انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-05-2006, 10:47 AM | #1 | ||
|
بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي بقلم: الإمام العلامة الشيخ /عبدالرحمن عبدالخالق 19/05/2006 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد،، مدخل: عمد د.محمد الغفار في مقالة في 'القبس' عدد 11831 المؤرخ في 12/5/2006 الى عقد مقارنة جائرة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبين ابن عربي قائلا: 'كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيرا، وكنت اتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي اقف امام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية'، وقال عن ابن تيمية انه عالم من العلماء، وان الخلاف حوله أعظم من الخلاف حول ابن عربي. ولما كان تقديم ابن عربي، وهو أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية في كل عصورها، على هذا النحو من رجل يحمل درجة في الشريعة، ومن قبل دعا الناس الى التصوف المعتدل - في زعمه -، وافتخر بأنه يدرس كتاب شرح الحكم العطائية لابن الرندي، ومعلوم ان مؤلف العطائية على خطى ابن عربي. من اجل ذلك كان لا بد لمن حمله الله أمانة العلم والكتاب أن يذبوا عن الدين وان يبينوا الحق للناس، وإلا كانوا مسؤولين امام الله عن السكوت والكتمان، ومن اجل ذلك اقول: كيف يجمع بين ابن تيمية وابن عربي؟! هل يصح ان يجمع بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين ابن عربي، فتجعل هذا عالما وهذا عالما، وكلاهما قد اختلف الناس فيه، وخلاف الناس حول ابن تيمية اشد كما يقول د. عبدالغفار؟! كيف يقرن بين إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلامهم الذي لم يترك بدعة في الدين منذ ظهور البدع وإلى زمانه إلا وبينها، ودحضها ومن ذلك بدع الخوارج، والمرجئة، والقدرية، والزنادقة، والجهمية بكل تفريعاتهم وخلوقهم، والمتصوفة، والمشركين من عبدة القبور والأولياء والاتحادية، وأهل الوجود، وكل ذلك في مجلدات ضخمة، حيث لم يجعل لهم حجة الا ودحضها، ولا شاردة ولا واردة الا وبينها، ولا شبهة الا اجاب عنها، وظل يدافع عمره عن دين الإسلام بالقلم واللسان، والسيف والسنان، ولم يترك دينا من أديان الباطل الا ورد على الصحابة فرد على النصارى، ورد على الفلاسفة والدهرية ومنكرة الصانع، وافتى المسلمين في كل مشارق الارض ومغاربها في نوازلهم واحداثهم وخلافاتهم وأقضياتهم اعظم فتاوى وجدت في الإسلام الى يومنا هذا. وغاية ما نقمه عليه مخالفوه من الفتيا قوله بايقاع طلاق الثلاث واحدة ان كانت في مجلس واحد، وقوله بمنع شد الرحال الى قبور الانبياء والصالحين، وعند التحقيق يتبين ان الحق والصواب معه. فكيف يقرن من عاش عمره يدافع عن دين الإسلام ويذب عنه كل عقائد الباطل، وبين كافر زنديق لم يترك عقيدة من عقائد الكفر إلا وأدخلها الى الإسلام، وألبسها من الآيات والأحاديث ما يروجها على عقول أمثاله من أهل الزندقة والنفاق. فابن عربي جمع كل عقائد المشركين والوثنيين واليهود والنصارى والزنادقة الذين سبقوه، استطاع هذا الخبيث ان يجمع هذا كله ويؤلف بينه، ويلبسه لباس الإسلام فيحمل آيات القرآن، وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في ثعلبية ماكرة، وعبارات ملتوية خبيثة، يعجز عنها كل شياطين الإنس والجن!! فهل يسوي بين ابن تيمية وابن عربي إلا جاهل بحاله، أو من هو على شاكلة ابن عربي. ابن عربي أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية كلها قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم، واليهود، والنصارى، ومن قبلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ونقلوا عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام كالحلاج، وابن الراوندي، وعبدالكريم الجيلي، وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين، وعبدالعزيز الدباغ، وابن المبارك السلجماسي وغيرهم وغيرهم، ولكن احدا من هؤلاء لم يكن كابن عربي قط، ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين، فإن الكفار الاصليين واعظمهم فرعون الذي قال 'أنا ربكم الأعلى' لم يجعل ربا للناس جميعهم الا نفسه، وقال لموسى عليه السلام: 'لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين'، واما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله، يجمع درجات الوجود وحتى الشياطين والنجاسات - تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول هذا الأفاك - ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم الخبيث، فأين كفر فرعون من كفر هذا الخبيث، وكل الذين اشركوا بالله عبدوا معه الها او الهين او ثلاثة او مائة من الاصنام والاوثان والكواكب، واما هذا المجرم فقد جعل كل معبود عبد هو الله لا غير، وان كل من عبد شيئا فلم يعبد الا الله، فأين كفر المشركين من كفر هذا المجرم الخبيث. وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الاسلام اولوا بالتأويل الباطني نصا او اكثر من القرآن، وهذا الخبيث لم يترك آية في كتاب الله ولا حديثا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حملها على عقائد الكفار جميعا وعقيدة وحدة الوجود على الخصوص (انظر امثلة ذلك في ثنايا