي بن ابي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم

جزآك الله خير وبآرك الله فيــــك

الله يجعلها في ميزان حسناتـــــك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 17-06-2010, 08:42 AM   #5
 
إحصائية العضو








ناصر بن فهد غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: النشاط والتميزوسام الخيمة الرمضانية 1430هـ الفضي لصاحب المركز: الوسام الفضي لصاحب المركز الثاني بالأفضلية - السبب:
: 2

ناصر بن فهد is on a distinguished road


افتراضي رد: قصة علي بن ابي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وبيض الله وجهك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 18-06-2010, 12:51 AM   #8
 
إحصائية العضو







شافي بن راشد النتيفات غير متصل

وسام شاعر التميّز .: وسام يقدم لمن يستحق أن يطلق عليه وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: شكر وتقدير.. ونعتذر علي سقوط اسم
: 2

شافي بن راشد النتيفات has a spectacular aura aboutشافي بن راشد النتيفات has a spectacular aura about


افتراضي رد: قصة علي بن ابي طالب والرسول صلى الله عليه وسلم

جزآك الله خير وبآرك الله فيــــك

الله يجعلها في ميزان حسناتـــــك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---