هلع غير مسبوق وفزع هستيري اجتاحا عسقلان والمستوطنات المجاورة في الأيام الماضية إثر تعرضها للقصف بصواريخ كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ ردا على المجزرة الإسرائيلية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 33 فلسطينيا، ثلثهم من الأطفال.
وقال إيلي فلحان مدير مركز الطوارئ التابع للمجلس البلدي لعسقلان في الجنوب للتلفزيون الإسرائيلي إن مركزه تلقى 4000 مكالمة هاتفية في أقل من ساعة من مستوطني المدينة الفزعين والذين تملكهم الرعب عقب قيام كتائب القسام بقصف المدينة بعدد من صواريخ "جراد" أمس الخميس.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الكهرباء انقطعت عن أجزاء من عسقلان إثر سقوط صواريخ القسام على عمود ضغط كهرباء عال، كما أصيب عدة مستوطنين في شارع عام بالمدينة بجروح، وقد سقط صاروخ قسام بالقرب من مشفى برزلاي بالمستوطنة.
واعترفت المصادر بسقوط أحد الصواريخ في مقر المجلس الإقليمي في النقب الغربي، وأدى لإصابة المبنى بأضرار.
من ناحيتها أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي أن نجاح كتائب القسام في قصف عسقلان أسفر عن "تحد غير مسبوق" للجيش، على اعتبار أن عشرات الآلاف من مستوطنيها سيطالبون بحماية منازلهم كما عليه الحال في سديروت.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت تخصيص ميزانية بقيمة 34 مليون شيكل (10 ملايين دولار)، لحماية المنازل والمؤسسات في "سديروت" التي تعتبر أكثر المستوطنات في جنوب إسرائيل تعرضا للقصف، مع العلم أنها تبعد مسافة 7 كم عن مدينة غزة.
وقال روني دانئيل المعلق العسكري في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: إنه في حال موافقة الحكومة على بناء تحصينات حول المنازل في عسقلان، فهذا يعني تخصيص ميزانيات ضخمة ستؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي.
من جهة أخرى أعلنت أجهزة الاستخبارات الصهيونية أن التهديد الذي يواجهه الكيان الصهيوني من قطاع غزة آخذ بالتصاعد، حيث يستدل من تقرير جهاز الأمن الصهيوني العام "الشاباك" أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يزداد قوة وأن بعض أفراده يتلقون تدريبات عسكرية متقدمة.
كما أبدت أوساط عسكرية صهيونية قلقاً كبيراً من ما سمته “تعاظم” قوة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة كما اعترفت تلك الأوساط بعجز الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية عن تقدير الحجم الحقيقي لقوة حركة “حماس”، وهو الحال ذاته بالنسبة لقوة “حزب الله” اللبناني التي فاجأت الصهاينة.ويتحدث تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس 5ـ10ـ2006م، عن قيام حركة حماس بتأسيس قوة عسكرية مسلحة ومدربة في قطاع غزة تضم حتى الآن نحو سبعة آلاف وخمسمائة مقاتل، تختلف عن “ميليشيات مسلحة”، في أطر عسكرية معروفة مع خبرات مهنية، حسب تعبير مصدر عسكري صهيوني
كذلك يمكن وصف القوة العسكرية لحماس بأنها منظمة في أطر عسكرية معروفة مع خبرات مهنية، حيث أنّ هناك وحدات لنار الصواريخ قصيرة المدى ووحدات للصواريخ بعيدة المدى ووحدات مضادة للدبابات، ووحدات قناصة وغيرها”.وحسب تقدير مصادر استخبارية، إضافة إلى ماسبق فإنّ تدفق الوسائل القتالية والخبراء العسكريين والأموال للقطاع لم يتوقف، بتوقع أنّ القوة العسكرية لحماس ستصل إلى نضج تنفيذي يتيح لها مواجهة ناجعة مع قوات الجيش الصهيوني بدءاً من الصيف القادم.وأضاف المصادر أنّ هناك قدرة دفاعية حيال نشاطات الجيش الصهيوني في القطاع، وكذلك قدرة على مهاجمة المغتصبات اليهودية في الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال صواريخ بعيدة المدى وعمليات برية لقوات تتسلل عبر أنفاق.وتابعت المصادر ذاتها تقول “إنّ تعاظم قوة جيش حماس محسوب ومخطط كجزء من خطة بعيدة المدى، ومنذ تشكيل حكومة حماس لم يتوقف بناء القوة العسكرية حتى ولو ليوم واحد، لا بسبب المواجهات الداخلية ولا بسبب العمليات العسكرية” الصهيونية