المقال). ان كل الزنادقة الذين كذبوا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لم يكذبوا كما كذب هذا الافاك الذي ادعى انه يتلقى عن الله من اللوح المحفوظ بغير واسطة. واما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلى عن الله بواسطة وهو جبريل، وانه لذلك افضل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وان محمد خاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه، واما هو فخاتم الاولياء، وجعل خاتم الاولياء يعني نفسه افضل من خاتم الانبياء. والزنادقة الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد افتروا عليه في وضع بعض الاحاديث او تأويل بعض منها، واما هذا المجرم الخبيث فقد ادعى بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سلمه كتاب فصوص الحكم يدا بيد - وهو اعظم كتاب في الكفر والزندقة ظهر في الارض الى يومنا هذا. وعامة الزنادقة الذين مروا في تاريخ الاسلام لاحقتهم اللعنة، وذاقوا حد السيف، ولكن هذا الخبيث بثعلبية ماكرة والتفاف خبيث ومظاهرة مريديه استطاع ان يفلت من القتل على الزندقة، ووجد من المجرمين من يطبل له ويزمر، ويرفعه فوق مصاف الانبياء والمرسلين، فضلا عن جميع علماء المسلمين، ولقد وجدت فيه دوائر الكفر ضالتها المنشودة لهدم الاسلام بل لهدم جميع الاديان، فنشروا تراثه لهدم تراث الاسلام، واعتنوا بكتاباته، ومن اجل ذلك كانت فتنة ابن عربي من اعظم الفتن التي مرت بالمسلمين. ولذلك كانت المقارنة بين شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، وابن عربي هي مقارنة بين الصديق والزنديق، بين امام من ائمة الهدى والصدق والايمان، وامام من ائمة الضلال والكذب والكفر. اقوال اهل العلم في ابن عربي 1- قال العز بن عبدالسلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا' (سير أعلام النبلاء 23/48) وقال ايضا: هو شيخ سوء كذاب، فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب ايضا؟ قال: نعم. تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لأن الانس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة اولاد، فاتفق يوما اني اغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم ارها بعد هذا'. اه. (ميزان الاعتدال 5/105). 2- قال الحافظ ابن حجر: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر. اه. (لسان الميزان 4/318). 3- اما الامام الذهبي فقد قال عن كتاب 'فصوص الحكم': 'ومن اردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر'. اه. (سير اعلام النبلاء 23/48). 4- قال تقي الدين السبكي كما في 'مغني المحتاج' للشربيني 3/:61 'ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الاسلام فضلا عن العلماء'. وقال ابن المقري في روضه ان الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر'. 5- قال القاضي بدر الدين بن جماعة: 'حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الاسلام - يشير الى زعم ابن عربي انه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوبا -، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: انه انسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبه ان اراد بالحق رب العالمين، فقد صرح بالتشبيه وتغالى فيه.. واما انكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء اهل التوحيد. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغو باطل مردود واعدام ذلك، وما شابه هذه الابواب من نسخ هذا الكتاب، من اوضح طرق الصواب، فإنها الفاظ مزوقة، وعبارات عن معان غير محققة، واحداث في الدين ما ليس منه، فحكمه: رده، والاعراض عنه. 'عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي' (ص29-30). 6- قال نور الدين البكري الشافعي: 'واما تصنيف تذكر فيه هذه الاقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن واقبح من ان يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافربقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتكل الألفاظ الا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في امر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على ان في هذه الالفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه'. (مصرع التوصف ص /144) 7 ـ قال ابن خلدون : 'ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي، وانب سبعين، وابن برجان، واتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولنها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على ابعد الوجوه واقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها الى الملة اوعدها في الشريعة، وليس ثناء احد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لان الكتاب والسنة ابلغ فضلا او شهادة من كل احد، واما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائدالمضلة وما يوجد من نسخها في ايدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وامثالها اذهاب اعيانها اذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي اثر الكتاب'. (مصرع التصوف ص/150). 