18-03-2009, 10:41 PM | #1 | ||
|
باغي الجنة احذر حقوق العباد
باغي الجنة احذر حقوق العباد
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله, أما بعد: إخواني وأحبتي: إن من أراد الجنة أقدم على طريقها, وعمل لها, وفر من سبيل غيرها, ومما يقف حاجزاً بينه وبينها؛ ومن هذه الحواجز التي يستهين بها البعض «حقوق العباد» سواء أكانت حقوقاً مالية أو فعلية, وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أَبو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ؛ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا, وَقَذَفَ هَذَا, وَأَكَلَ مَالَ هَذَا, وَسَفَكَ دَمَ هَذَا, وَضَرَبَ هَذَا, فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ, وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ, فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» «أخرجه مسلم: 2581» فهذه الحقوق لا تسقط بطاعة ولا استغفار, وإنما هي متوقفة على التحلل منها؛ فإن الشهيد مع ما وصل إلية من منزله يبقى الدَّين حاجزاً؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ» «أخرجه مسلم: 1886» فذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – للدين إشارة إلى حقوق العباد, وأنها متوقفة على التحلل . قال شيخ الإسلام: لم يقل أحد: إن الله لا يغفر له, فإن الله يغفر الذنوب جميعاً بالتوبة, ويغفر غير الشرك لمن يشاء, والمسلمون متفقون على أن من وقف بعرفة لم يسقط عنه ما وجب عليه من صلاة وزكاة وكذلك حقوق العباد من المسلمين بل لم يثبت عنه سقوط شيء من المظالم بالوقوف بعرفة» (مختصر الفتاوى المصرية: 1/317). فعلينا أحبتي أن نستعين بالله للخلاص من أي حق متعلق بالعباد ومن كان له عند أخيه حق واستطاع أن يفرج عنه بتركه إياه فليفعل وليكن لنا في سلفنا الصالح أسوة وقد وُرِي أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ – رضي الله عنه - كان له على رَجُلٍ دَيْنٌ وكان يَأْتِيِهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَخْتَبِئُ منه, فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَخَرَجَ صبي فَسَأَلَهُ عنه, فقال: نعم هو في الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً, فَنَادَاهُ: يا فُلاَنُ اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ ههنا, فَخَرَجَ إليه فقال: ما يُغَيِّبُكَ عني؟ قال: إني مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عندي, قال: آللَّهِ! إِنَّكَ مُعْسِرٌ؟ قال: نعم, فَبَكَى أبو قَتَادَةَ, ثُمَّ قال: سَمِعت رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من نَفَّسَ عن غَرِيمِهِ, أو مَحَا عنه كان في ظِلِّ الْعَرْشِ يوم الْقِيَامَةِ» «رواه الإمام أحمد في المسند: 22676». التوبة من حقوق العباد: لا تتحقق التوبة مما يخص العباد إلا بأدائها والاستحلال منها, والإنابة إلى الله والندم على ذلك الفعل مع العزم على عدم العودة. وأعيدها إخوتي على نفسي وعليكم, فآلله الله تخلصوا إخوتي من حقوق العباد وأوفوها, ولا تغرنكم الدنيا بمظاهرها ومفاتنها, ويطولَ عليكم الأمد فتتساهلوا في مظالم العباد وتنسوا أنها معلقة بالتحلل منها قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا شفاعةٌ, واللهَ أسأل أن يتقبلَ منا, ويتوبَ علينا ويغفرَ لنا, وينعمَ علينا, ويقينا المظالم إنه ولي ذلك والقادر عليه . منقول من موقع الشيخ صالح السدلان حفظه الله
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||