القلق في حياتك …… ظاهرة عصرية
هل تبرد أطرافك ويتصبب منك العرق وتشعرين باضطراب في خفقان القلب وضيق في التنفس هل تعانين اضطرابات في المعدة والأمعاء وحالات من التعب والإعياء ؟
هل تشكين من قلة النوم رغم كل المحاولات آلتي تبذليها للاستجابة ؟
هل يهاجمك الصداع أحيانا دون سبب واضح ؟
هل ذهبت آلي كثير من الأطباء وعرضت علية شكواك وإذا به بعد الفحص والتحاليل يقول لك مبتسما أنت سليمة تماما وليست بك أية علة ويمكنك أن تنطلقي في الحياة مطمئنة .
لا عجب في ذلك فما تعانين منة هو القلق . وقد اصبح القلق في حياتنا ظاهرة عصرية تفجرة ضغوط الحياة مثل مشاكل العمل والأبناء والأزواج … وتضاعف أعباء المرأة العاملة وغيرها.
والقلق كما يؤكد علماء النفس – حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يتملك الإنسان ويستبد به ويسيطر علية ويسبب له ضيقا ألما والشخص القلق متشائم دائما .. يتوقع الشر في كل لحظة وهو يتشكك في كل أمره .
وهناك اختلاف بين القلق والخوف وهذا ما يؤكده أطباء علم النفس والأعصاب فالخوف رد فعل طبيعي لخطر معروف وواقعي كالخوف من الأخطار آلتي تهدد حياته أما القلق فرد فعل لخطر غامض غير مفهوم ومعروف ولا يستطيع الشخص الذي يعانى منه أن يعرف له سببا آو أصلا .
كيف ينشا القلق ؟
يذهب بعض علماء النفس آلي أن جذور القلق تنبت في المرحلة الأولى من الحياة نتيجة اضطراب العلاقة بين الطفل ووالديه .. فالإساءة الأولى في حياة الطفل هي الحرمان من العطف والحب الحقيقي والطفل الذي لا يشعر بالحب والإشباع في سنواته الأولى تنمو في اعماقة بذور الكراهية لوالديه بل ويشعر بالعداء أيضا نحو الآخرين ويتوقع الضرر والأذى من كل إنسان .. ولما كان الطفل ضعيفا ويعتمد على والديه في جميع حاجاته فهو لا يستطيع إظهار كرهه وشعوره العدواني نحو والديه ولذلك فهو يختزن الكراهية ويخبئها ، الآمر الذي يؤدى آلي القلق .
الإحساس بالخطر
لما كان الإحساس بالخطر هو الذي يسبب حالات القلق فيجب آن نحلل معنى الخطر انه الشعور بالعجز البدني آو العجز العقلي آو الخوف من العقاب إزاء موقف من المواقف وهناك ظروف كثيرة مختلفة يمكن آن يشعر الفرد حيالها بالعجز وتتغير هذه الظروف بتغير مراحل الحياة فخطر فقدان ألام أو فقدان حبها هو الذي يثير القلق أثناء الطفولة المبكرة عندما يكون الطفل ما زال معتمدا على والديه وخطر العقاب هو الذي يثير القلق في مرحلة المراهقة .. أما الخوف من الضمير فهو ما يثير القلق في المرحلة آلتي يبدا فيها الفرد في اشتراك في الحياة الاجتماعية .
وظيفة القلق
والقلق يؤدى وظيفة مهمة هي بمثابة إشارة تنذر بحالة خطر مقبلة حتى تستطيع النفس آن تستعد لمواجهة هذا الخطر ويمكننا الاستفادة من وظيفة القلق كناقوس للخطر بالتغلب على الكثير من أنواع القلق في حياتنا لو أننا استعدنا خبرات الماضي وتوصلنا عن طريقها آلي ما يسبب تجدد الشعور بالخطر .
القلق والحزن
ومن الملاحظ آن الإنسان القلق يبدو حزينا مكتئبا . ذلك آن القلق هو رد فعل لخطر فقدان عاطفة آو آمل آو الخوف من ذلك والحزن أيضا هو أحد ردود الفعل أيضا لنفس الشيء وقد نفهم ذلك في حالة الطفل الذي يجد نفسه مع شخص غريب بدلا من أمه انه يعبر عن قلقه بالبكاء وذلك لانه في تلك السن الصغيرة لا يستطيع أن يميز بين الغياب المؤقت والفقدان الدائم لها فإذا افتقد الطفل أمه فانه يتصرف كأنه لن يراها أبدا مرة أخرى وذلك شاننا جميعا عندما نستسلم للقلق والنتيجة أننا بهذه الطريقة نغرق أنفسنا في الهموم والأحزان .. ونفسد علينا بهجة الحياة . فلا بد أذن أن نقاوم القلق بأنفسنا وبجهدنا قبل أن نذهب ألي الطبيب ….
تحياتى لكم