حوربت في الولايات المتحدة فاتجهت إلى "دول النفط"
عصابة "914" النيجيرية تنهب الخليجيين عبر "إيميلاتهم"
- فيصل الغيث من الرياض - 16/11/1428هـ
شهد العالم في السنين الأخيرة تطورا هائلا في جميع مناحي الحياة، وكان التطور الإلكتروني من أبرز هذه النواحي التي بهرت العقول وأخذت بالألباب. وكأي شأن آخر كان هذا التطور سلاحا ذا حدين، فإلى جانب محاسنه العظيمة فإنه جلب مساوئ تضرر منها الكثير، ومن ضمن هذه المساوئ الاستغلال السيئ للتكنولوجيا في النصب على الناس وسلب أموالهم بحيل ماكرة. وأصبح كثير من اللصوص خبراء في هذا المجال يسلبون المرء ماله دون أن يتسوروا جدار منزله، أو يدهموه ويأخذوا ما معه بقوة السلاح، بل إنهم يمارسون عملهم هذا وهم قابعون في منازلهم على بعد آلاف الكيلومترات دون أن يبذلوا أي جهد حركي. وبعد أن كانت بدايات هؤلاء المحتالين فردية فقد تطورت وتحولت إلى عصابات دولية كبيرة، ومن أبرز هذه العصابات عصابة 914.
تكونت عصابة 914 في نيجيريا وهي تمارس احتيالها عبر العالم من هناك، وتعتمد هذه العصابة على النصب عبر البريد الإلكتروني بأساليب متعددة متجددة. وصحيح أن هذه العصابة تستهدف جميع دول العالم دون استثناء، لكنها –بالطبع- تضع الدول الغنية في المكان البارز من قائمتها ولذلك تأتي دول الخليج العربي في أعلى هذه القائمة. خصوصا بعد أن قامت الجهات الأمنية في الولايات المتحدة بتضييق الخناق على أنشطة هذه العصابة هناك. يقوم أفراد هذه العصابة بإرسال إيميلات إلى عينات عشوائية في الدول المستهدفة، ويغرون المرسل إليه بمبالغ طائلة وإذا وقع أحد ضحية لهم أطلقوا عليه اسم Mogo أي الغبي. وتتم عملية احتيالهم بطريقة سهلة، حيث يدعي أغلبهم أنهم مديرو أقسام الحوالات الخارجية أو صرف العملات الأجنبية في بنوك دولية في دول إفريقية مثل بوركينا فاسو ويدعون وجود حساب في مصرفهم يحتوي على مبلغ ضخم قد يصل إلى 15 مليون دولار أمريكي أو أكثر، وأن صاحب المال وعائلته قد ماتوا في تحطم طائرة ولا يوجد لهم وريث، ويزودون الرسالة بمقطع تحطم طائرة من تغطية قناة B.b.c الإخبارية كنوع من التأكيد على صحة ادعائهم، ويقول مرسل الرسالة إن الحساب المذكور بقي جامدا لفترة طويلة وإنه احتفظ بهذه المعلومات سرا ولم يخبر بها أحد. وبعد شرحه هذه المسائل يدخل المرسل في صلب الموضوع مؤكدا أنه يستطيع تحويل المبلغ بشكل دفعات إلى حساب الضحية واستثمارها في بلده على أن يكون الربح مناصفة بينهما. ويعلل المحتال محاولة إخراج المال خارج بلده بأن الاستثمار بالعملة الأجنبية غير مسموح به هناك، وفي النهاية يطمئن المرسل إليه بأن العملية لا يوجد فيها أي مخاطر وأنها مضمونه 100 في المائة، كما يطلب منه المحافظة على سرية الموضوع، وبعد الموافقة يطلب من الضحية إرسال رقم حسابه البنكي لكي يحول إليه المبلغ المذكور. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية بإقناع الضحية بأن عملية التحويل جارية، ويزوده بوثائق وأوراق مزورة تحمل أختام حكومة نيجيريا ويدعي أنها صادرة من جهات رسمية. وفي أثناء سير العملية يتم تكثيف المراسلات الإلكترونية ورسائل الفاكس والمكالمات الهاتفية بين الجناة والضحايا من أجل كسب ثقتهم، والغاية من ذلك جمع أكبر قدر ممكن من معلومات خاصة عن الضحية، وكذلك أخذ معلومات أسياسية حول حسابات مصرفية، ووثائق الهوية، وعناوين الأشخاص الذين يمكن الاتصال بهم، وكثيرا ما تستخدم هذه المعلومات لاحقا في ارتكاب المزيد من الجرائم الجنائية باسم الضحية. وبعد سير المعاملات كما يريد المحتالون، يختلقون مشكلة لا يمكن حلها إلا من جهة الضحية، كظهور مسؤول يطالب بدفع رشوة لم تكن متوقعة، أو دفع الضرائب، أو رسوم إلى الحكومة النيجيرية. وهنا يطلبون من الضحية تحويل مبلغ مالي إلى حساباتهم لحل هذه المشكلة، وما إن يقوم المسكين بتحويل المبلغ إلا وتنقطع تلك المراسلات ويختفي أصحابها باحثين عن ضحية جديدة. ومن الأساليب الأخرى التي يستخدمونها إرسال رسائل على لسان امرأة تدعي أنها أرملة ولديها المال الوفير، وأخرى تدعي أنها فتاة في بداية العشرينيات وسترث من أبيها ملبغا قدره بالملايين وأخرى تقول إنها ترغب في سرقة زوجها وتريد المساعدة. ومرسل يدعي أن المرسل إليه فاز بمبلغ ضخم في مسابقة يانصيب، والكل يطلب المساعدة في تحويل المبلغ خارج البلاد وينتهون بالحيلة نفسها. والغريب أن أفراد هذه العصابة لا يملون من إرسال هذه الرسائل على الإيميلات التي لا ترد عليهم بل يستمرون مهما تجاهلهم الشخص. "الاقتصادية" التقت أحد الضحايا السعوديين لهذه العصابة -طلب عدم ذكر اسمه-، وذكر أن إغراءات أولئك المحتالين جعلته يصدقهم ويحول إليهم 2500 ريال لكي يدفعوا بها رسوما للحكومة النيجيرية، وانقطعت مراسلاتهم واتصالاتهم بمجرد تحويل المبلغ. الجدير بالذكر أن موقع الإنتربول الدولي على شبكة الإنترنت قام بالتحذير من هذه العصابة، وشرح بالتفصيل أساليب احتيال هؤلاء وكيف تتم طريقة التعامل معهم.
منقول:-