مصرع كردي في مظاهرات بشمال سوريا
وصول الجنود الأتراك الثمانية إلى تركيأربيل (العراق) - أ ف ب
ذكرت محطة "سي ان ان-ترك" التلفزيونية أن طائرة عسكرية تقل الجنود الثمانية الأتراك الذين أفرج عنهم المتمردون الأكراد صباح الأحد 4-11-2007 في شمال
العراق، هبطت في ديار بكر, ابرز مدن جنوب شرق تركيا.
وكان مسؤول بارز في حزب العمال الكردستاني الانفصالي قد أكد الإفراج عن الجنود الأتراك الثمانية بعد توسط حكومة كردستان العراق. فيما لقي كردي مصرعه في مظاهرات بشمال سوريا تأييدا لكردستان العراق في مواجهة التهديدات التركية.
وأكد عبد الرحمن جادرجي مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال الكردستاني أن " إطلاق سراح الجنود الأتراك الأسرى جاء نتيجة توسط حكومة كردستان ، واحمد ترك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي في تركيا".
وأضاف "لقد أطلقنا سراحهم، وسلمتهم شخصيا إلى عثمان حاجي وزير الداخلية في إقليم كردستان، وكريم سنجاري وزير شؤون الداخلية في الإقليم أيضا".
وكانت وكالة أنباء فرات القريبة من حزب العمال الكردستاني قد أكدت السبت أن الجنود الأتراك سيطلق سراحهم الأحد، وهو ما تحقق بالفعل.
وتأتي الخطوة عقب انتهاء مؤتمر دول جوار العراق في اسطنبول السبت، والذي طالب في بيانه الختامي بمنع "استخدام أرض العراق قاعدة للإرهاب ضد دول الجوار".
وأوضح البيان الصادر في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار والقوى الكبرى ان المؤتمر "يندد بجميع أعمال الإرهاب بكافة أشكالها في العراق ويطالب بوقفها على الفور ويدعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب".
وشدد البيان الختامي على "دعم الجهود المشاركة للعراق والدول المجاورة لمنع نقل الإرهابيين والسلاح من العراق وإليه، وتعزيز التعاون بين العراق والدول المجاورة للسيطرة على الحدود المشتركة ومنع جميع أنواع التهريب".
وقد احتجز الجنود الأتراك الثمانية في هجوم دام وقع في 21 أكتوبر بجنوب شرق البلاد.
مصرع كردي في مظاهرات احتجاج بسوريا
وفي تطور آخر، قال شهود ونشطاء أكراد الأحد إن قوات الأمن السورية قتلت شابا كرديا وأصابت أربعة آخرين بجروح في شمال سوريا أثناء فض احتجاج ضد احتمال توغل تركيا في كردستان العراقية.
وذكر الشهود أن الضحية "عيسى خليل" ( 24 عاما ) كان ضمن مجموعة مؤلفة من 200 كردي تجمعوا في مدينة "القامشلي" يوم الجمعة تأييدا لأشقائهم عبر الحدود في العراق.
وخرج آلاف الأكراد لتشييع جنازة خليل في "القامشلي" أمس السبت، فيما طوقت قوات الأمن موكب الجنازة ولكنها لم تتدخل.
وشهدت هذه المدينة أعمال شغب ضد الحكومة السورية في عام 2004، امتدت إلى مناطق كردية في شتى أنحاء البلاد. وسقط في تلك المواجهات 30 قتيلا.
وحول واقعة مصرع الضحية الكردي الجمعة، قال الناشط الكردي ماشال جامو إن الشرطة أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة.
وأضاف جامو، وهو مسؤول في حركة المستقبل الكردية، التي تؤيد الديمقراطية والمساواة في الحقوق للأقلية الكردية البالغ عددها مليون شخص في سوريا، أن سوريا تريد أن تبعث برسالة دعم لتركيا. ولكن عداءها للوجود الكردي في المنطقة يخاطر بتكرار غضب 2004 على نطاق أوسع.
وإلى ذلك، أفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن الشرطة في مدينة حلب الشمالية منعت مظاهرة مناهضة لتركيا في الأسبوع الماضي، ولكن لم تقع إصابات .
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد أعرب عن دعمه لسياسة تركيا تجاه حزب العمال الكردستاني خلال زيارة لانقرة الشهر الماضي، رغم تصريح وزير الإعلام السوري محسن بلال في وقت لاحق أن الأسد لا يؤيد شن تركيا هجوما على العراق.
وتحسنت العلاقات بين انقرة ودمشق بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع تزايد القوة الكردية في العراق.
ولكن لم يلق موقف سوريا الإيجابي تجاه تركيا استحسانا لدى الأقلية الكردية السورية التي تضم آلافا من الأكراد المحرومين من حقوقهم بلا جوازات سفر أو وثائق رسمية لامتلاك عقارات أو الاستفادة من الخدمات الحكومية.
وتحت ضغط تركي شنت سوريا حملة على حزب العمال الكردستاني. وأصدرت محكمة أمن احكاما بالسجن لفترات طويلة على العديد من اعضاء حزب العمال الكردستاني العام الماضي، في محاكمات انتقدتها جماعات حقوق الإنسان بوصفها غير قانونية.
وحظرت سوريا حزب العمال الكردستاني بعد مواجهة مع تركيا في عام 1998 إزاء أنشطته المعادية لأنقرة.
وكاد صدام مسلح أن يقع بين البلدين قبل أن تلبي دمشق طلب تركيا بطرد عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، والذي اعتقلته فيما بعد تركيا وسجنته.