يرى الباحث ابراهيم بن حسين البراهيم أن «عين الحياة» التي شرب منها النبي الخضر عليه السلام، هي واحدة من العيون المائية الموجودة في واحة الأحساء، وقد خصص فصلا كاملا عن وجود عين الحياة في واحة الأحساء، في كتابه «الأسرار الخفية في معالم الأحساء الأثرية»، أن البحث عن «عين الحياة» استغرق منه وقتا طويلا من البحث والتدقيق، داعما ذلك بعدد كبير من الأحاديث والروايات وآيات من القرآن الكريم.
وقال البراهيم ان النتيجة التي توصل إليها، أن «عين الحياة» هي الآن المعروفة بـ«عين الخدود»، حيث اشتق اسمها، من خدد، أحد أولاد نبي الله عاد، كما يشير، وتعود العين إلى العام 1800 قبل الميلاد، مبينا أن «عين الخدود» هي الأقرب لأن تكون «عين الحياة»، وذلك لعدة أمور ، والتي من أهمها موقعها الاستراتيجي، حيث كانت تحيط بها 60 عينا شرق الهفوف، وكانت إلى وقت قريب كلها جارية، كذلك مكانتها من بين أكثر 400 عين تنبع في أراضي الجزيرة العربية، كما أنها تعتبر أحد أكبر أربعة ينابيع للمياه في الأحساء.
وانطلق البراهيم في بحثه، في تحديد موقع «عين الحياة» التي تحمل سرا وهو إحياء الأموات، كما تذكر المصادر، من خلال وجود الخضر بطل القصة في منطقة الأحقاف (الربع الخالي) التي تقع بين عمان (صحار) واليمن (حضرموت)، مشيرا من خلال الأدلة الى أن الخضر هو أحد أبناء هذه البلاد (الأحقاف) بمعنى أنه قد ولد في إحدى مناطقها وهي الآن المعروفة بالأحساء أو حضرموت أو غيرهما. حيث ان الربع الخالي توجد أجزاء كبيرة منه في أرض الأحساء، وتمتد بها عن طريق رمال يبرين.
ويؤكد البراهيم، أن الرواية التي دعا بها ذو القرنين أصحابه إلى مكان تنتشر به العيون هي أرض الأحساء لوجود أكثر من 360 عينا متفرقة، حيث اكتشف الخضر العين في قصة مشهورة، والذي كان ضمن 360 رجلا، توزعوا على العيون الموجودة في المكان في ذلك الوقت.
ويقول البراهيم، ان جميع الأدلة والبراهين، تعزز أن تكون أرض الأحساء مسرحا للقصة التي دارت فصولها بين ذي القرنين والخضر للبحث عن «عين الحياة»، وذلك لوجود الخضر في أرض الأحقاف، كذلك ما دلت عليه الروايات من وجود عين الحياة في القطعة التي بين المغرب والجنوب من الأرض، وهذا ما ينطبق على هذه المنطقة ( الأحقاف) فالأحساء هي أكثر الأراضي الملائمة والمطابقة لأن تكون العيون 360 هي المشار إليها. ويضع البراهيم في كتابه المكون من (434 صفحة) عشرة فصول متنوعة، تتحدث عن المدن والقرى، والحصون والقصور والقلاع والأبراج، والعيون والآبار، والجبال والتلال، والمساجد، والأسواق، ومعالم متنوعة، والمكتشفات الأثرية، والتراث العلمي والأدبي، وعين الحياة في الأحساء وفك أسرار مجمع البحرين، وعجائب الأحساء السبع.
وتطرق البراهيم في كتابه إلى عدد من المعالم، التي يعتقد أنها تمثل عجائب الأحساء السبع، على غرار عجائب الدنيا السبع، التي دخلت الأحساء منافسة لها بين دول العالم، لما تحمله من إثارة ودهشة وإبهار من حيث البناء والمكونات والطبيعة، وهي جبل الشبعان (القارة)، ومدينة الجرهاء: وهي مدينة مفقودة ويرجح أكثر العلماء أنها تقع بالقرب من الساحل شمال العقير، حيث تأسست قبل الميلاد على يد الكلدانيين الذين قدموا إليها من بابل، كذلك حصنا المشقر والصفا وهما حصنان عظيمان لعبد القيس في هجر، ونهر محلم، وآثار منطقة جواثا، وعين نجم، وقصر إبراهيم.
ودعا البراهيم في آخر كتابه إلى المقارنة بين المعالم الأثرية في مصر وفي منطقة الأحساء، حيث يقول البراهيم، ان أوجه الشبه كبيرة بين مصر والأحساء، فقد جاء كثير مما تم تشييده وبناؤه مشابهاً لبعضهما البعض، من ناحية المعالم الأثرية والجبال والحصون والأسواق الشعبية القديمة.