عبادة كف الأذى عن الناس - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2011, 10:46 AM   #1
 
إحصائية العضو







العود الأزرق غير متصل

العود الأزرق is on a distinguished road


افتراضي عبادة كف الأذى عن الناس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن من أبواب العبادات التي لا يفطن لها بعض الصالحين عبادة كف الأذى عن المسلمين فكثير من الناس يتصور أن الخير محصور في أداء الشعائر وبذل المعروف فحسب.

إن كف الأذى عن كل مسلم عبادة جليلة دل الكتاب والسنة على فضلها وعظم منزلتها. قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينً).

وعن أبي موسى الأشعري قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده). متفق عليه.


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتناج اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن والله عز وجل يكره أذى المؤمن). رواه الترمذي.

إن الشارع نهى عن أذى المسلمين لعظم حرمة المسلم ولأن ذلك يفضي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع ويؤدي إلى انتشار الفوضى وزعزعة الأمن الاجتماعي وقطيعة الرحم وانصرام حبال المودة بين الأصحاب.

إن المسلم كما يؤجر على فعل الطاعات وبذل المعروف كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن المسلمين لأن ذلك من المعروف وداخل في معنى الصدقة .

قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك). متفق عليه.

إن الله عز وجل كما تعبدنا بفعل الطاعات تعبدنا أيضا بحفظ حرمة المسلمين وعدم التعدي عليها بنوع من الأذى.

وبعض الناس هداهم الله لا يستشعر في حسه عظم هذا الأمر فتراه مع حرصه على الصلاة والصيام وسائر العبادات يتعدى على أخيه المسلم ويؤذي المسلمين ويتهاون في هذا الأمر تهاونا شديدا.

إن الباعث على الاستخفاف بحرمة المسلم والتساهل في إيذاء المسلمين ناشئ عن الجهل وقلة الوعي وبلادة الطبع وقد تكون البيئة عاملا مؤثرا في تكوين هذه الشخصية العدائية ولا شك أن تربية الأسرة عامل مؤثر أيضا على سلوك الفرد هذا السلوك والتخلق به.


إن إيذاء المسلمين ورد فيه وعيد شديد وعقوبة أخروية قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً).

وعن أبي هريرة قال : (قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال : هي في النار. قال : يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة). أخرجه أحمد.

إن إيذاء الغير يشمل كل أذى حسي ومعنوي فيدخل في ذلك الاعتداء على مال الغير وأهله وولده ودمه والاستيلاء على أملاكه بغير وجه حق ويشمل أيضا الاستهزاء واللمز والسخرية بالغير. ومن الإيذاء الشائع الطعن في أنساب الناس والنقيصة لهم في المجالس على سبيل التشهي واللهو.

ومن الإيذاء الذي يستهين فيه البعض التدخل في خصوصيات الأقارب والجيران وتتبع عوراتهم وإبداء الرأي في أحوالهم وإلقاء اللوم عليهم ونقد تصرفاتهم دون استشارة منهم أو إذنهم وعلمهم بذلك في الوقت الذي لا يسمح المتكلم لأحد التدخل في شؤونه. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله). رواه الترمذي.

ومن صور الأذى أن يتفكه بعض الناس في المجالس بغيبة المسلمين والسخرية بهم ويجعل ذلك مادة للضحك والفرفشة وجذب الأنظار إليه واعتبار هذا السلوك من الظرافة وخفة الروح وهو مع تحريمه يدل على سفه العقل ونقص المروءة.

ومن الأذى الشائع أن يقف الانسان في طريق أو مكان عام يراقب المارة ويتكلم عليهم ويضايقهم ويلمزهم ويؤذيهم بكل قبيح وقد نهى عن ذلك فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا : يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حقه قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). متفق عليه.

ومن الإيذاء الذي يجهله بعض الناس التدخل في عمل الغير ومتابعته وتقويمه وهو لا يمت بصلة بهذا العمل من أي جهة وليس مسؤولا ولا مخولا بذلك فترى هذا الشخص إذا رأى موظفا في أي مجال تكلم عليه وأثار المسؤول عليه وتدخل في شؤونه وأفسد عليه بينما كان الواجب عليه أن ينصحه إذا رأى تقصيرا واضحا بعد سؤاله والتثبت في ذلك.

