شرح حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-2005, 07:43 PM   #1
 
إحصائية العضو







ناقد بصير غير متصل

ناقد بصير is on a distinguished road


افتراضي شرح حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)) [1] يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب وتضعف الظن الحسن، بل قد تزيل الظن الحسن بالله جل وعلا، وقد يكون معها نسبة الله جل وعلا إلى النقص، إما بنفي القدرة وإما بجعل شريك آخر معه في العبادة أو في التأثير فيقول عليه الصلاة والسلام للمؤمنين بالله جل وعلا حق الإيمان، للذين يعتقدون أن الله جل وعلا هو الذي بيده ملكوت كل شيء، يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)) يعني بقوله: ((لا عدوى)) يعني لا عدوى مؤثرة بطبعها لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن العدوى تؤثر بنفسها تأثيراً لا مرد له، وتأثيراً لا صارف له.
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا عدوى)) لا ينفي أصل وجود العدوى وهي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح بسبب المخالطة بينهما، فإن الانتقال بسبب المخالطة حاصل ملاحظ مشهود، لكنه عليه الصلاة والسلام بقوله: ((لا عدوى)) لا ينفي أصل وجودها، وإنما ينفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية في العدوى، من أن الصحيح إذا خالط المريض عدي بالمرض لا محالة، ولا يقع ذلك في اعتقادهم بقضاء الله وبقدره، ويقولون: إن ذلك لابد أن يكون، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((لا عدوى)) يعني أن المرض لا ينتقل من المريض إلى الصحيح عند مخالطة الصحيح للمريض بنفسه، وإنما انتقاله وإصابة الصحيح بالمرض عند المخالطة إنما هو بقضاء الله وبقدره، وقد يكون الانتقال وقد لا يكون، فليس كل مرض معدٍ يجب أن ينتقل من المريض إلى الصحيح، بل إذا أذن الله بذلك انتقل، وإذا لم يأذن لم ينتقل، فهو واقع بقضاء الله وقدره، فالعدوى يعني بالمصاحبة والمخالطة من الصحيح للمريض سبب من الأسباب التي يحصل بها قضاء الله وقدر الله جل وعلا، وليست لازماً حتمياً كما كان يعتقد أهل الجاهلية، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يورد ممرضٌ على مصح، ولا يُورد ممرض على مصح)) [2].
وقال عليه الصلاة والسلام: ((فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد)) [3] لأن المخالطة سبب لانتقال المرض من المجذوم إلى الصحيح

ثم قال عليه الصلاة والسلام بعد قوله: ((لا عدوى ولا طيرة)) قال: ((ولا طيرة)) لأن الطيرة أمرٌ كان يعتقده أهل الجاهلية بل ربما لم تسلم منه نفسٌ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل) [4] قوله: (ما منا إلا) يعني ما منا إلا تخالط الطيرة قلبه، ولهذا نجد أن أكثر الناس ربما وقع في أنفسهم بعض ظن السوء وبعض التشاؤم إما بريح مقبلة وإما بسواه.
وإذا أراد بعضهم السفر ورأى شيئاً يكرهه ظن أنه سيصيبه هلاك لأنه أصابه نوع تطير، والمؤمن يجب عليه أن يتوكل على الله حق التوكل كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ولكن الله يذهبُه بالتوكل) فالطيرة باطلة ولا أثر لما يجري في ملكوت الله على قدر الله وقضائه.
يعني لا تستدل بكل شيء يحصل على المكروه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الطيرة ويحب الفأل لأن الفأل فيه حُسن ظن بالله جل وعلا، والمؤمن مأمور أن يحسن الظن بربه جل وعلا.
وأما الطيرة ففيها سوء ظن بالله، بأن يفعل بك المكروه، وبهذا كانت من اعتقادات أهل الجاهلية ونهى عنه عليه الصلاة والسلام بقوله: ((ولا طيرة)).
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((ولا هامة)) وذلك لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن الذي قتل يظل طائرٌ على قبره يصيح بالأخذ بثأره، وبعضهم يعتقد أن الهامة طائرٌ تدخل فيه روح الميت فتنتقل بعد ذلك إلى حي آخر، فأبطل ذلك عليه الصلاة والسلام، لأن ذلك مخالف لما يمضيه الله جل وعلا في ملكوته، ولأن ذلك باطل من أصله، اعتقادات لا أصل لها ولا نصيب لها من الصحة.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((ولا صفر)) وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن معنى قوله عليه الصلاة والسلام: ((ولا صفر)) يعني لا تشاؤم بصفر وهو الشهر المعروف الذي نستقبل أيامه.
ثم لما قال عليه الصلاة والسلام: ((لا صفر)) دلنا على إبطال كل ما كانت تعتقده الجاهلية في شهر صفر، فإنهم كانوا يتشاءمون بصفر ويعتقدون أنه شهر فيه حلول المكاره وحلول المصائب، فلا يتزوج من أراد الزواج في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يوفق، ومن أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يربح، ومن أراد التحرك والمضيّ في شئونه البعيدة عن بلده فإنه لا يذهب في ذلك الشهر لاعتقاده أنه شهر تحصل فيه المكاره والموبقات، ولهذا أبطل عليه الصلاة والسلام هذا الاعتقاد الزائف فشهر صفر شهر من أشهر الله، وزمان من أزمنة الله، لا يحصل الأمر فيه إلا بقضاء الله وقدره، ولم يختص الله جل وعلا هذا الشهر بوقوع مكاره ولا بوقوع مصائب، بل حصلت في هذا الشهر في تاريخ المسلمين فتوحات كبرى وحصل للمؤمنين فيه مكاسب كبيرة يعلمها من يعلمها، ولهذا يجب علينا أن ننتبه لهذه الأصول التي مردها إلى الاعتقاد، فإن التشاؤم بالأزمنة والتشاؤم بالأشهر وببعض الأيام أمر يبطله الإسلام، لأننا يجب علينا أن نعتقد الاعتقاد الصحيح المبَّرأ من كل ما كان عليه أهل الجاهلية، وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة ضرورة تخلص القلب من ظن السوء بربه ومن الاعتقاد السيئ في الأمكنة أو في الأشهر والأزمنة، كما أن بعض الناس يعتقد أن يوم الأربعاء يوم يحصل فيه ما يحصل من السوء، وربما صرفهم ذلك عن أن يمضوا في شئونهم.

(((منقول)))

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعملوا بها وثوابكم عند الله... محمد بن فهد الرجباني :: القسم الإسلامـــي :: 17 03-06-2013 09:37 PM
فضل العشر الأواخر وليلة القدر صادق الود :: الخيمة الـرمضـانـية 1431هـ :: 10 08-09-2010 10:33 AM
رفعت عيني بعدما دمعت غلا مطير :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 10 02-09-2010 07:20 AM

 


الساعة الآن 09:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---