8 ـ قال نجم الدين البالسي الشافعي: 'من صدق هذه المقالة الباطلة او رضيها كان كافرا بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه انكارها': (مصرع التصوف ص/146) 9 ـ قال المفسر ابو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله 'لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح': ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من اقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى الى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم الى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن احلى وابن عربي المقيم في دمشق.اه. 10 ـ قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: 'الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمي انسانا: تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: ان الحق المنزه: هو الخلق المشبه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: انهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله ورد لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيما: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحق ما اخبر الله به من بقائهم في العذاب.. واما من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير ان كان عالما، فان كان ممن لا علم له: فان قال ذلك جهلا: عرف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما امكن.. وانكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب ورد لاجماع المسلمين، وانجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلت الشريعة دلالة ناطقة، ان لابد من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وانكار المعاد'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص: 32،31). 11 ـ قال الحافظ العراقي: 'وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر باجماع العلماء'. (مصرع التصوف ص: 64). 12 ـ قال أبو زرعة بن الحافظ العراقي: 'لا شك في اشتمال 'الفصوص' المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فان صح صدور ذلك عنه، واستمر عليه الى وفاته: فهو كافر مخلف في النار بلا شك'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص60. وممن افتى بكفره من علماء الإسلام ايضا: شهاب الدين التلمساني الحنفي، وابن بلبان السعودي، وابن دقيق العيد، وقطب الدين القسطلاني، وعماد الدين الواسطي، وبرهان الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسر الشافعي ابن النقاش، وابن هشام النحوي وقد كتب على احدى نسخ الفصوص: هذا الذي بضلاله ضلت أوائل مع أواخر من ظن فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافر واياض الشمس العيزري، وابن الخطيب الاندلسي، وشمس الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهان الدين السفاقيني، وابن تيمية، وابن خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاء الدين البخاري الحنفي. الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهله قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني : ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. الى ان قال: واتفق كما سمعته منه مرارا انه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في امر ابن عربي، ادت الى ان نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فمل يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان ان جماعة في مصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعال نتباهل، فقلما تباهل اثنان، فكان احدهما كاذبا إلا واصيب. فأجاب لذلك، وعلمه شيخنا ان يقول: اللهم ان كان ابن عربي على ضلال، فالعني بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا: اللهم ان كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك. وافترقا. قال: وكان المعاند يسكن الروضة (وسط القاهرة)، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له ان يتركهم، وخرج في اول الليل مصمما على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه الى الشختور (قارب)، فلما رجع أحس بشيء مر على رجله، فقال لأصحابه: مر على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئا. وما رجع الى منزله إلا وقد عمي، وما اصبح الا ميتا، وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرف من حضر ان من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة (الجاهر والدرر 3/1001 - 1002) وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب 'العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين' (2 - 198). محمد الغزالي: الفتوحات المكية ينبغي أن تسمي الفتوحات الرومية قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: 'إنني ألفت النظر الى ان المواريث الشائعة بيننا تتضمن امورا هي الكفر بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي ان نسمي الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمح ان يدس بيننا اكثر شرا من هذا اللغو'. يقول ابن عربي في الباب 333 بعد تمهيد طويل: 'ان الأصل الساري في بروز اعيان الممكنات هو التثليث! والاحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الاعداد الاثنان، ولا يكون عن الاثنين شيء اصلا، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكون، فالايجاد عن الثلاثة والثلاثة اول الافراد'.. لم اقرأ في حياتي اقبح من هذا السخف، ولا ريب ان الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي، وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم اوروبا في دار الاسلام ايام الحروب الصليبية الاولى كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس، ولكن ابن عربي يمضي في سخافاته فيقول - عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصور عمله، فيسري التثليث في جميع الامور لوجود في الاصل! ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: ان الله سمى القائل بالتثليث كافرا اي ساتر بيان حقيقة الامر فقال: 'لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة' فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي ان يكشف صورته، ولو بين لقال هذا الذي قلناه! واكتفى الاحمق بذكر الجملة الاولى من الآية، ولم يردفها بالجملة الثانية: 'وما من إله إلا اله واحد' وذلك للتلبيس المقصود! هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمى بالتصوف الاسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام. (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص: 60 - 61). والعجب بعد ذلك ان د. محمد عبدالغفار لما سئل عمن يكفرون ابن عربي قال 'هذا هو التطرف وبذور الارهاب' الانباء 18/3/2006. نماذج من كفر ابن عربي وحدة الوجود اعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الارض اكفر ولا افجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه 'الفصوص'، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة 'الفتوحات المكية' والتي تقع في اربع مجلدات كبار كبار. * بدأها في مقدمته بقوله 'ولما حيرتني هذه الحقيقة انشدت على حكم الطريقة للحقيقة: الرب حق والعبد حق ياليت شعري من المكلف إن قلت عبد فذاك ميت وإن قلت رب أني يكلف فهو يطيع نفسه إذا شاء بخلقه...'الخ. * ثم فرق هذه العقيدة الكفرية في كتابه هذا قائلا: 'وأما عقيدة خاصة الخاصة في الله تعالى... جعلناه مبددا في هذا الكتاب لكون اكثر العقول المحجوبة تقصر...' (الفتوحات/47). * وقال هذا الافاك فيما قال: ان الله لا ينزه عن شيء، لان كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، اي جهل ذاته ونفسه.. قال: 'اعلم ان التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الالهي عين التحديد والتقييد، فالمنزه اما جاهل واما صاحب سوء أدب' (الفصوص: 86). * وقال في وصف نوح عليه السلام: 'ومكروا مكرا كبارا'، لان الدعوة الى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكرا كما دعاهم فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسر،ا فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجها يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله، 'وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه'، أي حكم فالعالم يعمل من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عبد، وان التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود. (الفصوص: 72). * ولما جعل هذا الخبيث قوم نوح الذين عبدوا الأصنام لم يعبدو إلا الله وانهم بذلك موحدون حقا، فلذلك كافأهم الله الذي هم نفسه وذاته بان أغرقهم في بحار العلم في الله. قال: 'مما خطيئاتهم. فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، 'فأدخلوا نارا' في عين الماء 'وإذا البحار سجرت'، 'فلم يجدوا من دون الله أنصارا'، فكان الله عين انصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد' (الفصوص: 73). * وقال أيضا: 'ومن اسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس الا هو' (الفصوص: 76). * وقال: ومن عرف ما قررناه في الاعداد، وان نفيها عين إثباتها، علم ان الحق المنزه هو الخلق المشبه، وان كان قد تميز الخلق من الخالق، فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق، كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة. فانظر ماذا ترى 'قال يا أبت افعل ما تؤمر'، والولد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد 'وخلق منها زوجها': فما نكح سوى نفسه، ا ه (الفصوص: 78). وقال ايضا: 'فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الامور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن ان يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك الا لمسمى الله تعالى خاصة' (الفصوص: 79). وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في اخبارهم عن الله والغيب، بل يكذب ويكابر في المحسوس فإنه بما زعم في وحدة الوجود وانه ليس الا الله، مدعيا انه هو عين المخلوقات، وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان والمؤمن والكافر، والحلال والحرام، ومن عبد الشمس والقمر، ومن كفر بعبادة الشمس والقمر.. بل ادعى كذلك ان الجنة والنار كلاهما للنعيم، وان اهل منعمون كما اهل الجنة، قال: وان دخلوا دار الشقاء فانهم على لذة فيها نعيم مباين نعيم جنان الخلد، فالامر واحد وبينهما عند التجلي تباين يسمى عذبا