العلم وشرفه - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-2013, 03:14 AM   #1
 
إحصائية العضو







سعد33 غير متصل

سعد33 is on a distinguished road


افتراضي العلم وشرفه



لا شك أن شرف العلم لا يعدله أي شرف , فهو مقدمٌ على شرف النسب وشرف المال وشرف المنصب , ويكفي العلم شرفاً أنّ الله تعالى أمر عبده ونبيه أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بالتزود منه فقال : " وقل ربي زدني علماً " .
وانظر كيف أباح الله عز وجل صيد الجوارح والكلاب المعلمة بخلاف غيرها قال تعالى " وما علمتم من الجوارح مُكلبين ".

وكذلك تأمل في قول الله تعالى " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ" فقد حصر الخشية في العلماء وهنا لابد من ذكر فائدة وهي أننا نجد الكثير من علماء الشريعة يقولون إنّ المقصود بالعلماء هنا هم علماء الشريعة , وينازعهم في هذا القول علماء العلم الطبيعي أو التجريبي ولا سيما علماء " الجيولوجيا" ويقولون المراد بالعلماء هنا أهل هذه العلوم !

قلتُ: لا شك أن من إزداد علماَ ورسخت جذوره في أرض العلوم وسمت ساقه في سماء المعارف كان حقيقاً أن تكون أهم ثمارعلمه خشية الرحمن تقدس في عليائه , وهذا إذا تجرد طالب العلم وكان طالباً للحق مخلصاً نيته لم يشبها أطماعٌ دنيوية ومأرب شخصية , أما إن كان طلبه مشوباً ومشربه كدراً فأنّى تكون له الخشية من رب السموات والأرضين .

وعليه فالذي أراه أنَّ كل مَن يخشى الله تعالى فهو داخلٌ في زمرة العلماءِ الذين تعنيهم الأية المباركة وإن كان لا يـُجيد القراءة ولا الكتابة , فما كانت له الخشية إلا لأنه عرف الله تعالى وعلم مراده وهذا هو أشرف العلوم وأعلاها مكاناً .

فائدة : درج بعض علماء اللغة على التأدب مع لفظ الجلالة إن كان موقعه الإعرابي في موقع المفعولية أو موقع الخفض فيقولون عند إعراب لفظ الجلالة في هذه الآية الله منصوب على التعظيم ويتجنبون ذكر الموقع الإعرابي مفعول به تأدباً مع الله تعالى .

وأعود إلى العلم وفضله فقد توافرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على طلب العلم والتزود منه وليس المقام مقام سردها فقد كـُتبت في ذكرها مؤلفات كثيرة , وفوائد الرجوع إليها وفيرة , لكن سأورد زيادةً على ماذكرتُ من آيات بعض الأحاديث :

قال النبي صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم , وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , إنَّ العلماء هم ورثة الأنبياء , إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر "
أخرجه الإمام إبن ماجه وصححه الإمام الألباني رحمهما الله تعالى .

فأنظر إلى هذا الفضل ما أعظمه فالعلم من أجل العبادات وهو أفضل من نوافل الصلاة والصيام والحج وغيرها من المستحبات وحسبك بفضل يجعل من صاحبه وريثاً لأولياء الله وأنبيائه .

ومن شرف العلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه " اللهم إني أسألك علماً نافعاً وعملاً صالحاً " والعلم لابد أن يقارن العمل وإلا كان وبالاً على صاحبهِ إن اتبع هواه وأشبه ما يكون حاله كحال ذلك العالم الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "

فهذا الذي أنزل الله في شأنه قرآناً كان عالماً لكنه لم يعمل بعلمه واتبع هواه فجحد نعمة الله عليه وكفر بها فإنَّ من شكر نعمة العلم العمل به فانظر إلى ما أصابه من جزاء لجحده فضل ربه وكفرانه ثم انظر إلى هذا المثل فقد شبهه بالكلب وساء مثلا.

تنبيه : العلم النافع لا يقتصر على علم الكتاب والسنة وآلاتها بل يشمل كل علم نافع في الدنيا والآخرة فالعلوم الطبية والعلوم الهندسية والعلوم الرياضية وكل علم فيه فائدة فهو داخل في العلم النافع الذي نسأل الله أن ينعم علينا به.

