الاندلس قصة حضارة وحكاية رجال1 - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2009, 10:16 PM   #1
 
إحصائية العضو







الأسير الودعاني غير متصل

الأسير الودعاني is on a distinguished road


:r-r-5: الاندلس قصة حضارة وحكاية رجال1

مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد
فموضوع هذه الصفحات هو الحديث عن حِقبة من التاريخ الإسلامي هي من أهم الحِقَب في تاريخ المسلمين. إنها " تاريخ الأندلس ".
وقد يسأل سائل: لماذا الحديث عن التاريخ أصلًا؟!
فكثير من الناس يلوم على المسلمين كثرة الخوض في الحديث عن التاريخ، يقولون: أنتم تبكون على اللبن المسكوب، هذا ماضٍ قد انتهى، فلنعش في حاضرنا، ولننظر إلى مستقبلنا.
والواقع أن هذه الآية مقلوبة تمامًا؛ لأننا إذا نظرنا إلى كتاب الله سبحانه وتعالى نجد أمرًا عجبًا، نجد أن ثلث القرآن الكريم جاء في صورة قصص، وهو أمر لافت للأنظار، فإذا كان ثلث القرآن الكريم قصصًا فإن هذا ولا ريب يشير إلى أسلوب رباني فريد من نوعه في التربية.
وإنني أرى أن مناهج التربية يجب أن يأتي ثلثُها في صورة قصص، حتى تحاكي أسلوب الخالق سبحانه وتعالى في تربية الخلق أجمعين. وإلا فلماذا ينزل ثلث القرآن الكريم قصصًا؟ ولماذا يكون هذا هو أسلوب المولى سبحانه وتعالى في القرآن الكريم - وفي هذا الثلث بالذات - في تعليم الناس وتربيتهم، وإرشادهم إلى الطريق القويم؟
إن الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم قصّ قصصًا كثيرة، قصّ قصص الصالحين والطالحين، وقصص الأنبياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم قصص الذين خرجوا عن منهجه سبحانه وتعالى، وكيف عاقبهم عز وجل، وكيف كانت نهايتهم وخاتمهم...
والقرآن الكريم ككتاب هو في الحقيقة منهج حياة، فيه كثير من الآيات التي تشير إلى منهج المسلم في تَلَقّي القصص، يقول سبحانه وتعالى: [فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ]{الأعراف:176}. ويقول في آية أخرى: [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] {يوسف:111} . فقد خصّ سبحانه وتعالى العبرة بطائفة معينة فقال: [لِأُولِي الأَلْبَابِ] أي: لأصحاب العقول والأفهام.


إذن حينما نقصّ القصص بصفة عامة، سواءً القصص القرآني أو التاريخ الإسلامي أو التاريخ غير الإسلامي - حينما نقصّ هذا القصص لا بدّ أن نأخذه من خلال هذا الفهم وهذا المنطلق، منطلق الدراسة والتفكر والتدبّر والنظر في الأمور.
فليس غرضنا في هذا الصفحات في هذا الموضوع - تاريخ الأندلس - تحريك العواطف، ولا إلهاب المشاعر، ولا مجرد البكاء على ما سبق من الحضارات، أو البكاء على اللبن المسكوب، أو غيره، وإنما هي دعوة إلى التفكر، دعوة إلى التدبّر والتأمل، دعوة إلى أخذ العبر والدروس.
وهي أيضا طريق نبدأ فيه سويًا بالتنقيب عن صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي، صفحة تاريخ الأندلس، وهي وإن كانت غير كافية لتغطية كل تاريخ الأندلس بكل أحداثه وتفصيلاته، إلا إنها تضع أرجلنا على الطريق لدراسة هذا التاريخ العظيم هو وغيره - بمشيئة الله - من تواريخ أخرى لاحقة.
وأسال الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، إنه ولى ذلك والقادر عليه، وهو نعم المولى ونعم النصير.


