السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب ) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـتـاريـخـيـــة .::: > :: قسم تاريـخ قــبـيـلة الــدواسـر ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2007, 09:34 AM   #1
 
إحصائية العضو







dosr غير متصل

dosr is on a distinguished road


افتراضي السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب )

- المذنب تاريخياً :
تعد مدينة المذنب بوابة القصيم الجنوبية ، الفاصلة بين منطقة القصيم وأقليم السر يحدها من الشرق رمال صعافيق ومن الغرب كثبان الشقيقة ، وكان عمران هذه المدينة في منتصف القرن السادس الهجري ولا تزال بعض آثار هذه العمارة باقية حتى الآن كالحجارة المبنية على ضفاف الأودية التي تمر بها السيول القادمة من الخرماء وخريمان ( قاع قمراء ) وهما نسر ومضيفير والودي قال ياقوت أما مذانب الروضة والواحد (مذنب) فكهيئة الجدول يسيل على الروضة ماءها إلي غيرها فيتفرق ماءها فيها والتي يسيل الماء عليها أيضاً مذانب الروضة سوا ، وقد ورد في شعر لبيد بن ربيعة العامري وذكر المذنب كما ينطق به الآن بدون تغيير :

طَرِبَ الفؤاد وليته لم يَطْـرب وعناه ذكـر خلَّةٍ لم تُصْقب
سفهاً ولو أني أطيع عواذلـي فيما يُشيرنَ به بسفح المذْنَب
لَزجْرتُ قلباً لا يريع لزاجـرٍ إنَّ الغَـويَ إذا غـوى لم يُعتب
قال الحفصي : المذنب قرية لبني عامر باليمامة ، وقال الشيخ محمد العبودي لعله يريد بسفح المذنب سفح الجبل المعروف بخرطم وهو يقع إلى الشرق من مدينة المذنب مرتفعاً نوعا مافي تلك الناحية ، أما قوله أنها قرية لبني عامر فلا شك أن الذي حمل على ذلك كونها وردت في شعر لبيد رضي الله عنه وهو عامري ، ولكن هذا لا يدل على أنها في بلاد قومه بني عامر إذا كثيراً ما يذكر الشعراء أماكن ليست في بلاد قومهم ويدل على أن المنطقة التي قرب المذنب كان بعض القدامى يعدها من اليمامة ، أن ياقوت نقل عن أبي السنداء قوله سلى وساجر روضتان باليمامة لبني عكل وهو يريد بذلك ساجر السر الذي لا يزال معروفاً قال شقيق بن جزاء الباهلي رحمه الله :
أقـر العين ما لاقــوا بسلّى وروضة سـاجر ذات العـرار
وقال عمارة بن جرير -رحمه الله- :
ولا يحـل الســـر مـادام مـنهم شريد ولا الخثماء ذات المخارم
ولا ساجر أن يطرحو القوس والعصى ولا عدلهم أو موطؤ بالمناسـم

