قصة عزيز ابن خاله وموقع قبره
نسمع عن قصة عزيز ابن خلاله منذ زمن بعيد يتناقلها العامية تقول القصة حسب ما سمعتها من عدد كثير من كبار السن الموثوق بهم رواية عن أجدادهم أن أبو زيد الهلالي اشتهر في زمانه ولا يضاهيه رجل في جيله حيث اجتمعت فيه كل الصفات من الشجاعة والفروسية وقوة البنية وكان الفارس الوحيد في زمنه حسب ما تناقله الرواة وكان له أخت اسمها ( عليا ) وطمعت أن يكون لها ولد يتميز بميزات أبو زيد الهلالي فخادعت أخوها سرا دون أن يعرفها في ليلة شديدة الظلام فوقع بها وحملت وبعد أن أنجبته أسمته عزيز ابن خاله ويؤكدون الرواة للقصة أن عزيز الابن غير الشرعي للفارس الهلالي أبو زيد وان خاله هو الذي تبناه وأشرف على تربيته وكان قوي الشبه بخاله لذلك سمي بهذا الاسم ( عزيز بن خاله )
ترعرع عزيز وكبر وتحقق لامه ما تريد من شجاعة وفروسية وكان رفيقا لخاله في حله وترحاله وغزواته وفي ليلة من الليالي كان أبو زيد وابن أخته عزيز ورفيقا لهما يكنى بابي سلمى وردوا ماء من مياه العرب في ليلة ظلماء حالكة السواد وقد بلغ منهم الضما كل مبلغ فانحدرا أبو سلمى ليأتيهما بالماء ولكنه عاد فزعا بدون ماء وقد ترك عصاه عند الماء فعابه أبو زيد ونزل أبو زيد إلى الماء وعندما وصل الماء سمع الخضخضة فيه فعاد فزعا وقد ترك نعله عند الماء ولما رأى عزيز ما حصل لخاله وأبو سلمى اخذ سيفه ونزل ولما وصل الماء سمع خضخضة الماء اقدم على صاحب الصوت فضربه بسيفه فإذا له ثغاء فلما وصله تبين له انه ظبيا فملا وعاءه وأخذ عصى أبو سلمى ونعل أبو زيد وصعد بها إلى خاله ورفيقه فلما رأوه قالا له جئت بالماء فرد عليهم وقال ( جئت بالماء ومخضخض الماء ونعال أبو زيد و عصا أبو سلمى ) . ويقلون الرواة انه منذ تلك الليلة حقد على عزيز واخذ يدبر له المكايد فبعض الرواة يقولون انه رماه في بئر ملئيه بالثعابين السامة وبعض الرواة يقولون انه خدع من قبل أبو زيد وقتله وتأكيدا لما سمعته قديما انقل لكم حوار اجري في جريدة الجزيرة وجدته في مكتبتي الخاصة .
لقاء في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 1 من صفر 1419 هـ 26 من مايو ( ايار ) 1998 م العدد 9371
قبر عزيز ابن خاله بين الواقع والحكايات التي نسجها الخيال
يقع قبر عزيز ابن خاله قرب وادي ليه جنوبا ويبعد عنها حوالي 15 كم حيث يقع في علو الشميلية بين هضبتين من هضاب السر يتقابلان عن قرب ويبلغ طول هذا القبر اثني عشر مترا وهو الآن محاط بسور من الطوب الأسمنتي والموقع يقع ضمن بلدة السوطة من قبيلة عتيبة المعروفة باسم السر وهذه الديرة تقع بين وادي ليه من الغرب ووادي المعدن من الجنوب وعلو وادي بسل من الشرق وجنوب الشط المعروف قديما بسهل جلدان وجميع هذه المناطق ضمن محافظة الطائف.
وبالقرب من القبر في الجهة الشرقية توجد صخرة كتب عليها بعض النقوش التي لا يعرف معناها ويقال أن عزيز ابن خاله كتب هذه النقوش بدمه .