وفي بداية حديثنا عن تاريخ الأندلس وفي محاولةٍ لتحليل التاريخ تحليلًا دقيقًا، نحاول أن نقلّب صفحاتٍ، ونُظهر أحداثًا قد علاها التراب أعوامًا وأعوامًا، نحاول أن نظهر ما حاول الكثيرون أن يطمسوه، أو يخرجوه لنا في صورة باطل وهو حق، أو إظهار الحق وكأنه باطل.
فكثير من الناس يحاولون أن يزورواْ التاريخ الإسلامي، وهي جريمة خطيرة جدّ خطيرة يجب أن يتصدّى لها المسلمون.
المسلمون في الشمال الإفريقي
لكي نفهم الفتح الإسلامي للأندلس لا بدّ أن نتعرف على طبيعة الوضع في البلاد الملاصقة لهذا البلد وهي بلاد الشمال الإفريقي، فقد دخلها الإسلام قبل فتح الأندلس بسبعين سنة، أي سنة 23 هـ= 644 م وكان يسكن هذا الإقليم (إقليم الشمال الإفريقي) قبائل ضخمة تسمى قبائل البربر - سنفصّل الأمر فيها قريبًا بمشيئة الله - وهذه القبائل كانت دائمة الارتداد عن دين الله سبحانه وتعالى، فتدخل في الإسلام، ثم ترتد، ثم تسلم، ثم ترتد، ودارت الحروب بين هذه القبائل والمسلمين وانتهت باستقرار الإسلام في هذا الإقليم أواخر سنة 85 أو 86 هـ= 704 أو 705 م على يد موسى بن نصير رحمه اللهبعد انتهاء عهد الفتح السابق يبدأ عهد جديد في تاريخ الأندلس يسمى في التاريخ عهد الولاة، وهو يبدأ من سنة 95 هـ= 714 م ويستمر مدة اثنين وأربعين عامًا حيث ينتهي سنة 138 هـ= 755 م.
وعهد الولاة يعني أن حُكم الأندلس في هذه الفترة كان يتولّاه رجل يتبع الحاكم العام للمسلمين، وهو الخليفة الأموي الموجود في بلاد الشام في دمشق.
كان أول الولاة على الأندلس هو عبد العزيز بن موسى بن نصير ( ت 97 هـ= 716 م ) وذلك بأمر من سليمان بن عبد الملك رحمه الله، وكان كأبيه في جهاده وتقواه وورعه، كان يقول عنه أبوه موسى بن نصير: عرفته صوّاما قوّاما...
وقال عنه الزركلي في الأعلام: أمير فاتح. ولاه أبوه إمارة الأندلس، عند عودته إلى الشام سنة 95 هـ= 714 م فضبطها وسدد أمورها وحمى ثغورها، وافتتح مدائن، وكان شجاعا حازما، فاضلا في أخلاقه وسيرته...
وقد حكم عبد العزيز بن موسى بن نصير الأندلس ووطّد فيها الأركان بشدة، وتوالى من بعده الولاة.
وإذا نظرنا إلى عهد الولاة الذي استمر اثنين وأربعين عامًا نرى أنه قد تعاقب فيها على حكم الأندلس اثنان وعشرون واليًا.. أو عشرون واليًا تولى اثنان منهم مرتين.. فيصبح مجموع فترات حكم الأندلس اثنين وعشرين فترة خلال اثنتين وأربعين سنة، أي أن كل والٍ حكم سنتين أو ثلاث سنوات فقط.
ولا شكّ أن هذا التغيير المتتالي للحكام قد أثّر تأثيرًا سلبيًا على بلاد الأندلس، إلا أن هذا التغيير في الواقع كان له ما يبررّه؛ حيث كان هناك في بادئ الأمر كثير من الولاة الذين يستشهدون أثناء جهادهم في بلاد فرنسا، وبعد مرحلة ما كان هناك أيضا كثير من الولاة الذين يُغيَّرون عن طريق المكائد والانقلابات والمؤامرات وما إلى ذلك.
أي أن هناك فترتين من عهد الولاة، الفترة الأولى تختلف بالكلية عن الفترة الثانية، ومن هنا نستطيع أن نقسّم عهد الولاة بحسب طريقة الإدارة وطريقة الحكم إلى فترتين رئيسيتين، الفترة الأولى وهي فترة جهاد وفتوح وعظمة للإسلام والمسلمين، وتمتد من بداية عهد الولاة من سنة 95 هـ= 714 م وحتى سنة 123 هـ= 741 م أي سبع وعشرين سنة.
أما الفترة الثانية فهي فترة ضعف ومؤامرات ومكائد وما إلى ذلك، وتستمر من سنة 123 هـ= 741 م وحتى سنة 138 هـ 755 م أي مدة خمس عشرة سنة، وفي تناولنا لفترتي عهد الولاة هاتين لن ندخل في ذكر تفاصيل كل منهم، وإنما سنقتصر فقط على بعض الولاة لما لهم من الأهمية في دراستنا هذه.