من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صاين ولا يخجل هذا الافاك من وصف الرب الاله سبحانه وتعالى بكل صفات الذم تصريحا لا اجمال وتلميحا وفحوى، فهو يصف الجماع بل الوقاع نفسه انه دليل هذه الوحدة، فالله عنده هو الطيب والخبيث - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فيقول والعالم على صورة الحق والانسان على الصورتين. وقال: 'ولما احب الرجال المرأة طلب الوصلة اي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية اعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة اجزاءه كلها، ولذلك امر بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فان الحق غيور على عبده ان يعتقد انه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر اليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك. فاذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودا في منفعل، وإذا شاهده في نفسه ـ من حيث ظهور المرأة عنه ـ شاهده في فاعل، واذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة، فشهوده للحق في المرأة اتم واكمل، لانه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا احب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد ابدا، فان الله بالذت غني عن العالمين، واذا كان الامر من هذا الوجه ممتنعا، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء اعظم الشهود واكمله' (الفصوص: 217). ابن تيمية يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيهم: 'حتى يبلغ الأمر بأحدهم الى ان يهوى المردان، ويزعم ان الرب تعالى تجلى في احدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة، وهذه مظاهر الجمال، ويقبل احدهم الأمرد، ويقول: انت الله. ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي ابنه، ويدعي انه الله رب العالمين، او انه خلق السماوات والارض، ويقول احدهم لجليسه: انت خلقت هذا، وانت هو، وامثال ذلك. فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه، وعليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا. ومن قال: ان لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق، وانه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو احد رجلين ـ اما ان يكون من كبار الزنادقة اهل الإلحاد والمحال، واما ان يكون من كبار اهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الامر، فإن اصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله. ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو اشد كفرا وإلحادا من ظاهره، فان مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس' (الفتاوى 2/378379). ويقول ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: 'واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في اقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد اخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الاسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى' (الفتاوى 2/368). وقال ايضا: 'ولا يتصور ان يثني على هؤلاء الا كافر ملحد، أو جاهل ضال' (الفتاوى 2/367). ولما سئل شيخ الاسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: 'ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطنا وظاهرا، وباطنه اقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب اهل الوحدة، واهل الحلول، واهل الاتحاد. وهم يسمون انفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقا، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وامثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي والششتري والتلمساني وامثالهم ممن يقول: ان الوجود واحد، ويقولون: ان وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق احداهما الاخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: ان وجود الاصنام هو وجود الله، وان عباد الاصنام ما عبدوا شيئا الا الله. ويقولون: ان الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم. ويقولون: ان عباد العجل ما عبدوا الا الله، وان موسى انكر على هارون لكون هارون انكر عليهم عبادة العجل، وان موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وان فرعون كان صادقا في قوله: انا (ربكم الاعلى) بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول اعظم محققيهم: ان القرآن كله شرك، لانه فرق بين الرب والعبد، وليس التوحيد الا في كلامنا. فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا، فلم كانت الزوجة حلالا والام حراما؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبين قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم' (الفتاوى 2/364 ـ 365). وقال ابن تيمية ايضا: 'وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بانه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول وينكح وينكح، وانه موصوف بكل عيب ونقص لان ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص، فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الامور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفا وعقلا