وعزيز ابن خاله هو الابن الغير الشرعي للفارس الهلالي أبو زيد وحسب ما اطلعت عليه جريدة الجزيرة بعد تصوير القبر والحوار الذي أجرته الجزيرة مع بعض سكان هذه المنطقة أن تاريخ هذا القبر لا يعرف بالتحديد وعلى الجهات ذات الاختصاص والمهتمين بالآثار الكشف عن نقاب هذه القصة غير المعروفة هل هي خيالية أم واقع حقيقي عاشته العصور القديمة في تلك المنطقة .
و لإلقاء الضوء على هذا الأثر التاريخي كانت لنا وقفات مع بعض المختصين والمهتمين بقبر عزيز بن خاله وطوله الفارع الذي يظهر من خلال الشكل الخارجي للقبر . عن هذه الأسطورة تحدث في البداية سالم بن عواض السواط قائلا : إننا سمعنا الشيء الكثير عن عزيز بن خاله ولكن نحن نسكن هذه المنطقة منذ زمن بعيد تناقلنا هذه القصة من الأجداد والآباء حتى وصلتنا دون المعرفة الحقيقية لشخصية هذا الرجل ولكن يقال انه من بني هلال .
طول القبر عشرة أمتار
وماذا عن القبر الموجود في هذا المكان ؟
ـ القبر يبلغ طوله حوالي أجدى عشرة خطوة أي ما يقارب العشرة أمتار وجدناه كما ترى
لا أحد يدري ما بداخل القبر
هل اطلعت على ما بداخل هذا القبر ؟
ـ لم يتجرأ أحد على فتح هذا القبر والنظر الى ما بداخله ولكن نحن نوجه دعوة إلى علماء الآثار لزيارتنا والبحث عن هذا الموضوع .
ونحن على أتم استعداد لتسهيل مهمتهم
الكتابات والرموز لا نعلم على ماذا تدل
هناك رموز وكتابات غامضة على الصخور والقريبة من القبر فهل تعرفون عنها شيئا ؟
ـ لابد إنها تدل على أشياء نحن لا نعلمها والخبر عند رجال الآثار فهم الذين يحددون على ماذا تدل هذه الرسوم والكتابات .
تبناه خاله
ثم قمنا بطرح بعض الأسئلة حول موضوع عزيز بن خاله على أحد سكان المنطقة وهو حامد محمد السواط الذي يبلغ من العمر حوالي 90 عاما حيث سألناه :
لماذا سميي عزيز بن خاله بهذا الاسم ؟
حسب ما تناقله الرواة أن خال عزيز هو الذي تبناه وأشرف على تربيته وكان قوي الشبه بخاله لذلك سمي بهذا الاسم ( عزيز بن خاله )
رمى الرمح فحفر القبر مكان وقوعه
وماذا عن قبره ؟
ـ أن هذا القبر له حكاية والله اعلم بصحتها ، فنحن سمعنا من الأجداد أن عزيز بن خاله أصيب في بعض الحروب إصابة بالغة وقبل وفاته قال لخاله سوف ارمي برمحي وحيث يقع فاحفروا قبري وكان بذلك يريد أن يضع خاله في صعوبات حيث يرمي الرمح في الصخرة المقابلة للقبر ولكنه تعدى تلك الصخرة فوقع في مكانه الحالي .
عزيز كتبها قبل وفاته من دمه
وماذا عن النقوش والرسوم التي على الصخور القريبة من القبر ؟
يقال انه كتبها قبل وفاته من دمه الذي اخذ يسيل من سبب إصابته في الحروب . وهذه القصص سمعناها من رجل اسمه عبدالله بن جمهور مات وعمره يزيد على 120 سنه .
روايات شعبيه
أما الأستاذ صويلح جابر السواط مدرس بمدرسة عثمان بن مظعون المتوسطة بالطائف يقول :
نحن من سكان المنطقة التي يقع فيها القبر الذي يقال انه قبر عزيز بن خاله وهذه روايات شعبية قديمه تناقلتها الأجيال عبر السنين وبعض الرواة لابد ان يزيد او ينقص في الرواية وفي اعتقادي أنها شخصية وهمية كانت تركب عليها القصص لان أهل العصور القديمة كانوا يتسامرون على هذه القصص الخيالية .
لم نقدم طلبا
هل تقدمتم بطلب لمصلحة الآثار لمعرفة حقيقة هذه الرواية ؟
ـ لم نقدم طلبا بهذا الخصوص ونحن نوجه دعوة عبر جريدة الجزيرة الى علماء الآثار بزيارة المنطقة ومعرفة الحقائق بطريقتهم .