فلا ينكر أن عد بعضهم المذنب من اليمامة وربما كان ذلك لأن خراجها كان إلى اليمامة في وقت الحفصي وقال ياقوت : أن أصل المذنب هو مسيل الماء بحضيض من الأرض بين تلعتين .كما ورد في تاج العروس أن المذنب هو مسيل الماء في الحضيض ليس بخد واسع ، وقال مؤلفه, الذنائب مسيل ما بين كل تلعتين على التشبيه بذلك ومن المجاز ركب الماء ذنبه الوادي والنهر وفي بعض النسخ آخره وفي التكملة هو الموضع الذي ينتهي إليه سيله ، وقال أبو عبيد الذنابة بالضم ذنب الوادي وغيره آذناب مآخيرها ، وكان ذلك على ذنب الدهر أي في أطرة وجمع ذنابة الوادي ذنائب .
والمذنب مسيل ما بين التلعتين ويقال المسيل ما بين التلعتين ذنب وفي حديث حذيفة حتى يركبها الله بالملائكة وليمنع ذنب تلعة أو هو مسيل الماء الى الارض والمذنب مسيل في الحضيض ليس بخد واسع وأذناب الأودية ومذانبها أسافلها وفي الصحاح المذنب مسيل ما في الحضيض والتعلة في السند والمذنب الجدول وقال أبو حنيفة كهيئة الجدول يسيل عن الروضة بمائها غيرها فتفرق ماؤها فيها والتي يسيل عليها الماء مذنب أيضاً ، ويوجد بالمذنب ثلاث رياض واسعة يفيض ماءها على بعضها على هيئة مذانب وكل واحد منها ينتهي إلى أذناب الأودية وهي روضة المصية وروضة السفالة وروضة العمر ، يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي عن روضة العمر والتي ينتهي إليها ماء الروضتين السابقتين ( وإذا أطلق أهل المذنب كلمة الروضة فإن ذلك لا ينصرف إلا إليها والظاهر أنها التي بسببها حمل المذنب تسميته تلك إذ المذنب في اللغة هو مسيل الماء إلى الروضة ومنها إلى روضة العمر هذه تتجه جميع السيول التي تمر بمدينة المذنب أو بالقرب منها).
وقد ورد ذكر المذنب كما ينطق بدون تغيير كما ورد ذكره بلفظ التثنية وبلفظ الجمع ، وقد ورد ذكره بالإفراد في شعر بشر الأسدي :
فـأبلغ بـني سـعد ولـن يتقبلوا رسولــي ولكنَّ الحزازة تُنصب
حَلَفْتُ بـرب الداميات نُحُـورها وما ضمَّ أجواز الجـواء ومذنب

وقد ورد ذكره بلفظ التثنية بشعر الطويق بن عاصم النميري :
عرفت لُحـبَّي بين مُنْعرَج اللَّوى وأسفل ذات البان مبدى ومحضـرا
إلى حيث فاض المذنبان وواجها من الرمل ذي الأرطى قواعد عُقرا

فالمذنب مسيل الماء إلى الروضة ، والمذنب يمر به سيول أودية معروفة وهي التي سبق ذكرها ، ومنعرج اللوى منعطف الرمل ويوجد شرق المذنب برقة كأنها كثيب من الرمل منعرج غني بالأشجار ، وقد ورد ذكر منعرج اللوى مقروناً بذكر المذنب بلفظ الجمع :
خَلِيلَيَّ عُوجا مِـنْ بُطُونِ الركائب على طَلَل بيـن اللَّـوى والمذَانِـبِ

كما ورد ذكر مواقع من المذنب بأشعار عديدة منها لوذن الواقع شمال المدينة وهو ماء قديم في بلاد( بني أسد) يقول الشاعر:
أمن أجل دار بين لوذان فالنقا غداة النوى عيناك تبـتدراني
فيا طلحتي لوذان لازال فيكما لمن يبتغي فيـيكمـا فنـناني
وإن كُنتما هيجتما لاعج الهوا ودانيتمـا ماليـس بالمتدانـي
وقال تميم العامري :
وطبـّق لوذان القبائل بعد مــا سقى الجذع من لوذان صفواً وأكرر
ولوذان من الأماكن التي لاتزال تحتفظ بأسمائها القديمة من قبل بزوغ الإسلام ، وقد دخل على بعض الأسماء تغييراً طفيفاً كالتأنيث أو التذكير فقد وردت السلهمية بصيغة التأنيث في شعر النمير قوله :
ومنها بأعْرَاضِ المحاضِــرِ دمْنَهُ ومنهـا بوادي المسلهمة منزل
كما ورد بالتذكير موقع شرق المنطقة وهو من الموارد القديمة وتسمى أم دباب ، يقول الراعي النميري :
كأن هنــداً ثنايـاها وبهجتها لمــا التقينـا على دحال دباب