وشرعا، او مذمومة عرفا وعقلا وشرعا وليس ذلك الا لمسمى الله خاصة' (الفتاوى 2/265). ويعتذر شيخ الاسلام عن الافاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلا: 'ولولا ان اصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الانام، ومشايخ الاسلام، واهل التوحيد والتحقيق. وافضل اهل الطريق، حتى فضلوهم على الانبياء والمرسلين، واكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة الى بيان فساد هذه الاقوال، وايضاح هذا الضلال. ولكن يعلم ان الضلال لا حد له، وان العقول اذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الانسان، فجعل منه من هو افضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالانبياء والاولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد اولي الالباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين' (الفتاوى 2/357 ـ 358)، وقال في وجوب انكار هذه المقالات الكفرية، وفضح اهلها: 'فهذه المقالات وامثالها من اعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وانه باطل، والواجب انكارها، فإن انكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين اولى من انكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لاسيما واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين امر الله بجهادهم بقوله تعالى: 'جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم' والنفاق اذا عظم كان صاحبه شرا من كفار اهل الكتاب، وكان في الدرك الاسفل من النار. وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر ان بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإنما يحمل عليها اذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى، ولهم في ذلك كتب مصنفة، واشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضا. وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك الا جاهل لا يلتفت اليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن احسن الظن بها، وخيف عليه ان يحسن الظن بها او ان يضل، فإن ضررها على المسلمين اعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون انها سموم، واعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة. فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الانسان او ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سببا لرحمته في الاخرة، واما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد في آنية انبياء الله واوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب الفاظ اولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على ان يصير مؤمنا وليا لله، فيصير منافقا عدوا لله' (الفتاوى 2/359). http://www.elmessiri.com/ar وفي الختام نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. ما وراء إحياء أفكار ابن عربي قال الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله 'وفي هذه الايام يوجد تعاون بين قسم الدراسات الاسلامية في السوربون وبين المسؤولين عن العلوم والآداب والفنون عندنا على اخراج كتاب 'الفتوحات المكية' في بضعة وثلاثين سفرا، في نسخ انيقة فاخرة لتيسير تداولها بين الناس ولنشر فكر ابن عربي الذي تحتاج اليه اوروبا في هذه الايام. والسعي لاحياء افكار ابن عربي جزء من تضليل امتنا وتعتيم الرؤية امامها، او هو عرض لدين مائع يسوي بين المتناقضات إذ قلب ابن عربي ـ كما وصف نفسه ـ ديرا لرهبان وبيتا لنيران وكعبة أوثان، إنه تثليث وتوحيد ونفي واثبات، هذا الكلام الغث هو قرة عين الصليبيين وامثالهم وهو ما يراد الآن نشره على اوسع نطاق. ان علماء الازهر في العصر الايوبي انكروا تفكير هذا الرجل وحكموا بكفره واودع السجن ليلقي جزاءه لكن اصدقاءه نجحوا في تهريبه'. (تراثنا الفكري ص: 72/74). وقال الباحث الموسوعي الدكتور عبدالوهاب المسيري: 'العالم الغربي الذي يحارب الاسلام، يشجع الحركات الصوفية ومن اكثر الكتب انتشارا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي واشعار جلال الدين الرومي وقد اوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية'. شبهات المدافعين عنه: والمدافعون عن ابن عربي اما ان يكونوا جاهلين بحاله، او هم على شاكلته. ومما دافعوا به عن قولهم ان كلماته وعباراته جاءت على وجه الشطح والسكر وغلبة الوجد، او انها عبارات دقيقة ومعان عميقة لا يعلمها الا المتخصصون الراسخون في العلم او انها مدسوسة عليه وكل هذه الاقوال من الكذب والتلبيس، اما انها شطح وغلبة سكر، وكتبها في غير صحو ووعي فكذب فإنها كتب مدونة، مقسمة الابواب منسقة الفصول، مسبوكة العبارة، ومن طالعها لم يشك في مكر وخبث مصنفها وقد ملأ كل صفحة فيها بكفره. واما قولهم كتب بلغة لا يفهمها إلا أهلها، فكذب مبين، فإنها مكتوبة شعرا ونثرا بعربية فصيحة بمعاني محددة ومفصلة ظاهرها وباطنها الكفر والزندقة، ولا يخفى معناها إلا على جاهل لا علم له بلغة العرب، وقد علم ما فيها علماء الإسلام ممن قرأوها، وخبروها، وعلموا مراد صاحبها على الحقيقة. ورحم الله نور الدين البكري الشافعي إذ يجيب على هذه الشبهة بقوله: 'وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل ومتبعيهم، أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه' (مصرع التصوف ص: 144). وقال أبو حامد الغزالي: 'فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم'. (احياء علوم الدين ج1 - ص: 37). واما انها مدسوسة عليه فكذب، وقد شهد معاصروه عليه بها، ومازال المدافعون عنه يفخرون بنسبة الفتوحات والفصوص إليه ويمتدحونه بها. وقد ذكر الشيخ الأديب علي الطنطاوي - رحمه الله - حادثة طريفة في معرض رده على من أنكروا عليه بأنه يقول بكفر الكلام الموجود في كتب ابن عربي ما نصه: 'أما قوله في انني لا اعرف شيئا عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود فأخبره ولا فخر في ذلك ان الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمخطوطة الآن في قونيا هو: جدنا الذي قدم من طنطا الى دمشق سنة 1250 ه فإن كان أخطأ فإني اسأل له المغفرة وانني قابلت مع عمي الشيخ عبدالقادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الاصل المنقول صفحة صفحة، وانا استغفر الله على ما انفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات'. منقول من كتاب فتاوى علي الطنطاوي. أسلوب ابن عربي في كتاباته وبنى ابن عربي كتاباته كلها على الثعلبية والمكر والخداع وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه تحريفا معنويا للقرآن الكريم والحديث الشريف، والكذب وادعاء العلم الإلهي، والرؤى، والاطلاع على مال لم يطلع عليه احد من الخلق سواه، مع ادعائه بالعلم والدين والتقوى والصدق، وقد لا يوجد على البسيطة كلها من هو اكذب منه. ووالله اني عندما اقرأ كتابه وأقارن بين ما قاله ابليس في اول مرة عندما امتنع عن السجود لآدم، واستكبر وأبى فلعنه الله الى يوم القيامة 'وان عليك لعنتي الى يوم يبعثون' وبين هذا الكذاب الافاك الذي قال عن الله وفي الله ما لم تقله اليهود والنصارى ولا مشركو العرب والعجم، فأرى ان ابليس في وقت لعن الله له، كان اخف ذنبا وجرما، وان كان قد اصبح بعد ذلك هو محرك الشرك كله وباعثه، وابن عربي وامثاله وان كانوا غرسا من غراس ابليس اللعين فانهم قد فاقوا بكفرهم وعنادهم وعتوهم وقولهم العظيم على الله ما لم يقله ابليس، فان ابليس كان يفرق بين الخالق والمخلوق، وبين الرب الإله القوي القاهر، وبين المخلوق الضعيف الفقير المحتاج الى إلهه ومولاه، واما ابن عربي هذا ومن على شاكلته فقد جعلوا ابليس وجبريل والانبياء والكفار والاشقياء، وكل هذه المخلوقات هي عين الخالق وانه ليس في الوجود غيره، يخلق بنفسه لنفسه، وانه ليس معه غيره، وان الكفر والايمان والحلال والحرام، والاخت والاجنبية، واتيان النساء، واتيان الذكور شيء واحد، وكل هذا عين الرب وحقيقته وافعاله ـ فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ ونستغفره سبحانه وتعالى من ذكر اقوالهم ونقل كفرهم، ولكننا نفعل ذلك لان هؤلاء المجرمين هم عند كثير من الحمقى المغفلين، والزنادقة المخادعين هم عندهم اولياء الله الصالحين. وقد قام علماءالمسلمين الصادقين في كل وقت يردون افك هؤلاء المجرمين.
|
||
|
21-05-2006, 12:12 PM | #2 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
وهذا مقال الدكتور محمد بن عبد الغفار الشريف:
|
||
|
22-05-2006, 11:15 AM | #3 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
مشكور اخوي ابو عبدالرحمن
|
||
|
03-06-2006, 09:38 AM | #4 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
[align=center]
[size=5][frame="1 80"]
[align=center][color=#CC3300][size=5][ft=Arial]
أخي الحبيب الغالي
رعـــــــــــــــــــــــــــاد
أشكرك على مرورك ومتابعتك للمواضيع
[/color][/align]
[/frame][/size] [/align] [/size][/font]
|
||
|
04-06-2006, 12:08 AM | #5 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
أبو عبدالرحمن بيض الله وجهك
|
||
|
04-06-2006, 10:36 AM | #6 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
أخي وابن عمي
|
||
|
04-06-2006, 11:13 AM | #7 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
اثابك الله ابوعبد الرحمن على المجهود الذي تقوم به لخدمة دينك ومنتداك كمانشكر ابوعبيد على نقله الموضوع للأطلاع وندعوالله ان يكفينا امثال ابن العربي في هذا الزمان وهم كثر وندعو الله ايضا ان يضهر لهذا الدين من ينصره
|
||
|
04-06-2006, 03:03 PM | #8 | ||
|
رد: بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي(رد على د.عبدالغفار الشريف)
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بيان آل البيت النبوي من أهل الحرمين الشريفين في ( تعظيم و إجلال الأزاوج و الأصحاب ) | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 6 | 07-02-2011 12:05 PM |
كل شيئ عن الرافضة ( كوكتيل ) | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 14 | 07-02-2011 12:02 PM |
شيخ الإسلام إبن تيمية يقول لك من هم الرافضة | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 12 | 07-01-2011 12:29 AM |
اليوم العالمي لحرق القرآن الكريم | المبشر | :: القسم الإسلامـــي :: | 9 | 24-08-2010 05:24 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||