عمرها 150 عاما
وماذا عن النقوش المكتوبة على الصخور ؟
ـ يقال أن لها ما لا يقل عن 150 سنه وهي بهذا الشكل دون ان تتغير ولم تعرف على ماذا تدل هذه الرسوم والنقوش .
من الخوارق من حيث الطول
أما الأستاذ مناحي خاوي القثامي عضو النادي الأدبي بالطائف يقول : يتداول العامة في محافظة الطائف قبر عزيز بن خاله الذي يقع قرب وادي ليه جنوبا بأنه من الخوارق من حيث الطول وما يقال حوله من أساطير وتقول الأسطورة أن عزيز الابن غير الشرعي للفارس الهلالي أبو زيد الهلالي الذي جستدته الأسطورة الشعبية بأنه الفارس الوحيد في زمنه ولأنه يخاف على زعامته ومكانته أراد الانتقام من ابنه عزيز الذي وجد فيه علامات الزعامة والفروسية وان عزيز مؤهل بان يحتل مكان آبي زيد الهلالي مما جعل الأخير يعمل على تدبير مكيدة للتخلص من عزيز في إحدى الغزوات مر الركب على بئر ملئيه بالثعابين السامة ورمى الهلالي الدلو إلى قاع البئر وطلب من عزيز النزول إليها من اجل إحضار الدلو وكل من الاثنين يدرك أن من نزل في هذه البئر هالك لا محالة ولان عزيز شجاع و مطيع لولده نزل في البئر وهلك وتحقق مقصد الهلالي ودفن عزيز في عين المكان * هذا ما تقوله الأسطورة ؟
ـ لاشك أن بني هلال يني هلال قبيلة من قبائل هوازن سادت في القرن الثالث الهجري على القبائل الأخرى وقد شجعهم الحاكم الفاطمي في مصر على الهجرة الى صعيد مصر رغبة منه إلى قمع تمر أهل صعيد مصر وذلك في القرن الرابع الهجري وحيث انهم أي بني هلال اصبحوا مصدر خطر على حكام مصر الفاطميين ولقوة نفوذ القبائل الأخرى في شمال إفريقيا من البربر سهل هجرة بني هلال مرة أخرى إلى تونس والجزائر والمغرب من اجل أن يقمع الهلاليون تمرد هذه القبائل ولكن اصبح التالف والاخوة والامتزاج بينهم وبين سكان هذه القبائل ولا زالوا هناك حتى ألان .
وبنو هلال ديارهم الأساسية قرب الطائف شرقا وبالتحديد منطقة تربه ألان ولشجاعة هذه القبيلة وقوة نفوذها وسطوتها أصبحت الأسطورة الشعبية التي تقال سردا أو على شكل شعر حيث يتحدث الحاكي الشعبي في التجمعات العامة والسمر من اجل شحذ الهمم وبث البطولة في الإنسان العربي بعد الغزوات الأجنبية أمثال المغول والصليبين وغيرهم ومثل الحاكي الشعبي دور الإعلام ألان لزرع البطولة والنخوة في الإنسان بدل الخضوع والتيه والضياع .
ولذلك نجد السيرة الشعبية الهلالية سجلت في كل وطن عربي حسب لهجة هذا الوطن وخاصة الشعر منها وهي من ملامح الوطن العربي الواحد في نهاية المطاف ولهذا نجد أسطورة عزيز بن خاله هي من خيال الإنسان الشعبي البسيط في زمن الركود الفكري وسيادة الجهل وعدم توفر المنافس في التوعية وإشاعة المعرفة وتوفر وسائل إيصال هذه المعرفة وبذلك أصبحت السيادة للحكواتي الشعبي .