أصبح أمر الأندلس يحتاج في إصلاحه إلى معجزة إلهية، وبالفعل حدثت المعجزة بفضل من الله ومَنٍّ وكرمٍ منه على المسلمين، وذلك بدخول رجل يدعى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي إلى أرض الأندلس، وذلك في شهر ذي الحجة من سنة 138 هـ= مايو 756 م .
ظل عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل يحكم الأندلس منذ سنة 138هـ= 755 م وحتى سنة 172 هـ= 788 م أي قرابة أربعة وثلاثين عامًا - كما ذكرنا - وكانت هذه هي بداية تأسيس عهد الإمارة الأموية، والتي استمرّت من سنة 138هـ= 755 م وحتى سنة 316 هـ 928 م.
الفترات الثلاث للإمارة الأموية:
حتى نستطيع أن نفهم عهد الإمارة الأموية يمكننا تقسيمه إلى فترات ثلاث كما يلي:
الفترة الأولى: واستمرّت مائة عام كاملة، من سنة 138هـ= 755 م وحتى سنة 238 هـ= 852 م وتعتبر هذه الفترة هي فترة القوّة والمجد والحضارة، وكان فيها الهيمنة للدولة الإسلامية على ما حولها من مناطق.
الفترة الثانية: وتعدّ فترة ضعف، وقد استمرّت اثنين وستين عامًا، من سنة 238 هـ= 852 م وحتى سنة 300 هـ= 913 م
الفترة الثالثة والأخيرة: وهي ما بعد سنة 300 هـ= 913 م.





عبد الرحمن الناصر ( 277 - 350 هـ= 891 - 961 م ) وتولي الحكم
رأينا سابقًا كيف كان الوضع أواخر عهد الضعف من الإمارة الأموية، وما هي السمات والملامح التي سادت ذلك العهد، ورأينا أيضًا كيف أن الناظر إلى بلاد الأندلس في ذلك الوقت يرى أنه لا محالة من انتهاء الإسلام فيها، وأنه ما هي إلا بضعة شهور أو سنوات قلائل حتى يدخل النصارى إلى الأندلس ويحكموا قبضتهم عليها



مقدمة
الحَكَمُ بنُ عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر، وكبوة الجواد
بالرغم من أنه كان من أفضل الحكام المسلمين على الأندلس إلا أن الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر في آخر عهده قد أخطأ خطأ جسيمًا، فقد أصيب في آخر أيامه بالفالج (شلل) فقام باستخلاف أكبر أولاده هشام بن الحكم وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة فقط، استخلفه على بلاد الأندلس وفوقها بلاد النصارى في الشمال ومن تحتها الدولة الفاطمية في الجنوب، وكل ممالك أوروبا تتشوق إلى الكيد بهذه القوة العظيمة وهزيمتها.
وهي بلا شكٍ زلّة خطيرة من الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر؛ إذ كان عليه أن ينتقي من يستخلفه لهذه المهمة الجسيمة، ويولّي رجلًا آخر من بني أميّة، يستطيع أن يقوم بالأعباء الثقيلة لمهمة حكم دولة قوية، كثيرة الأعداء متسعة الأطراف، ومترامية الأبعاد كدولة الأندلس.
توفي الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر رحمه الله سنة 366 هـ= 976 م، مستخلفًا على الحُكم ابنه الطفل الصغير هشام بن الحكم، وقد جعل عليه مجلس وصاية مكون من ثلاثة أشخاص:
الأول: الحاجب: وهو جعفر بن عثمان المصحفي، والحاجب أي الرجل الثاني في الدولة بعد الخليفة مباشرة، وهو بمثابة رئيس الوزراء حاليًا.
الثاني: قائد الشرطة: وهو محمد بن أبي عامر، وكان من اليمن.
الثالث: أم هشام بن الحكم، وكان اسمها (صُبْح).

يتبع في حلقات

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 03:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---