إذا تقرر هذا فاعلم أنّ من أراد طلب علم الكتاب والسنة وأراد أن يأخذ عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير واسطة فعليه أن يفهم العلوم ولاسيما علوم الآلة حيث أنها هي الوسيلة لفهم علوم الوحي .
ومن هذه العلوم علم أصول الفقه وعلوم العربية بجميع فنونها وآدابها ورأسها علم النحو ولا تغتر بقول القائل خذ من النحو كالملح في الطعام , فوالله إنها مقالة من عكف على التمذهب والتقيلد ورضي بتلك الظلمات واستبدلها بأنوار الإجتهاد , وليتبحر في علم النحو وعلوم البلاغة ما أمكنه التبحر فإذا حصل له ذلك فقد حاز أعلى مراتب العلم وعليه أيضاً أن يتبحر في علوم السنة والتاريخ الإسلامي .

وليأخذ بطرفٍ من العلوم الأخرى كعلم المنطق والعلم الرياضي وكافة العلوم الطبيعية والطبية, فإن إستطاع أن يتبحر في كل هذه العلوم فليفعل وإن لم يستطع فليلم بالمهمات والأساسيات من كل فن خصوصاً لمن تصدر للتفسير حيث أنه يوجد آيات تتكلم في علم الفلك وعلم الأجنة وغيرها وقد رأينا العجب ممن تكلموا في هذه المباحث وهم يجهلون تلك العلوم فأتوا بالأقوال المضحكة والتقريرات المستهجنة .

فإياك أن تكون من أؤلئك القوم وإذا سئلت عن أمر لا تعرفه فقل لا أدري فقد قالت الحكماء :

نصف العلم لا أدري ونصف الجهل يـُقال , والله يعصمني وإياك من الجهل وشره .

ولله در القائل حين قال :

العلم يبني بيوتاً لا عماد لها ... والجهل يهدم بيت العز والشرفِ

ورضي الله عن أمير المؤمنين عليٍ رضي الله عنه فقد قال :

ففز بعلمٍ ولا تطلب به بدلاً ... فالناس موتى وأهل العلم أحياءُ


وفي هذا المعنى قلتُ :

يا صاحبَ العقلِ والرأي السديدِ أفق ... كما يفيقُ أخو الصهباء من ثملِ
ودع حـُميّا الهوى واخش السكونَ لها .. وارفق بنفسكَ في جدٍ وفي هزلِ
واطلب علوماً تكن للنفسِ قائدةَ ... إلى المعالى ولا تركن إلى الكسل
مراحلُ العمرِ تمضي في تصرمها ... كبارقٍ في ليالي الصيفِ مـُرتحل
فمن أراد العلا لا شكَّ يـمهرها ... بالبذلِ والجهدِ والتقوى مع العملِ
المجدُ في العلم لا تطلب بهِ عوضاً ... من الحماقةِ بيعُ المسكِ بالبصلِ
واسأل خبيراً هو التاريخُ إنَّ به ... إذا أردتَ شهودُ الحقِ والفصلِ
كم من ملوكٍ تناسى الدهرُ ذكرهمو ... من بعدِ ما ملكوا الأوطانَ بالأسلِ
قد انتهى أمرهم نيرانهم خمدت ... فالعار كانوا وماتوا ميتة السفلِ
وكم عليمٍ تعالى شأنهُ وغدا ... بعد المماتِ لهُ ذكرٌ كما الرسلٍ
تاللهِ لا يستوي عزُ العليمِ ولا ... ذلُ الجهولِ وإن غطاهُ بالحللِ
ولا الذي يـُهلكُ الأموالَ من كرمٍ ... ولا الذي يعبدُ الأموال من بخلِ


وبعد فاسمع لهذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم " من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار " أخرجه الإمام ابن ماجة وصححه الإمام الألباني رحمهما الله تعالى.

فمن طلب العلم فليجعل نيته لله وحده نسأل الله إخلاص النية في القول والعمل والحمد لله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً .
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
منقول

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقـــاء منتدى قبيلة الدواسر الرسمي مع الدكتور الشيخ : خالد شجاع العتيبي بوراجس المشاوية :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 13 15-01-2013 12:46 PM
ماذا تعرفون عن الظلم..!! ابتسامة دفى :: القسم الإسلامـــي :: 21 22-09-2012 03:22 PM
الفرق بين العلم والفكر المبشر :: القسم الإسلامـــي :: 7 14-12-2010 07:59 AM
أخبار حفل قبيلة الدواسر لإفتتاح مبرة القبيلة بالصحافة الكويتية : الشيخ أمير بن فهد الصباح والشيخ مالك بن فهد الصباح والشيخ نمر بن فهد الصباح ومشائخ وأعيان قبيلة الدواسر والقبائل الأخرى بالكويت وخارجها يشهدون إفتتاح مبرة قبيلة الدواسر ... الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 13 23-11-2010 08:36 PM

 


الساعة الآن 05:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---