النفس والروح (||) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2010, 09:40 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابن مشري الودعاني الدوسري غير متصل

ابن مشري الودعاني الدوسري is on a distinguished road


افتراضي النفس والروح (||)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ذكر الحافظ ابن حجر في (الفتح) أنّ الخلاف بين النفس والروح من المسائل المشهورة ، ونقل عن ابن العربيّ في موطن آخر أنّه قال : اختلفوا في الروح والنفس ، هما متغايران وهو الحقّ ، وقيل هما شيء واحد ، قال : وقد يعبّر بالروح عن النفس ، وبالعكس ، كما يعبّر عن الروح والنفس بالقلب ، والعكس . وطوّل الحافظ ابن القيّم الكلام في المسألة في مواطن من كتبه (الروح) ، (وطريق هجرتين) ، (وحادي الأرواح) ، (ومفتاح دار السعادة) ، (وأحكام أهل الذمّة) ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية والّذي انتهى عليه مبحث أهل التحقيق ، ما حكاه ابن أبي العزّ الحنفيّ في شرح الطحاويّة أنّ النفس تطلق على أمور ، وكذلك الروح ، فيتّحد مدلولها تارة ، ويختلف تارة . فالنفس تطلق على الروح ، ولكن غالباً ما تسمّى نفسًا إذا كانت متّصلة بالبدن ، وأمّا إذا أخذت مجرّدة فتسمية الروح أغلب عليها قال : وأمّا الروح ، فلا تطلق على البدن ، لا بإنفراده ، ولا مع النفس . القول بأن دلالة لفظة الروح أعم من دلالة لفظة النفس صحيح . ودليل القول وأما أرواح بني آدم فلم تقع في القرآن إلا بلفظ النفْس ، كما في قوله تعالى : (يَا أيتها النفس المطمئنة) الفجر . وقوله تعالى : (أخرجوا أنفسكم) الأنعام . وقد وقعت في السنة بلفظ النفس ، والروح . فهذا قول الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح وقد ذكر ذلك عند تفسيره لقوله تعالى : (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) الإسراء . وما ذكر من اتفاق السلف على أن المقصود بالروح في هذه الآية ليست أرواح بني آدم ، بل المراد بذلك الروح الذي أخبر الله عنه في كتابه أنه يقوم مع الملائكة يوم القيامة وهو ملك عظيم . أنظر (الروح) لابن القيم . وقد نقل عن مفسري السلف غير ما ذكر ابن القيم اتفاقهم عليه رحمه الله ، فقد نقل عن ابن عباس وقتادة غير ذلك . بل إن الشوكاني نقل عن أكثر المفسرين القول بأن المراد بالروح في هذه الآية الروح التي يحيا بها البدن ، وقدمه على سائر الأقوال . ومما قاله الإمام الحافظ ابن حجر (لم يقع في القرآن تسمية روح بني آدم روحاً بل سماها نفساً) . وقال ابن حزم الأندلسي (النفس والروح اسمان مترادفان لمسمَّى واحد، ومعناهما واحد) . والـنَّفْس : مذكَّر إنْ أُريد به الشخص ، ومؤنث إنْ أُريد به الروح . وهي ذات الشيء وحقيقته وعينه) . والملاحظ هنا إن النفس البشرية هي الروح الإنسانية حسب ورود كلمة النفس في القرآن الكريم ، حيث وردت بمعنى الشخص الآدمي أو الروح الإنسانية ، دون ذكر صريح لتسمية روح الإنسان . وإنَّ تلك النفس ، وهي الروح ، لا تعني الحياةَ بالمعنى الحرفي للكلمة ، فلو عنتِ الحياةَ لَكان النومُ موتاً حقيقا ، حيث يقول الله تبارك وتعالى : (الله يتوفَّى الأنفسَ حين موتها والتي لم تمُت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموتَ ويرسل