الوقاحة على الطريقة الروسية...

[معلومات العضو فيصل السديري]

بسم الله الرحمن الرحيم

كما يلاحظ الجميع أصبحت روسيا الإتحادية كالغريق الذي يريد التعلق ولو بقشة، وهذه القشة هي رقبة الأسد. ان هذه القشة أو ما تسمى بالرهان السياسي الخاسر (the losing bet) كمصطلح يصف فيه المحللون السياسيون حالة تعلق الروس بالأسد هي قشة هشة سوف تمنع الروس من ضمان النفوذ الجيوسياسي الأخير لهم في المنطقة.

يهدف الروس ومنذ قديم الأزل بالوصل بنفوذهم الى ما يسمونه المياه الدافئة وهي جزيرة العرب وما جاورها. و مساعيهم الحثيثه كانت واضحة و جدية. وأكبر مثال على ما أقول هو أن الاتحاد السوفييتي السابق كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية رغبةً منهم بتحقيق هذا الهدف الجيوسياسي وقبل ظهور النفط. و لكنهم فشلوا في استمالة المملكة الناشئة لضمها كتابع للسياسة السوفيتية ذات الأيدولوجيه الشيوعية في ذلك الوقت. بل ومما يؤكد حنقهم و اصرارهم و حماقتهم في نفس الوقت هو اعدامهم للسفير السوفييتي بعد استدعائه من جده لفشله في هذه المهمة.

و بعد انهيار أيدولوجية القومية العربية الناصرية بعد وفاة عبدالناصر ايقن الروس بأن الأسد الأب وحاليا الإبن يمثل نموذجهم المفضل كحليف استراتيجي مهم. ان من اهم صفات النموذج الروسي للشريك الاستراتيجي هو الفساد المالي و الأخلاقي و الوحشية المطلقة والتي تنبع من خواء فكري و فراغ ديني لدى القيادة السياسية الحليفة.

إن مما مما يعزز الرغبة الروسية الجامحة للعب دور عالمي هو حالة النمو الاقتصادي اللامسبوقة والتي مكنت الروس من تجاوز مراحل العجز و العقم السياسي في التسعينات الميلادية. لقد كشفت منظمة التجارة الدولية أن روسيا حققت المرتبة الأولى عالميًا في نسبة النمو في صادراتها بنسبة 22% عام 2011، كما استمر النمو في وارداتها بنسبة 24% خلال نفس العام، وساعدها ارتفاع اسعار الغاز والبترول من ناحية وتسارع معدلات الاستثمار الخارجي من ناحية أخرى على تدعيم اقتصادها بشكل كبير، وأصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في احتياطي الذهب، ناهيك عن احتلالها المرتبة الثانية عالميًا في تصدير القمح لعام 2011، وهي مظاهر انعكست في مجمل آثارها على وضع خطة تطوير القدرات العسكرية لمدة ثماني سنوات من 2007 إلى 2015 بقيمة خمسة تريليون روبل (حوالي 178 مليار دولار).

وتعتبر العلاقة الروسية الايرانية السورية حصان طروادة للهروب من حصار الدرع الصاروخية الأمريكية و تهديد الناتو و التفرد الأمريكي كما يراه الروس.

ولنحلل العلاقه الروسية الايرانية السورية من ثلاث مدارس فكرية للتحليل السياسي :
1- الليبرالية في العلاقات الدولية Neolebiralism : هناك علاقات تجارية متطورة بين إيران وروسيا، حيث ارتفعت نسبة التبادل بينهما بين عامي 2005-2010، من 1.215 مليار دولار إلى 3.2 مليار دولار، يُضاف لها مبيعات عسكرية تتجاوز 400 مليون دولار خلال الفترة من 2007-2010، ناهيك عن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية. تُشكِّل سوريا أحد أهم الشركاء العرب التجاريين لروسيا؛ إذ تشكِّل التجارة الروسية-السورية ما نسبته 20% من إجمالي التجارة العربية-الروسية، كما أنها تشهد تناميًا؛ إذ ارتفعت التجارة الروسية-السورية إلى 1.92 مليار دولار عام 2011 بزيادة تصل إلى 58% عن عام 2010. من ناحية أخرى، تصل الاستثمارات الروسية في سوريا إلى حوالي 20 مليار دولار.
2- البنائية constructivism: تشير التقارير الدبلوماسية الغربية بأن الصين وهي التي تتقاطع مصالحها مع الروس ايجاباً قد زادت إلى مرحلة تسمى (كثافة التشاور الدبلوماسي) تشير الإحصاءات المتوفرة عن تبادل الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين في البلدين إلى أنها وصلت إلى 91 لقاءً خلال الفترة من 2003-2010، وهو معدل مرتفع جداً بالمقاييس الدبلوماسية و يشير الى امر ما. و من الملاحظ وجود مساندة دبلوماسية متبادلة بين الروس و نظام الأسد الذان يتبادلان الود بين نظام مصلحي غير آبه و نظام قمعي دموي ، فإذا كانت روسيا قد ساندت سوريا في مواقف عديدة، فإن سوريا كانت من بين قلة من الدول التي أعلنت بشكل واضح تأييدها للعملية العسكرية الروسية في جورجيا عام 2008، وتأييدها للعب روسيا دورًا في الجهود الدبلوماسية لتسوية الصراع العربي-الإسرائيلي، إضافة إلى تأييد السياسات الروسية في الصراع الداخلي في داغستان والشيشان !
4- الواقعية realism : و خير توضيح لها هي قاعدة طرطوس و اعفاء سوريا من الديون و مقالات بوتين الصريحة والتي تعارض اي تدخل في سوريا.

