"سعيد السعودي" من لاعب في أحياء جدة الى قائد لمنتخب السودان
دبي - العربية نت
لفت لاعب وسط منتخب السودان الأولمبي ونادي المريخ سعيد السعودي أنظار المتابعين في السعودية عقب المستوى الجيد الذي ظهر به خلال مباراة السودان والسعودية في البطولة العربية المقامة حاليا في مصر، وبرغم أن المباراة انتهت بخسارة السودان بهدفين فإن تمريرات اللاعب وقدرته على التسديد منحه ثناء الذين تابعوا تلك المباراة.
ولم يكن أنصار كرة القدم السعودية يعلمون أن اللاعب السوداني عاش بينهم طوال حياته واكتسب كنية "السعودي" عقب 17 عاما قضاها في مدينة جدة التي ولد فيها وترعرع قبل أن يرجع إلى السودان في العام 2005. بيد أن رفاق سعيد في جدة كانوا الأكثر دهشة وهم يشاهدون صديقهم يمثل منتخب السودان في البطولة العربية بعدما انقطعت أخباره عنهم خلال العامين الأخيرين.
الجماهير السودانية المتواجدة في البطولة العربية كانت تطلق على لاعب منتخب بلادها سعيد السعودي برغم أن اسمه الحقيقي "سعيد مصطفى بله"، ويقول أحد مسؤولي الاتحاد السوداني لكرة القدم في تقرير للصحافي زكريا حبيب ونشرته صحيفة "الحياة" اللندنية: "هذا لقب اللاعب وليس الاسم الحقيقي، ولقب بهذا الاسم لأن ولادته كانت في السعودية وقضى فيها ما يقارب (17) عاما، ولم يأت إلى السودان إلا قبل سنتين فقط، إذ يبلغ من العمر حاليا (19) عاما".
وتدرب سعيد السعودي في أحياء جدة ولعب الكرة في حاراتها مع العديد من شبان السعودية، وهو يقول: "الفضل بعد الله في مسيرتي مع الكرة، التي بدأت من ملاعب الحواري في السعودية، يعود لتشجيعي من زملائي في الحي الذي أقطنه في جدة، بأن مستواي يؤهلني للعب في منتخب السودان على رغم صغر سني، وكان هناك تشجيع من زملاء لي من السعوديين أنفسهم، لأنني لا أستطيع أن أكون لاعبا محترفا في الأندية السعودية، وكذلك لا أستطيع أن أسجل في الأندية السعودية على اعتبار أنني غير سعودي".
ويضيف سعيد السعودي: "هناك الكثير ممن هم على شاكلتي لاعبون ماهرون مقيمون في السعودية ومن مختلف الجنسيات العربية، يملكون المهارة والموهبة، ولكن هذه الموهبة تدفن إذا استمرت العائلة في السعودية؛ لأن اللاعب لا يستطيع اللعب في الأندية للأسباب التي ذكرتها آنفا أو يكون القطار فاته بعد عودة أسرته إلى بلدهم، إذ تقدم به العمر".
ويطالب المهتمون بشؤون كرة القدم السعودية بفتح المجال للاعبين العرب ممن هم من مواليد ونشأة سعودية، باللعب في الأندية من دون أن يعاملوا معاملة اللاعب الأجنبي، حتى تستفيد من مواهبهم الأندية السعودية. علما أن كثيرا من المواهب من أبناء الجاليات العربية المقيمين في السعودية، يملكون شهرة واسعة في ملاعب الأحياء من دون أن تستفيد منهم الأندية السعودية، وكثيرا ما تندثر هذه المواهب بسبب عدم وجود الفرصة لتنمية موهبتها.