ومن الممكن القول إن من الأسباب التي أدت إلى قلة ما ورد من ذكر المنطقة في الأشعار القديمة والنصوص التاريخية بعد ظهور الإسلام هو بعدها عن الطرق التى كان يسلكها حجاج اليمامة والعراق إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقد كان لهذه الطرق آثر في أسبقية عمران بعض الأجزاء التي كانت تمر بها منذ القرن الهجري الأول كالأسياح وعيون الجواء والقريتين شرق عنيزة حيث أن مدينة عنيزة ابتدأ عمرانها كما هو معروف في القرن السابع الهجري ، كما كانت هذه الطرق سبباً في كثرة ما ورد من ذكر لأجزاء أخري في القصيم وغيره على الرغم من عدم شهرتها في الوقت الراهن.
وكثيراً هي قصائد شعراء القبائل العربية التي ورد فيها ذكر لبعض الأماكن بالمنطقة وماحولها من البلدان العامرة والدراسة فأثار هؤلاء الشعراء ما زالت خالدة تفيض بالحياة وتجد بها الحكمة والأمثال والغزل البرئ كما أنها لا تخلو من رسم المعالم والطرق والأودية والرمال والموارد والجبال ، وقد جُمع مادوّن عن قبائل هؤلاء الشعراء وعن مآثرهم وايامهم ومراعيهم ومياههم وخصوصاً قبيلة بني أسد التي امتد نفوذها من أراضي الجبلين حتي الأرض الشرقية من هذه المنطقة ، كذلك قبيلة بني مازن الذين كانوا مستوطنين على أرض هذه المنطقة بعد أن احتلوا موارد بني أسد وتقدموا إلى نفود الشقيقة وقد ظل الوضع بينهم وبين بني أسد مضطرباً حتى استقرار الإسلام في الجزيرة العربية
وتوجه كثيراً من رجالهم لخدمة الإسلام ، كما أنني بحثت بقصائد شعراء قبيلة بني هلال التي تعتبر أشهر قبيلة سكنت على أرض هذه المنطقة بعد بزوغ الإسلام وقد سكن المنطقة بعض فروع هذه القبيلة على فترات متفاوتة لكثرة النزاعات بين زعمائها وأكثر هذه الفروع لم يرد بقصائد شعرائها ذكر للمنطقة ، وربما يكون وردت بالأبيات المفقودة من القصيدة التي منها :
وليل بشقراء فاهقين أوشيقر يباغ الصبايـا حليهـن بـزاد
ولـيل بطئ مشملـين النية نبغي ديــاراً بالمساس امراد

وقد ورد ذكر بعض الاماكن بالمنطقة في بعض المقطوعات المتفرقة من أشعارهم التي يظهر بها الحنين الي الديار التي أصابها الجدب ورحلوا عنها وجري لهم أحداث لها جذور تاريخية ومن آثارهم الباقية بالمنطقة آبار المياه كسراء ونفجه والكليبية والوزيرية وبرزة والحفيرة وأكثر هذه الآبار تقع بالسفالة شرق المنطقة يقول شاعرهم :
تارد على بيرٍ به الفين وارد عليها الخشوم النايفات شهود
غربيها يرتع به الريم والمها وشـرقيها ضلعٍ وراه نفـود

ويقصد بالضلع خرطم الذي يشرف على السفالة من الشرق وقال فيها أيضاً :
دار جفت ريضانها شـرد المها ومن المحل مات الغضاء بالنفايد
غارت ماوردها عسى الله يعلها من المزون المرزمات الـرعايد
وقوله :
لي ديرة بين الصريف وخرطم يجي الحول ماتقضي كنايس جرينها
وقال آخر وقد قرن الصريف بخرطم :
تري مدفنة بالرمث بالدمث بالغضا حوالي قويرات الصريف انصاب