لقد برهن الروس على حقيقة اهدافهم في المنطقة بمجرد استشعار خطر تغيير النظام السوري الدموي و حصار ايران الاقتصادي و السياسي! و قد جرّت هذه التفاعلات و التغيرات السريعه الروس الى الظهور كحمقى بدون أن يشعرون، حمقى ووقحين لدرجة الاستماتة في الدفاع عن قاتل قميء و نظام قذر دنيء، وقد لا يستدركون بأنهم قد أصبحوا على نفس المرتبة من الدناءة بهذه الإستماته الدونيّة. لا غرابة في ذلك أبداً فهم من سبقوا مراهقهم العلوي وارتكبوا العديد من المجازر بحق الأبرياء من المسلمين و غيرهم ولعل أحد أسباب التمازج الفكري الوقح بين سفاحي الشيشان و سفاحي الحولة هو الاتفاق على قتل المسلمين بوحشية.

آخيراً وليس آخراً و بعد سرد هذه المعلومات و التحليلات أكاد أجزم بأن القشة التي قصمت ظهر البعير و آخر ما توصل اليه الروس من وقاحات جديده هو ما اعلنته وكالة الأنباء الروسية وما صرحت به وزارة (الوقاحة الخارجية) الروسية، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن مجزرة الحولة بوسط سوريا هي نتيجة للمساعدة الخارجية وإرسال أسلحة إلى المتمردين السوريين !!!!

وقالت الخارجية الروسية في بيانها أن مأساة الحولة أظهرت إلى أين تؤدي المساعدة المالية وإرسال أسلحة حديثة عن طريق التهريب إلى المتمردين، وتجنيد مرتزقة والمساعدات لشتى أنواع المتطرفين، وقالت الوزارة اننا اشرنا مرات عدة إلى الأسباب التي لها تأثير سلبي على تنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان في سوريا، قبل كل شيء كون بعض الفاعلين الأساسيين على الساحة الدولية غير مستعدين للتحرك ضمن منطق تسوية سلمية، وأوضحت أن هؤلاء اللاعبين يفضلون دوما أجندتهم الخاصة ونقطتها الرئيسية تغيير النظام القائم في دمشق، بحسب المصدر نفسه.

أرأيتم ؟؟ انها الوقاحة على الطريقة الروسية !!

المصادر:
1- وليد عبد الحي، أستاذ الدراسات المستقبلية والعلاقات الدولية، مركز الجزيرة للأبحاث، محددات السياستين الروسية و الصينية تجاه الأزمة السورية.
2- International Politics of the Persian Gulf, Mehran Kamrava.
3- وكالة الأنباء الروسية

 

 

 

 

[معلومات العضو راشد المسعري]

هلا بك يافيصل
الف شكر على نقل هذا المقال الواضح والموضح لموقف روسيا من الأحداث الراهنة ومصالحها مع إيران وسوريا

وكيف لا تدعم روسيا إيران الشيعية وسوريا ، وأمريكا والسنة هم من أطاح بالقوة السوفييتية في أوج قوتها وعزها.

الله ينصر المسلمين ويجمع كلمتهم .

مشكور على المقال القيم يافيصل ،،،

 

 

 

 

[معلومات العضو فيصل السديري]

الأخ القدير راشد المسعري

لا شكر على واجب أخي العزيز

بل الشكر لك على مرورك الرائع بروعة حضورك دائماً

مرورك و رأيك يشرفني و يسعدني أخي راشد

اللهم آمين و الله ينصر عباده المستضعفين في كل مكان

تقبل ودي و احترامي

 

 

 

 

[معلومات العضو مبارك بن شافي النتيفات]

الف شكر على نقل هذا المقال الواضح والموضح لموقف روسيا من الأحداث الراهنة ومصالحها مع إيران وسوريا

وكيف لا تدعم روسيا إيران الشيعية وسوريا ، وأمريكا والسنة هم من أطاح بالقوة السوفييتية في أوج قوتها وعزها.

الله ينصر المسلمين ويجمع كلمتهم .

مشكور على المقال القيم يافيصل ،،،

 

 

 

 

[معلومات العضو حمد ابن فهد]

الاخ فيصل اسعد الله صباحك ويعطيك العافية على الموضوع المميز

تقبل مني جزيل الشكر

 

 

 

 

[معلومات العضو شافي بن راشد النتيفات]

لاهنت على الطرح الرائع

 

 

 

 

[معلومات العضو فيصل السديري]

الأخ الكريم مبارك بن شافي النتيفات

يسرني مرورك العطر و تواجدك الرائع

تقبل ودي و احترامي

 

 

 

 

[معلومات العضو فيصل السديري]

الأخ الحبيب حمد ابن فهد

أسعد الله جميع أوقاتك أخي الغالي ولا شكر على واجب

بل الشكر لك على تشريفك الجميل لمقالتي

تقبل ودي و احترامي

 

 

 

 

[معلومات العضو فيصل السديري]

مراقبنا العزيز شافي بن راشد النتيفات

مرورك العطر يشرفني و يسعدني يابن العم

تقبل ودي واحترامي