قبل عام وبالتحديد في يوم الثلاثاء 1427/7/28ه نشرت "الرياض" تحقيقا عن نفوق 50رأساً من الابل في محافظة الحريق، وكالعادة مر الموضوع دون أي تجاوب سريع وفعال من قبل وزارة الزراعة وتجاوزت خسارة المواطن صاحب تلك الابل 1.5مليون ريال، وبعد عام تكرر السيناريو نفسه ولكن ليس في محافظة واحدة بل ظهر في عدة محافظات ومناطق عشرات الابل تموت امام أعين اصحابها ولا يستطيع احدهم فعل شيء، وعليه بالتالي انتظار نتائج الفحوصات المخبرية لوزارة الزراعة للوقوف على سبب هلاك هذه الابل.
"الرياض" تتساءل لماذا امضى عام كامل دون تحقيق تقدم او على الاقل وقف حوادث نفوق عشرات الرؤوس من الابل وكأن الامر لا يمثل شيئاً للجهات المسؤولة عن حماية مثل هذه الثروة الوطنية التي تمثل مصدر رزق لأسر كثيرة في مختلف المناطق؟.
لقد تحدث امس الاول معالي وزير الزراعة د. فهد بالغنيم في مؤتمر صحافي حول المشكلة، ولكن بعد حديثه ظهرت حالات وفيات جديدة في القصيم وأخرى في الليث.
فقد ادى نفوق تسعة من الابل في وقت واحد عند احد الملاك في محافظة الاسياح وتحديدا بعين بن فهيد الى حالة من الهلع لدى ملاك الابل في المحافظة وانتقل الخبر بسرعة الى ملاك آخرين في المنطقة ومصدر خوفهم ان يكون امتدادا للوباء الذي حل في وادي الدواسر والذي لم تحسمه وزارة الزراعة حتى الآن رغم مضي مايقارب الاسبوعين وقال المالك المتضرر زيد العبد المحسن انه فقد تسعة من ابله في وقت متقارب كانت تموت الواحدة بعد الأخرى بعد ان تصاب بحالة خوار ثم ترنح يتبعه سقوط اخير مشيرا الى انه لم يتغير اي شيء من ناحية نوعية الاعلاف المقتصرة على البرسيم الجاف والمكعب فقط وهي الاعلاف المعتادة مما يرجح ان يكون مرضا لا علاقة له بالاعلاف وذكر بانه قد قام بتبليغ وزارة الزراعة متمثلة بفرع الاسياح الذين حضروا وقاموا بسحب عينات للتحليل من الابل النافقة وقاموا برش الابل الباقية وحظيرتها
زيد العبد المحسن ونايف بن صالح الفهيد احد ملاك الابل في الاسياح ناشدوا وزارة الزراعة بسرعة التدخل وحث الجهود للوصول الى معرفة حقيقية للسبب خشية ان يكون امتدادا لوباء الابل بوادي الدواسر الذي لم يحسم حتى اللحظة رغم مضي مدة طويلة واضافوا بان منطقة القصيم والاسياح بالذات تعتبر من اكبر تجمعات ملاك الابل لوجود المراعي الخصبة وانتشار او انتقال المرض يزيد من الخوف بحلول كارثة تلحق بالملاك وبالمنطقة.
كما وصل سيناريو نفوق الإبل الى قرية بيرين بمركز جدم بمحافظة الليث ومازالت بلاغات نفوق الإبل تتوالى على فرع وزارة الزراعة بمحافظة الليث و قد اضطرت البلاغات مديرية الزراعة الى العمل يوم العطلة الأسبوعية الرسمية لمواجهة الأزمة في جميع المناطق والمحافظات التي بها هذا المرض عدا محافظة الليث حسب أقوال أهالي قرية بيرين بمركز جدم .
وأكد كل من الشيخ مساعد سعد الفهمي وعايض ردة الفهمي ومبروك عواض الفهمي ان حالات البلاغات عن نفوق ابل من المواطنين كبير حيث تم تلقي بلاغين من مواطنين شمال محافظة الليث في قرية بيرين الى جانب نفوق أغنام في قرية جمة وعلى طريق سلبه -الليث، والى تاريخ اليوم لم تقم الفرق المختصة بالخروج لتسجيل البلاغات من اجل المعاينة على الطبيعة، الغريب ان الفرق العاملة ميدانيا لم تصل الى قرية بيرين بمركز جدم بالليث بالرغم من توفر فرق بيطرية وفرقتين للمسح والإحصاء تعمل على مدار الساعة .
وقال جميع مسيفر الفهمي احد المتضررين على مستوى قرية بيرين مازالت الجهات المعنية تتجاهل نداءات المواطنين في قرية بيرين التي أطلقوها حيث مازالت الإبل النافقة تجثم في أماكنها التي نفقت فيها والكثير منها بدأ في التحلل وتنبعث منها روائح كريهة. الجهات المختصة لم تحرك ساكناً بالتدخل لتعويضهم عن خسائرهم . كما أبدى العديد من المتضررين استغرابهم من تهاون وزارة الزراعة وعدم جديتها في سرعة استخراج نتائج تحليل العينات مما ترتب عليه تأخير علاج إبلهم المصابة ونفوق الكثير منها.
وأكد عطية حاسن الفهمي ل "الرياض" ان الإبل بدأت في النفوق واحدة تلو الأخرى وتوافد عليهم المواطنون يطلبون النجدة بعدما تقدموا ببلاغاتهم لفرع الزراعة بمحافظة الليث ويأملون بأمر على الفور بتشكيل لجنة مكونة من المحافظة والبلدية وفرع الزراعة من اجل الوقوف على الإبل النافقة في أماكن متفرقة من قرية بيرين بمركز جدم ويتم إجراء فحوصات للإبل الميتة والمصابة لكي يتم أخذ عينات من دم الإبل ومن الكرش وعينات من النخالة القادمة من جدة التي وجه إليها كثيرمن المواطنين الاتهام حيث إن الإبل بعد أكلها أصيبت بالمرض وطلبوا إرسالها لفحصها في مختبرات وزارة الزراعة بجدة من اجل معرفة الأسباب في نفوق الإبل بقرية بيرين بالليث.
ومازال عدد الإبل النافقة حتى الان في ارتفاع مستمر في قرية بيرين.