وقول أحدهم محدداً موقع كنز في (العدان) جنوب المذنب :
عن مسجد الدغيماء أمام المصلي من المال مايغني جميع القبايل

ومن أشهر الآبار الهلالية بئر الكليبية الواقع بالسفالة وهي أكبر الآبار الموجودة ، وقد سميت بهذا الاسـم نسبة إلى كليب الهلالي الذي قـال فيه جساس :
خـذاك الله خـذني عـن كليب أمير فـي مكانه ولـد أميـرا
فرد عليه المهلهل :
خـذاك الله مـا تسـوى كليب ولا تسـوى خنصره الصغيرا

وكان مهلهل قد لحق بجساس للأخذ بثأر كليب ودارت بينهم حروب حول هضاب واردات شمال سميرا بحائل ، يقول مهلهل :
ولـو ينباح القبر عـن كليـب ويشرف الطرد فـي وادي سميرا
بـأيمن غسل شمالـي واردات بوادي الـدوح تسمع له زحيـرا

وهو يشبه قول مهلهل التغلبي وهي على نفس القافية :
فلـو كُشِفَ المقابـرُ عـن كليبٍ سيعلم بالذنـائب أيـا زيـــرا

وقد خلط الرواه بين الاحداث التي وقعت في زمن الهلاليين كليب وجساس ومهلهل وأحداث كليب ومهلهل التغلبيين التي وقعت في الجاهلية ولشهرة التغلبيين سمو عليهم الهلاليين ، وهذه عادة مألوفة عند العرب ، وقد كان السبب لخلط الأحداث التشابه بالأسماء والقصائد والمواقع التي جرت حروبهم على أرضها وهي واردات فحرب بني هلال نشأت على أرض المذنب وانتهت بواردات سميرا اما التغلبيين ، كما هو معروف تاريخيا فقد ابتدأت بعد طعن جساس لكليب في اراض شبيث , فلهم معارك عديدة بالجاهليه , ومن ايام العرب يوم الذنائب.
و(واردات) جنوب غرب المذنب يقول مهلهل التغلبي :
تركنا جيا يوم ارجف جمعه صريعا بأعلى واردات مجندلا

وبعد حرب البسوس بمائتين سنه تقريبا حدثت وقعه بواردات بين بني كلاب وبين بني نمير الذين هزموا فيها , يقول ناهض الكلابي :
فاشعـل حين حـل بواردات وثــار لوقعــه ثـم انصباب

مراحل النهضة العمرانية

ذكر المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى أن قبيلة باهلة كانت تسكن المذنب في القرون الوسطى وهذا يؤكد ما ذكره الشيخ محمد العبودي ، وهو أن عمران المذنب كان بالقرن السادس مستنداً بذلك على بعض الأثار العمرانية القديمة الباقية في عدد من المواضع ، وتعتبر هذه الآثار من بقايا الحضارة الباهلية .
ومن المعروف ان قبيلة باهلة من القبائل التي شاركت في الفتوحات الإسلامية مع قبيلة بني تميم وبكر بن وائل الأزد ، وقد عادت قواتها المحاربة إلى نجد بعكس القبائل الأخرى التي رابطت في تلك البلاد ، وقبيلة باهلة من القبائل العربية التي شيدت الحضارات في بلاد فارس ، فلا يستغرب أن تكون قد عمرت جزءاً من نجد .
ذكر المؤرخ ابن عيسى أن أحد بطون قبيلة باهله استوطن مدينة المذنب في القرون الوسطى وبهذا تكون هذه القبيلة أول من شيد كياناً حضارياً على أرض هذه المنطقة في تلك الفترة التي تعتبر غامضة تماماً إلا من الومضات الضئيلة التي لا تعطي الدلالة المطلوبة ولا تمكننا من معرفة جوانب حياتها والاحداث المتعلقة بها رغم أنها ظلت محافظة على مركزها طيلة تلك القرون ، ولايوجد في كُتب المؤرخين شيئاً من أخبارها وآثارها ولا عن أمرائهاولا شعرائها ولكن بالتأكيد أن لها تاريخاً مجيداً حالها كحال القبائل التي استوطنت نجد.

