وادي الدواسر : سلطان الكويحي
العزيمة والإصرار وروح التحدي كانت سلاح شاب من سكان محافظة وادي الدواسر استطاع بها و بمساعدة والده أن يجعل من الخيال واقعا و المستحيل ممكنا بتحويله جزءا من صحراء محافظة وادي الدواسر والتي تبعد حوالي 1000كلم عن أقرب نقطة مياه وهي البحر الأحمر إلى بحيرات مائية يعيش داخلها أكثر من 3 ملايين سمكة من مختلف الانواع بتوسطها النفود والجبال وتصبح متنزها طبيعيا يمتع الناظر ومشروعا تجاريا ناجحا بكل المقاييس إذ ما توافر له الدعم الكافي واستمر في استكمال باقي مراحله.
" وادي الدواسر الالكترونيه " زارت المشروع والذي يقع على طريق وادي الدواسر الرياض بالقرب من جبال العارض وتجولت داخله واطلعت على ماتم إنجازه برفقة والد صاحب المشروع العم عبد الله بن مبارك بن بخيت الرشدان والذي قدم لنا شرحا وافيا عن مشروع أبنه الشاب محمد بن عبد الله الرشدان بدءا من فكرته وبداياته ومرورا بأبرز المشاكل التي واجهها وانتهاء بخططه المستقبلية .
فكرة وبداية
واوضح العم عبد الله أن الفكرة بدأت منذ مايقارب 40 عاما عندما كان في زيارة للشام للتجارة و شاهد بعض مشاريع الأسماك هناك والتي لفتت انتباهه وبعد عودته للمملكة وفكرة مشروع الأسماك تسرق جل وقته لكن قلة الامكانات حالت دون تنفيذها حينها .. و قام بعرض المشروع على وزارة الزاعة آنذاك ولم تقبل الفكرة مما زاد الأمر تعقيدا .. وظل المشروع كما يقول العم عبد الله يمثل حلما وتحديا في الوقت نفسه صارعت كثيرا من أجله وعملت في أعمال كثيرة من أجل الحصول على المادة وتنفيذه وبعد اربعين عام تفكير وعمل أصبحت كبيرا في السن سيتعبني العمل في المشروع وحدي إلا أن الله رزقني بأولاد تولدت لدى أحدهم هواية لتربية الأسماك وهو محمد ويعمل مهندس كمبيوتر و كان يرافقني دائما وتولدت لديه رغبة جامحة في إقامة هذا المشروع بحكم أنه أصبح حلما لديه أيضا فأصبحنا نعمل سويا ونتشارك في الأفكار وندرس المشروع بشكل مستمر إلى أن وفقه الله وبدأ فيه قبل مايقارب العامين .
انطلاقة فعلية
ويقول العم عبد الله أن المشروع تم البدء فيه قبل 3 أعوام و تم عرضه مرة أخرى على المسئولين في وزارة الزراعة ولقي ترحيبا وتشجيعا منهم وعلى رأسهم وزير الزراعة الدكتور فهد عبد الرحمن بالغنيم جزاه الله خيرا وتم استخراج تصريح له وبدىء العمل فيه بعشر سمكات فقط وهي من نوع البلطي ومن أجود أنواعه يسمى النيلي و تم اختيار هذا النوع من السمك لكونه يمتاز بعدد من الأمور لعل من أبرزها أنه يمتاز بالتغلب على الملوحة العالية التي تمتاز بها مياهنا وأرضنا و التأقلم مع الظروف البيئية المختلفة واشار الى انه تم ذلك بعدد بسيط من الأحواض وبحيرة للصرف إلا أنه ومع تكاثر السمك قمنا بإنشاء 40 حوضا الآن من أصل 120 حوضا حسب الدراسة والجدوى الاقتصادية للمشروع
مراحل المشروع
وذكر العم عبد الله الرشدان أن المشروع يمر بعدة مراحل أولها التفريخ والتي تتطلب 40 حوضا أسمنتيا 2.5×2.5م وتستغرق 14 يوما لكل دورة حيث يتم التزاوج في كل حوض بين 18 أنثى و6 ذكور بحيث يكون لكل ثلاث إناث وأقل ذكر حيث ينتج كل حوض في كل دورة من 5000-6000 يرقة وتأتي بعدها مرحلة تربية اليرقات وتستمر شهرين في أحواض أكبر من أحواض التفريخ حيث تتطلب أحواضا بسعة 6.5×6.5م ثم تأتي بعدها مرحلة تربية الأصبعيات في أحواض أكبر أيضا من أحواض التفريخ واليرقات تبلغ سعتها 8.5×8.5م لتأتي بعدها مرحلة التسمين في أحواض تبلغ سعتها 10.5×10.5م ثم يتم بعد ذلك إخراج جميع الأسماك من أحواض التسمين إلى السوق مباشرة .
تكاليف باهظة
وتم انفاق حوالي مليوني ريال على المشروع من حسابنا الخاص على أحواض الفيبر جلاس والتي تم إنشاؤها بشكل مؤقت للأحواض الأسمنتية وكذلك حفر وتجهيز البحيرات حيث تم حفر قرابة 20 بحيرة منها 6 الآن جاهزة وتم استخدامها كما أن هناك أكلا للأسماك وهو أكل خاص يحتوي بروتينات ومواد أساسية تبلغ تكلفة الكيس الواحد 40 ريالا بالإضافة إلى قيمة فواتير الدينموات والمكائن .
واوضح العم عبد الله أن أبرز المشاكل والتي تعتبر الأبرز هي التكاليف المادية الباهظة للمشروع حيث إننا نواجه الآن مرحلة حرجة تتمثل في تكاثر الأسماك إلى 3 ملايين سمكة وتحتاج الآن إلى زيادة في أعداد الأحواض لليرقات وتوسعة وزيادة عدد بحيرات الصرف.
كما اضاف أن عدم اقتناع المسئولين في البنك الزراعي بنجاح المشروع ومقارنته بمشاريع غير ناجحة هي أيضا صعوبة بل مشكلة كبيرة تسببت في عدم إقراض المشروع لإكمال بقية مراحله مما يهدد بتوقفه وخسارتنا .
http://www.alwadye.com/news.php?action=show&id=1423