بدائع الاسرار في ايات جهاد الكفار - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-2005, 02:20 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابن ناصر الازدي غير متصل

ابن ناصر الازدي is on a distinguished road


افتراضي بدائع الاسرار في ايات جهاد الكفار


الحمد لله الكبير المتعال الذي لا إله إلا هو شديد المحال والصلاة والسلام على المأمور بتدبير كتاب ربه في النوازل والأحوال وعلى آله وصحابته الإجلال ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المنال .
أما بعد:
فإن الحكمة من إنزال القرآن هو تدبر آياته والعمل بها والدعوة إليها والموت في سبيلها ، وفي هذا البحث الموجز والمقال المتواضع عرضت شيئاً من أسرار البلاغة العربية في آيات الجهاد من حيث فقه اللغة وتوجيه القراءات المتواترة الواردة في ألفاظ الكتاب العزيز الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال : (أُنزل القرآن على سبعة أحرف) متفق عليه .
وقد أعجز الله الثقلين بهذا القرآن فقال جلّ وعلا : : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )الإسراء : 88 ، وإذا كان الأمر كذلك صار لزاماً على أهل الرباط والجهاد وخاصة طلاب العلم الشرعي أن يحملوا راية القرآن علماً وعملاً وحفظاً ودعوة وجهاداً في سبيل الله ، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجاهد الكفار بهذا القرآن العظيم فقال سبحانه : (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً )الفرقان : 52
ومن أوتي القرآن فقد أوتي الخير كله فإن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويخفض به آخرين قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )يونس : 57 فتقديم "بذلك"التي هي المفعول لإفادة الحصر فلا فرح ولا سرور إلا بهذا القرآن ، ونشرع الآن في بعض الأسرار القرآنية لآيات الجهاد ومن الله ربنا نستمد العون والفتح:

أولاً:اختصاص المجاهد بالصبر وقت التلاحم.
هنالك ظاهرة في اللغة العربية جديرة بالاهتمام وهي ظاهرة ( القطع ) ومعناها : مغايرة النعت للمنعوت والعطف للمعطوف في الإعراب وذلك بان يكون المنعوت أو المعطوف مرفوعاً ونعته أو عطفه منصوباً أو عكس ذلك .
( فهذا التعبير يراد به لفت النظر وإثارة الانتباه إلى الصفة المقطوعة ، وهو يدل على إن اتصاف الموصوف بهذه الصفة بلغ حداً يثير الانتباه)
ويقع القطع في النعت كثيراً ويقع في العطف أيضاً للدلالة على أهمية المقطوع من بين المعطوفات .
قال الزمخشري في قوله تعالى: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ)البقرة : 177: ( وأخرج ( الصابرين ) منصوباً على الاختصاص والمدح إظهاراً لفضل الصبر في الشدائد ومواطن القتال على سائر الأعمال )
فاختصاص المقاتل الصابر في مواطن تناثر الرصاص وإعطاء صدره لقذائف الكفار وثبات أقدامه أمام هدير الدبابة وتحت قعقعة السلاح إنما هو مدح وثناء لصفة الصبر في ذلك الموطن وقد دعا جند طالوت ربهم لما تلاحموا مع جالوت وجنوده فقالوا: (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)البقرة : 250 ،فالصبر للمجاهد سيف لا ينبو وجواد لا يكبو وقد جاء ذكره في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً .
كما ورد القطع في العطف في قوله تعالى: (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً)النساء : 162
قال صاحب شرح شذور الذهب : ( إن المقيمين نصب على المدح ،وتقديره :وامدح المقيمين ، وهو قول سيبويه والمحققين وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها )

ثانياً :- سر وقوع ( الواو ) في قوله: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )التوبة : 112
إن فريضة الجهاد في سبيل الله قيام لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الأخير يحتاج إلى مصابرةٍ من قبل المجاهد على أعداء الله ولهذا زيدت بحرف العطف (الواو) دون سائر الصفات قال تعالى: ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )التوبة : 112 التوبة : 111
فال الرازي في تفسيره : ( في إدخال الواو على هؤلاء "والناهون " وذلك لأن كل ما سبق من الصفات عبادات يأتي بها الإنسان لنفسه ولا تعلق لشيء منها بالغير ، أما النهي عن المنكر فعبادة متعلقة بالغير وهذا النهي يوجب ثوران الغضب وظهور الخصومة وربما أقدم ذلك المنهي على ضرب الناهي وربما حاول قتله فكان النهي عن المنكر أصعب أقسام العبادات والطاعات فأدخل عليها الواو تنبهاً على ما يحصل فيها من زيادة المشقة والمحنة ) .
قلت:والواو يؤتى بها لقصدِ المغايرة أو تحقيق الوصف المتضمن لنوع من التأكيد أو غير ذلك من الأحكام عند النحاة
قال الإمام ابن قيم رحمه الله : ( إن الواو تقتضي تحقيق الوصف المتقدم وتقريره في الكلام متضمناً لنوع من التأكيد من مزيد التقرير .
وبيان ذلك بمثال نذكره مرقاة إلى ما نحن فيه ، إذا كان رجل مثلاً له أربع صفات هي (عالم ، جواد ، شجاع و غني ) وكان المخاطب لا يعلم ذلك أو لا يقر به ويعجب من اجتماع هذه الصفات في رجل فإذا قلت: ( زيد عالم ) وكان ذهنه استبعد ذلك فتقول: ( وجواد ) أي: وهو مع ذلك جواد ، فإذا قدرت استبعاده لذلك قلت: ( شجاع ) أي: وهو مع ذلك شجاع وغني فيكون في العطف مزيد تقرير وتوكيد لا يحصل بدونه تدرأ به توهم الإنكار) .

ثالثاً :أسرار قراءة الرفع والنصب في كلمة ( النعاسُ – النعاسَ )
تعاقبت القراءات على ( النعاس ) نصباً ورفعاً في قوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ)الأنفال : 11 )
( النعاسُ ) ( النعاسَ )
النعاس : المعرف بالألف واللام , من الأسماء التي لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة .
(واختلاف القراءات عليه دار بين نصبه بالمفعولية ورفعه بالفاعلية , تبعاً لصيغة المضارع قبله , فالذي يقدره بصيغة اللازم يكون " النعاس" في قراءته فاعلاً , والذي يقرؤه بصيغة المتعدي يكون "النعاس" في قراءته مفعولاً به )
أما التوجيه النحوي للقراءتين فهو كما يأتي : .
قرأ ابن كثير المكي وأبو عمر والبصري( يغشاكم النعاس)بفتح الياء وإسكان الغين وألف بعد الشين ،مضارع ( غشي )والفعل في هذه القراءة لازم اكتفى بفاعله وهو (النعاس) وقرأ المدنيان• ( يغشيكم النعاس )
والمضارع في هذه القراءة من ( أغشى ) الرباعي وفاعله ضمير عائد على الله تعالى , وقد جاء ذكره في الآية السابقة ثلاثة مرات . و ( النعاس ) في هذه القراءة مفعول به.

وقرأ الباقون ( يغشيكم النعاس ) والمضارع في هذه القراءة من ( غشى ) الرباعي المشدد الشين و ( النعاس ) في هذه القراءة منصوب لأنه مفعول به أيضاً .والفاعل ضمير مستتر عائد على الله تعالى كما في القراءة الثانية .
ومعنى هذا الجزء من الآية واحد وإن تعددت قراءات ( يغشيكم النعاس ) إذ هو إخبار من الله تعالى , بأن مِن أَنعُمهِ على عباده المؤمنين يوم معركة بدر , أنه سلط على رؤوسهم النعاس أمناً منه , ولهذا لم يشعروا بالخوف أثناء المعركة وتحت صليل السيوف , وهم ثلاثمائة وبعضة عشر رجلاً في مواجهة ألف ,و سبعمائة وخمسين من المشركين .
وهذا خلاف المعهود فالخوف والنعاس ضدان لا يجتمعان لكن الله تكفل بنصر أوليائه وآتاهم بالأمن من جهة الخوف ونحن بحمد الله وفضله قد لمسنا هذا في جهادنا في بلاد الرافدين فو الله إن المجاهد الذي يحمل ال B.k.c والرشاش ويتحزم بالقنابل ليجد من الطمأنينة والسكينة في القلب وهو يقدم على مقاتلة أعداء الله من عُبّاد الأوثان ( وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)التوبة : 32

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---