القبر خرافي وقصته أسطورة
أما الشريف محمد بن منصور آل عبدالله فيقول :
هذا القبر خرافي على ما اعتقد وتدور حوله قصة اسطورية سأذكرها فيما بعد الموقع ، يقع القبر في علو الشميلية بين هضبتين من هضاب السر تتقابلان عن قرب في رصبة بينما يبلغ طوله ما بين نصيبتي القبر اثني عشر مترا تقريبا وهو ألان محاط بسور من الطوب الأسمنتي والموقع ضمن ديره السوطة من عتيبة المعروفة بالسر وهذه الديره تقع بين وادي ليه من الغرب ووادي المعدن من الجنوب وعلو وادي يسيل من الشرق وجنوبي الشط المعروف قديما بسهل جلدان وهذه المنطقة جميعها من ضمن محافظة الطائف .
علياء خادعت أخاها أبا زيد الهلالي
الأسطورة ـ يقول رواة العامة أن علياء أخت آبي زيد الهلالي ولدت عزيز ابن خاله الذي شب شابا لا يضاهيه فيه أحد وفاق أقرانه من بني قومه حتى انه فاق خاله في الشجاعة والقوة ورباط الجاش .
ويدللون على ذلك بان أبا زيد وابن أخته عزيز ورفيقا لهما يكنى بابي سلمى وردوا ماء من مياه العرب في ليلة ظلماء حالكة السواد وقد بلغ منهم الضما كل مبلغ فانحدرا أبو سلمى ليأتيهما بالماء ولكنه عاد فزعا بدون ماء وقد ترك عصاه عند الماء فعابه أبو زيد ونزل إلى الماء ولكنه ما فتئ أن عاد فزعا وقد ترك نعله عند الماء ولما رأى عزيز ما حصل لخاله لم يجد بدا من الأقدام والنزول إلى الماء فامتشق حسامه ونزل ولما وصل الماء سمع خضخضة به فاقدم على صاحب الصوت المخضخض للماء فضربه بسيفه فإذا له ثغاء إذ كان ظبيا استقى وملأ وعاءه وأخذ عصى أبى سلمى ونعل أبى زيد وصعد بها إلى خاله ورفيقه فلما شاهداه قالا له أجئت بالماء فأجابهما بقوله ( جئت بالماء ومخضخض الماء ونعال أبى زيد و عصا أبى سلمى ) .
وبعد هذه الحادثة غار منه خاله وحقد عليه وراح يفكر في التخلص منه فدس له من يقتله وعلى حين غرة من عزيز طعنه هذا الدسيسة طعنة مميتة وكان بقربه هضبة بها غار فأنجعف به وراح يكتب بيده في الغار وفي هذه الأثناء صعد إليه خاله ليرى حقيقة أمره فلما رآه على تلك الحال وانه ميت لا محالة سأله عما يريد وبماذا يوصي فقال لخاله أوصيك أن تدفني حيث يقع رمحي يريد أن يقع رمحه في الهضبة ليتعب خاله في دفنه ولكن الرمح وقع حيث مكان القبر فانفذ خاله وصيته ودفنه في موقع رمحه فعجيب رجل في أخر رمق له في الحياة ان يقذف بالرمح مسافة بعيدة وهذا الغار يبعد عن القبر ما يقارب من سبعمائة متر تقريبا وهذا ملخص الأسطورة التي تدور حول عزيز بن خاله وقبره . بل تزعم الأسطورة أن هذا القبر على نصف طوله وقد وقفت على هذا الغار ورأئيت بأعلاه نقشا بمادة حمراء ولا أظنها دما ولا يمكن أن تكون دما لان الدم اذا لامس الأرض أو الصخر يسود بعد مدة من الزمن ويتغير لونه وما هذا النقش الذي بذلك الغار إلا كتابة بأحد الخطوط القديمة إذ مكانه لا يبعد عن طريف اليمن القديم عبر جبال السراة ولكنني لم استطع تمييزه لجهلي بتلك الخطوط .
بنو هلال طوال القامة
والعامة في رواياتهم عن بني هلال الذين منهم أبو زيد الهلالي يعتقدون أن بني هلال طوال القامة أقوياء الأجساد عمالقة ليس كمثلهم أحد من الناس وينسبون إليهم كل ما لا يستوعبونه ويعدون كل اثر كبير او بناء عظيم من فعل بني هلال في حين أن بني هلال قبيلة عربية من بني عامر بن صعصعة من هوازن القبيلة المشهورة في التاريخ والتي من بقاياها اليوم قبيلة عتيبة المعروفة في الحجاز ونجد
ولكم تحياتي