المصدر: الموقع الفلسفي للدكتور / مصطفي فهمي
أعداد: د/ مصطفي فهمي
الموضوع: هل نقول: كلُّ عامٍ وأنتم بخير أم كلُّ عامٍ أنتم بخير ؟!
عندما يأتي أحد الأعياد نقول - تلقائيًّا وبدون أي تفكير - جملة من هذه الجمل الثلاث الشهيرة، ولكننا لم نسأل أنفسنا لماذا نقولها؟ وهل هي صحيحة أم لا؟
سنحاول - فيما يأتي - التعرف على الأوجه الإعرابية المختلفة لهذه الجمل الثلاث :
1- كلُّ عام ٍ وأنتم بخير
2- كلُّ عامٍ أنتم بخير
3- كلَّ عام أنتم بخير
*********** ************ **************
1- كلُّ عام وأنتم بخير (بضم لام كل وإثبات الواو قبل أنتم)
... كلُّ : فاعل لفعل محذوف تقديره يأتي ، مرفوع بالفاعلية وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
عامٍ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
و : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أنتم : ضمير مبني وعلامة بنائه سكون الوقف في محل رفع مبتدأ
بخير : الباء حرف جر مبني وعلامة بنائه الكسر لا محل له من الإعراب.
وخير اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره ( كائنون ) هذا المحذوف خبر للمبتدأ أنتم
وجملة أنتم بخير في محل نصب حال.
والمعنى ( كل عام يأتي وحالكم أنكم بخير)
2- كلُّ عام أنتم بخير ( بضم اللام في كل وعدم وجود الواو قبل أنتم)
كلُّ : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
عامٍ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أنتم : ضمير مبني وعلامة بنائه سكون الوقف في محل رفع مبتدأ ثانٍ.
بخير : الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
خير اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف تقديره كائنون هذا المحذوف خبر للمبتدأ الثاني
والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول
3-كلَّ عام أنتم بخير (بفتح لام كل وعدم وجود الواو قبل أنتم)
كلَّ : منصوب على الظرفية ( ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
عامٍ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره؟
أنتم :ضمير مبني وعلامة بنائه سكون الوقف في محل رفع مبتدأ .
بخير : الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
خير اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف تقديره كائنون هذا المحذوف خبر للمبتدأ.
أما الوجهانِ الأوّلُ والثالثُ فنعَمْ، ولا حَرَجَ!
مع ترجيحي الوجهَ الثالثَ؛ لعدم افتقاره إلى تقديرٍ كالأوّل.
وأنبّه إلى أنّ المعنى الذي جيءَ بهِ تفسيرًا للأوّل ليس مطابقًا لما ذُكِرَ من التقدير؛ حيثُ جُعِل (كل) فاعلاً لفعلٍ محذوف، لا مبتدَاً لخبر محذوف، وإن كان كِلا التقديرين صحيحًا، فهذا ممّا يجوزُ فيه وجهانِ.
وأمّا التوجيهُ الثاني فبعيدٌ؛ لأنّ الخبرَ إذا كان جملةً ليستْ نفسَ المبتدإ في المَعنَى = وجبَ اشتمالُه على ضمير رابطٍ يعودُ على المبتدإ. قال الإمامُ ابنُ مالِكٍ -سقى اللهُ ثَراهُ- في ألفيّتِه (الخُلاصة) في أثناء كلامِه عن الخبر:
... ويأتي جُمْلَهْ *** حاويةً مَعنَى الذي سِيقَتْ لَهْ
ولا مُحْوِجَ للقَولِ بأنّ الأصلَ: (أنتم بخيرٍ فيهِ)، فحُذِفَ الضميرُ بحَذفِ الجارِّ؛ لكونِ هذا التعبير مُحْدَثًا لا يُحتَجُّ بهِ، بل يُطلَبُ إقامتُه على المنقولِ مِن جادّةِ العَرب في جُمهور كلامِهم، واللهُ أعلَم.
وفي النهاية أقول لكم :
1- كلُّ عام ٍ وأنتم بخير
2- كلُّ عامٍ أنتم بخير
3- كلَّ عام أنتم بخير