جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-2008, 11:27 AM   #1
 
إحصائية العضو







بدر الخضران غير متصل

بدر الخضران is on a distinguished road


:e-e-5-: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواذب الطبع الى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل ، و ذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع من خارج و ربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن ، و ليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا ، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ، و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .

و لهذا أجاب معاون الشرع : بالترغيب و الترهيب يقوي جند العقل . فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، و ليس العجب أن يُغلب ! إنما العجب أن يَغلِب .

فتفكر رحمك الله واقرأ الاتي:


• الدنيا(متاع الغرور):

واعلم أن من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر . ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه .

تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن . أعجب العجائب ، سرورك بغرورك ، و سهوك في لهوك ، عما قد خبىء لك . تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم ، و تفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم . لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك :

كأنك لم تسمع بأخبار من مضى
و لم تر في الباقين مايصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم
محاها مجال الريح بعدك و البقر !

كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده ، حتى نزل ! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري ...

و كيف تنام العين و هي قريرة ؟
و لم تدر من أي المحلين تنزل ؟

• وتبصر في العواقب:

فكيف لمن عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، و نجا من شرها . و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، و بالنصب ما رجا منه الراحه.
و بيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، و هو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلت خلت !

و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، و لا تمل مع هوى الحسن فتندم .


واعلم أن:

• الحزر طريق السلامة:

فمن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و من ادعى الصبر ، وكل إلى نفسه .
و رب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حمزة مع و حشي .

فتبصر و لا تشم كل برق
رب برق فيه صواعق حين
و اغضض الطرف تسترح من غرام
تكتسي فيه ثوب ذل و شين
فبلاء الفتى موافقه النفس
و بدء الهوى طموح العين

وإياك ان:

• تأخذك العزة بالاثم:

فأعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة . و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، و التمكن من الذنوب . و من هذه حاله ، لا يفوز بطاعة . و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .

فالعلم منهم ، يغضب إن رد عليه خطؤه ، و الوعظ متصنع بوعظه ، و المتزهد منافق أو مراء . فأول عقوباتهم ، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق . و من خفي عقوباتهم ، سلب حلاوة المناجاة ، و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .

إن عرفوا تنكروا ، و إن رئيت لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء . نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم ، و أن يجعلنا من أتباعهم .


• وضع الموت نصب عينيك:

فالواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، و لا يدري متى يستدعى ؟
و إني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، و نسوا فقد الأقران ، و ألهاهم طول الأمل .

و ربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، و يؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، و لا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، و من كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع .
و ينسى أن الموت قد يبغت . فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، و إن نال الأمل ازداد خيراً.

وضع أيضا نصب عينيك:

• إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:

فمن أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 24-05-2008, 01:18 PM   #4
 
إحصائية العضو







بدر الخضران غير متصل

بدر الخضران is on a distinguished road


افتراضي رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فهد الغييثي مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافيه على الموضوع الرائع
ابو فهد

بارك الله فيك
ولاهنت على ذا المرور الطيب

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 24-05-2008, 01:19 PM   #5
 
إحصائية العضو







بدر الخضران غير متصل

بدر الخضران is on a distinguished road


افتراضي رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى الودعاني مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير وبيض الله وجهك


لاهنت
وجهك ابيض يا يحيي على مرورك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 26-05-2008, 03:23 AM   #7
 
إحصائية العضو








مبارك الخييلي غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لجهوده الجباره والمتميزه في خدمة موقع قبيلة الدواسر الرسمي
: 1

مبارك الخييلي is on a distinguished road


افتراضي رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة

بدر الخضران



جزاك الله خير الجزاء



وجعله الله في ميزان حسناتك


تقبل شكري والتقدير

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(النفس الجامحة مابين تدليلها وكبحها) محمد بن فهد الرجباني :: القسم الإسلامـــي :: 15 04-03-2012 02:10 AM
الدنيا ممر والآخرة هي المقر زبـن العــمور :: القسم الإسلامـــي :: 8 11-12-2010 07:08 PM
من كانت الآخرة همه غلا نجد :: القسم الإسلامـــي :: 30 29-11-2010 12:39 AM
النفس والروح (||) ابن مشري الودعاني الدوسري :: القسم الإسلامـــي :: 4 11-11-2010 03:58 PM
النفس والروح ابن مشري الودعاني الدوسري :: القسم الإسلامـــي :: 4 07-11-2010 01:01 AM

 


الساعة الآن 01:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---