ومن الأخبار التي تتناقل بالرواية الشفهية لدى كبار السن من أهل المذنب، ما رواه الأمير مساعد بن أحمد السديري عن قصة الحادثة التي وقعت بين السديري والبواهل أمراء المذنب السابقين ومفادها أنه حصل خلاف بين الطرفين جعل سليمان بن حسين السديري يفتك بعدد من أعيان البواهل في كمين أعده لهم وهم في الطريق لمحاربته ، وأنه بعد ما تمكن من هزيمتهم أرسل سرية قامت بضرب الحصار على قصر باهله، وكان الباقون قد تحصنوا فيه، ولما طال الحصار سعى الأمير عبد الله الخريدلي بينهم بالصلح ووفق في ذلك .
كان وجود قبيلة الفضول على أرض هذه المنطقة قد أضفى عليها الهيبة فلم يجرؤا أحد على أن يطأ أرضها محارباً ، وقد ورثت عشيرة الغزي أملاك القبيلة بعد رحيلها ، وهذ العشيرة هي الوحيدة التي تخلفت عن القبيلة الأم عند نزوحها للعراق وقد باع شيوخها أملاكهم على معجل الناصري وأخيه شامخ .
وبعد رحيل عشيرة الغزي .وقعت خلافات شديدة بين امراء عشيرة باهلة وبين السديري أدت هذه الخلافات إلى معارك عدة انتهت بحصار السديري لهم . لقد كانت أرض هذه المنطقة عامرة برجال هذه العشيرة يزرعون أرضها ويبعلون قيعانها ويعملون لخدمتها حتى باعوا أملاكهم على الخريدل ، ثم انتقلت الإمارة إلى ابنه إبراهيم الذي اتسعى العمران في عهده ، وأصبحت المذنب قرية اكتملت بها مقومات الحضارة وعمل سكانها على تأمين المعيشة لهم ولأولاهم على فلاحة الأرض وزراعتها .
وكان هذا التحول بداية النهضة العمرانية الحقيقية والتي بدأت تتوسع في القرن الحادي عشر ، أما المُلك الذي اشتراه الخريدل فيعتبر نصف المذنب ويتوسطه عدة مزارع للنخيل والذرة تحيط بقصر باهله الكبير ، وهذا القصر يلتف حوله عدة منازل شيدت على ضفاف الوادي .
ذكر المؤرخ إبراهيم بن عيسى (أن خريدل قدم من الفرعة واستوطن المذنب في القرن العاشر في الوقت الذي كان فيه السديري محاصراً للبواهل، فاشترى أملاكهم ) .أوتوضيحاً لأمورًا مهمة حول هذا الموضوع وهو أن خريدل لم يستوطن المذنب إلا بعد ما أرسل أخيه معجل في طلبه، وكان معجل قد غرس حوطته المعروفة في المذنب وقد وهبه نصفها، وكان ذلك في عام 1139هـ كما ذكر المؤرخ ابن يوسف ، وقد اطلع على تاريخه بخط الشيخ عثمان المنصور الناصري من ضمن مجموعته التاريخية ولم يبدء عليه أي ملحوظات علماً بأن الشيخ عثمان حفيد الأمير منصور بن حمد أمير الفرعة خلال الصراعات التي حدثت بين أهل الفرعة وبين أهل أو شيقر ، وقد رصد المؤرخ ابن يوسف الصراعات حسب تسلسل الأحداث من عام 1126هـ حتى عام 1149هـ وكان معجل أخو خريدل قد استوطن المذنب قبل تلك الصراعات بفترة طويلة لسببين .
السبب الأول أنه أدرك قبيلة الغزي واشترى نصيبها كما هو مثبت في أملاكه .
السبب الثاني هو أن ابن يوسف ذكر في تاريخه في أحداث عام 1135هـ أن إبراهيم بن حسين رحل بأولاده مع ابن عمه خريدل لديرتهم المذنب وقوله ديرتهم المذنب دليل واضح أنهم قد استوطنوها قبل هذا التاريخ الذي رصد فيه هذا الخبر.
ومن الدلائل على أن النواصر استوطنوا المذنب قبل نشوب تلك الأحداث هو وجود عدد من أعيان النواصر بالمذنب قبل فترة من تلك الصراعات ومنهم الشيخ عبد الله بن عضيب الذي قدم المذنب وحفر بئر القفيفة وبنى بها مسجداً ومنزلاًَ وأصبح يدرّس طلبة العلم حتى عام 1111هـ ، كذلك خبر مقتل أخيه عيبان بن عضيب بالمذنب سنة 1121هـ أضف إلى ذلك الوثائق التي كتبها الشيخ عبد الله بن عبيد لأملاك بعض أسر النواصر سنة 1108هـ .
وقد رصد المؤرخ بن يوسف تلك الصراعات التي كان لخريدل دوراً كبيراَ فيها وله مواقف منها مجابهته لآل مشرف عام 1139هـ ، وقد استطاع إخراجهم من الفرعة رغم كثرتهم وشجاعتهم وكان آل مشرف قد استطاعوا فرض سيطرتهم عليها سنة 1135هـ .
كما أن له دورًا فعالاً بالإصلاح بين أهل الفرعة وأهل أوشيقر وإنهاء الصراعات بينهم سنة 1149هـ .
ولعل بروزه في تلك الفترة الحرجة قد ساعدت في إبراز مواهبه حينما تزعم عدد المقاتلين من قبيلته وشارك في أوائل تلك الصراعات، ولعل تلك المواقف التي اتخذها لمساعدة جماعته شجعته على أن يصبح أميراً بالمذنب بعد ما أشترى قصر باهله من أصحابه القدماء كما أن المكانة التي اكتسبها خلال تلك الفترة شجعت الناس على القدوم إليه والإستيطان في بلدته المذنب.