ومن الأذى الخطير الذي ينبغي على المسلم الحذر الشديد منه حسد الناس في أموالهم والتطلع لما في أيديهم وسؤال أهل الدنيا عن أحوالهم فإن ذلك يؤذيهم وينغص عليهم.

ومن أعظم الأذى الذي يبتلى فيه بعض الجهال تنقص العلماء والحط من قدرهم ولمزهم واتهامهم في نياتهم وإخلاصهم والتطاول عليهم وجحد معروفهم وجهودهم في الأمة.

ومن أعظم الأذى أن يكون لسان المسلم سفاحا يلعن المسلمين ويكفرهم ويبدعهم ويفسقهم لأدنى شبهة وأقرب مخالفة لمذهبه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). رواه مسلم.

وحذر من التكفير فقال: (من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه). رواه مسلم.

ومن الأذى العظيم الذي يستخف فيه بعض النساء السفيهات التدخل في المشاكل الزوجية وإفساد المرأة على زوجها وتحريضها على نزع يد الطاعة والخروج من بيت الزوج والنشوز عليه.

ومن الأذى الخفي الذي لا يفطن إليه بعض الصالحين أن يبالغ في العقوبة ويفجر في الخصومة مع خصمه وينتصر لنفسه بالباطل ويتجاوز القدر الشرعي المأذون فيه وربما تعدى تصرفه إلى النيل من عرض الظالم والطعن في عرضه وتتبع عورته وإظهار فضائحه بينما كان المباح له أخذ الحق الشرعي والرد بالعقوبة المماثلة. وأفضل له أن يعفو ويصفح ويسامح ابتغاء رضا الله وثوابه.

وإن بعض الناس هداه الله مؤذ في طبيعته معتد في طبعه لا يخالط أناسا إلا آذاهم ولا ينزل في مكان إلا حلت فيه المشاكل لا يطيقه أحد فهذا يجب عليه أن يستصلح نفسه ويكف شره فإن شق عليه ذلك أو تعذر فليعتزل الناس في اجتماعاتهم العامة إلا الجمع والجماعات يلزمه المداومة عليها. قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل فذكر المجاهد ثم قال: (مؤمن في شعب من الشعاب يتقى الله ويدع الناس من شره). متفق عليه.

وكل ما ورد في النصوص في فضل العزلة فمحمول على كون الشخص يتعدى شره للغير ويغلب ذلك على طبعه.

إن التقصير في هذا الباب عظيم لا يمكن تداركه في الآخرة فينبغي للمؤمن أن يكون ورعا حريصا على أن لا يلقى الله وقد آذى مسلما وعرض نفسه للخطر وأذهب حسناته وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). رواه مسلم.




خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 12-02-2011, 12:10 PM   #2
 
إحصائية العضو







في صمتي لك كلام غير متصل

في صمتي لك كلام is on a distinguished road


افتراضي رد: عبادة كف الأذى عن الناس

اكثر من رائع وهذا مايحتاجه كثيير من الناس وياليت العالم كله يقرأه

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 12-02-2011, 07:33 PM   #4
 
إحصائية العضو







محمد بن فهد الرجباني غير متصل

وسام الخيمة الرمضانية 1430هـ البرونزي لصاحب المركز: الوسام البرونزي لصاحب المركز الثالث بالأفضلية بالخيمة الرمضانية 1430هـ طيلة شهر رمضان المبارك - السبب: وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: النشاط والتميز
: 2

محمد بن فهد الرجباني is on a distinguished road


افتراضي رد: عبادة كف الأذى عن الناس

جزاك الله خير الجزاء اختي العود الازرق وبارك الله فيك واثابك الله بالجنة والمسلمين اجمعين وكثر الله من امثالك

جهودك واضحة للعيان رحم الله والديك والمسلمين اجمعين

تحياتي وتقديري~ْ،

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقـــاء منتدى قبيلة الدواسر الرسمي مع الدكتور الشيخ : خالد شجاع العتيبي بوراجس المشاوية :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 13 15-01-2013 12:46 PM
كن كالقمر يرفع الناس رؤسهم كي يروه عبدالله الحافر الغييثي :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 7 02-02-2011 12:37 AM
مشكله اتعبتنا _ اسمها ( كلام الناس ) مبارك بن شافي النتيفات :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 22 15-12-2010 12:22 PM
كن كالقمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه محمد بن فهد الرجباني :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 16 08-12-2010 06:40 PM
اختلاف الناس domokh :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 5 02-09-2010 11:45 AM

 


الساعة الآن 01:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---