الأخرى إلى أجل مسمَّى) . إذاً ، يقبض اللهُ الأنفس جميعاً حين النوم قبضاً جزئياً أو نوعياً ، بمعنى لا تكليف على الإنسان النائم حتى يصحو ، ويمسك اللهُ الأنفسَ التي قضى عليها أن تموت وهي نائمة ، بمعنى يسلب الحياة من شخص المتوفَّى ، ويرسل الأخرى ، بمعنى يسرِّحها من القبض ، وهي حالة استيقاظ الإنسان ودخوله في الوعي الحقيقي والإدراك ، فيتابع في تكليفه حسب الأوامر والنواهي . وقد وردت كلمة النفس في القرآن الكريم بمعاني عديدة أهمها وأكثرها وروداً هي نفس الإنسان ، والتي تعني الشخص بعينه ، وقد تنوعت صور النفس الإنسانية في القرآن على نحو إعجازي ، بحيث لا نجد جانباً من جوانب الإنسان الداخلية إلا وقد مرَّ القرآن الكريم على ذكره ، وهذا مما يُصنَّف في باب البرهان على أن كتاب المسلمين كتاب من عند رب العالمين ، فالخالق وحده هو الذي يستطيع أن يأتي على كل ما يخص الإنسان ويحتاجه ، وقد رأى المحققون ذلك في القرآن الكريم على كافة مستوياته ، وفي جميع أنواعه . وتُقسم أنواع النفس ، حسب الورود القرآني ، إلى ثلاثة أنواع ، نوع يمثل المعنى الرئيسي والأساسي للكلمة ، وهو الإنسان عموما أو الإنسان بحقيقته ، وهو أكثر الأنواع وروداً في القرآن ، ونوع يتحدث عن حالات النفس الإنسانية وزُمَرِهَا ، ونوع يمثِّل خاصية كلمة النفس ، وهي داخلية كل إنسان وأعماقه . ومن دلائل الروح في القرآن كحقائق وجودية معقولة مثال الوحي ، وجبريل . أو حقائق مادية مكنوزة كــشرارة الخَلْق الإنساني الأولى . ولا شك أن كُلاً مما ذكرنا ينطبق عليه تماماً معنى الروح اللغوي . فالقرآن الكريم روح ، وبه حياة الأنفس ، وهو روح من حيث مضمونه . وكذلك الوحي وجبريل ، فالوحي أو النبوة هو روح لأنه أمْر معنوي ينتج عنه حياةُ أنفسٍ وصلاحُ مجتمعٍ ، فيقال عن امرئ عاد إلى فطرته بعد غربة عنها (دبَّت فيه الروح) . وجبريل روح أيضاً ، فهو كائن لطيف غير مرئي بالعين المجرَّدة ، من الملائكة جنساً ، يراه من البشر مَن أذن الرحمن له ، كالنبي صلى الله عليه وسلم ومريم العذراء ، وسُمِّي روحاً لظهور أثره وغياب جسمه . وكذلك السر أو القدرة التي تمت بها عملية الخلْق الأول ، من العدم إلى الوجود ، وهي مرحلة تكوين المادة الأولى ، أو تخليق المادة ليتكوَّن منها الكائن الحي ، فالعملية علمية منطقية سليمة ، تمت بأمْر الله وقدرته ، ولكن رأينا أثرها وهو وجود الكائن الحي ، ولم نُدرك كيفيَّتها بالتمام فاندرجت تحت مسمَّى الروح ، وهذا القاسم المشترك بين الطرح القرآني لكلمة الروح الخاصة بالجنس البشري ، وهو السر والقدرة ، وبين مفهوم الناس لكلمة الروح أنها سر الحياة الحقيقي ، وهو وجود جوهر الكائن الحي بذاته والله أعلم .

اللهم أجعلنا من المستفيدين من العلم في ديننا ودنيانا .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 10-11-2010, 10:21 PM   #3
 
إحصائية العضو







زبـن العــمور غير متصل

زبـن العــمور is on a distinguished road


افتراضي رد: النفس والروح (||)

الشيخ الفاضل بن مشري الدوسري
لاحرمنا الله أبداعاتك بارك الله فيك
على أختيارك للموضوع وعلى نقلك
الطيب جزاك الله الفدروس الأعلى من الجنة
يحفظك الباري 0

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---