قصر باهله
يعتبر هذا القصر من المعالم الأثرية القديمة وقد وصفه كبار السن نقلاً عن من سبقوهم بأنه كبير وله أفنية واسعة وفيه أبراج منيعة ويحتوي على بئر عذبه ومسجد وبيت للضيافة ، وهذا القصر بناه البواهل عندما كانوا في هذه المدينة وفيه تحصنوا وقتل منهم عدة رجال على أبراجه عندما حاصرهم السديري وامتنعوا فيه، وقد بني هذا القصر على أرض مرتفعة تقسم الوادي إل فرعين الفرع الجنوبي هو الذي عُمَّرِ على سده قصر فهد العقيلي سنة 1308هـ وكان الأهالي في عهد الأمير إبراهيم الخريدلي قد نقلوا إليه تربة طينية من المغيريب لإلغائه تماماً وقد قاموا بعد ردمه ببناء سور صخري على ضفاف الوادي لحماية البلدة في حالة تزايد نسبة المياه ، وهذا ما ساعدهم على التوسع العمراني والحضاري ، ولما توسعت المساحة العمرانية قاموا ببناء سور يحيط بالبلدة ومرافقها الجديدة لضمان حمايتها وهناك عدد من الآثار العمرانية القديمة التي أندثرت وقد ظلت ماثلة للعيان حتى الربع الثاني من القرن الرابع عشر ، وفي عدد من المواضع في المذنب نجد آثار وعلامات واضحة المعالم لحضارة مر عليها طور الاندثار ويدل على ذلك أساسات القصور القديمة وجذوع النخل والحيطان المهدومة إلي جانب الآبار المندثرة بجوها .
ومن أهم المواضع التي عثر فيها على أثر العمران القديم ، العدان ـ قحيصة ولوذان ـ والعوينه ـ ويوجد بين الأكثبة الرملية الواقعة في شرق شمال روضة المصية واحات صخرية يتخللها عروق من الجبس وأساسات منازل مندثرة ولعلها من طرق الحجاج في الأزمنة الماضية ، كما تنتشر الأساسات الجدرانية للمنازل في عدد من الموااضع في الجهة الجنوبية من مدينة المذنب ويتضح من بين تلك الأساسات الممرات التي تفصل تلك البيوت عن بعضها البعض .

منقول من موقع محافظة المذنب

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2007, 04:58 PM   #3
 
إحصائية العضو







ولد ودعان غير متصل

ولد ودعان is on a distinguished road


افتراضي رد: السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب )

بيض الله وجهك على الموضوع الاكثر من رائع اخوي دوسر

وننتظر المزيد من ابداعك

تقبل مروري واحترامي

ولد ودعان

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2007, 11:06 PM   #5
 
إحصائية العضو







abuadeeb غير متصل

abuadeeb is on a distinguished road


افتراضي رد: السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب )

تشكر أخ دوسر على إيراد المعلومات التاريخية عن المذنب والتي يجهلها كثير منا
وتقبل خالص تقديري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2007, 01:10 AM   #6
 
إحصائية العضو







فيصل بن جزاء غير متصل

وسام صدى نبض القصيد: صاحب المركز الأول للمجارةفي صدى نبض القصيد - السبب: صاحب المركز الأول للمجارة الثانية في صدى نبض القصيد
: 1

فيصل بن جزاء is on a distinguished road


افتراضي رد: السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب )

لاهنت على معلوماتك التاريخيه القيمه

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 13-03-2008, 11:53 AM   #10
 
إحصائية العضو







جلال غير متصل

جلال is on a distinguished road


افتراضي رد: السديري وقبيلة باهلة ( في المذنب )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dosr مشاهدة المشاركة
-ومن الأخبار التي تتناقل بالرواية الشفهية لدى كبار السن من أهل المذنب، ما رواه الأمير مساعد بن أحمد السديري عن قصة الحادثة التي وقعت بين السديري والبواهل أمراء المذنب السابقين ومفادها أنه حصل خلاف بين الطرفين جعل سليمان بن حسين السديري يفتك بعدد من أعيان البواهل في كمين أعده لهم وهم في الطريق لمحاربته ، وأنه بعد ما تمكن من هزيمتهم أرسل سرية قامت بضرب الحصار على قصر باهله، وكان الباقون قد تحصنوا فيه، ولما طال الحصار سعى الأمير عبد الله الخريدلي بينهم بالصلح ووفق في ذلك [/COLOR]
سبق وان كتبت في هذا المنتدى عدة مرات عن مشكلة الروايات الشفهيه فلكي يكون لها مصداقيه فلابد ان تنشر في حياة قائلها واطلاعه او يكون هو الذي قام بتدوينها و توثيقها او على اقل الايمان انه قالها بحضور شهود عدول احياء , فيما عدا ذلك يصعب على اي باحث جاد ان ياخذها او يستدل بها .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمير الجليل عبدالعزيز بن أحمد السديري عقاب :: قسم أمـراء وفـرسان وأعـلام الـدواسـر:: 11 29-09-2011 04:30 AM
الأميرة حصة الأحمد السديري زوجة ملك وأم لملك عقاب :: القسم الـتاريخــي الــعام :: 11 21-02-2011 12:02 AM
التاريخ السديري بين وجوب الحفظ والعناية وأهمية الدراسة عقاب :: قسم أمـراء وفـرسان وأعـلام الـدواسـر:: 20 18-07-2010 09:10 PM
الامير محمد السديري رحمة الله مقتطفات من حياته محمد بن فهد الرجباني :: قسم الـشعر العــام :: 4 08-07-2010 04:00 AM

 


الساعة الآن 02:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---