السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نعرف جميعا ان وادي الدواسر في عهد ما قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان كغيره من بلدان نجد يغط في سبات عميق من الجهل والتطاحن والحروب
واللتي ذهبت بلا رجعة انشاء الله بعد توحيد المملكة ونساله ان تستمر نعمة الامن والاستقرار.
ومن الاحداث اللتي حدثت في الحنابجه بوادي الدواسر الحرب بين العمور والحنابجة واللتي استمرت حوالي 50 سنه .
واللتي والله اعلم انها حدثت في الفترة بين
ضعف ثم سقوط الدوله السعوديه الاولى
الى بداية عهد الامام فيصل بن تركي الثانيه
في الدولة السعودية الثانيه .
أي ان الحرب ربما كانت بين1220-1260 هجري
(1805-1844م) والله اعلم.
بدات الحرب في آخر عهد الامير محمد بن مرضي وقتل فيها ابنه .
كانت زوجة ابن مرضي من العمور عند قبيلتها .
اشتاق الامير لزوجته ولكن لاحول له ولا قوة ,
فقرر الاستعانة باحد ابناء القبيله وصديقه المقرب (مبارك بن حمود بن دخنان)
وهو اخ لزوجة ابن مرضي من الرضاع
ولم يتاخر في تنفيذ طلب امير قبيلته عندما اسمعه القصيدة التاليه
وفيها يشكي على صاحبه الم الفراق ويصف زوجته باجمل الاوصاف ويخبرها انه بالرغم من انه في خلاف مع اهلها الا انهم اهل جود وكرم ..
يقول ابن مرضي:
يابو حريـص اجعـل على النّـار دلّــــه
وقـم سـوْ فنجــالٍ ترى الراس منيــــود
من كــيفـــك اللـــي دايــمٍ مـا نمــلّــــه
والزعفــــران أكثر ومن الهيل والعود
فالعيـد قَـرْبْ وصاحبــي زل حِلّــــــــه
ويا حســـرتي فانكان ما اديت مجهود
فانشـــد هلــك يا صافــي اللـــون بالله
لــو كان عــدوانٍ وفيهم ضنى الجود
مـن اللــي الامـن رَشّـفْ الريـق بلّـــه
ومــن كان بيتــه تدهله ضمّـر العود
ومــن اللي علــى ربعــه غبـيٍ محلّـه
ومن اللي الا من مات ماهوب مفقـود
لبس ابو حمود لباس بائع متجول وذهب متخفيا حتى تمكن من الدخول على امير العمور في بيته .
اخبر ابو حمود الامير بقصيدة ابن مرضي في زوجته والموجودة عنده.
وهنا تتجلى النخوه والجود والكرم الغير مستغربين عند اولاد تغلب الغلباء.
طمأن الامير ابوحمود واقام له وليمة كبيرة جمع فيها كبار القوم .
حذرهم اميرهم الشهم بان من يتعرض له فسوف يقتله وقال لهم اذا تعدى ابو حمود حدود العمور فانتم احرار.
سلم الامير ابنته الى ابو حمود ( اخيها من الرضاع) واللذي قام بتوصيلها بامان الى زوجها ابن مرضي.
دروس مستفاده
هذه القصة فيها دروس كثيرة
اولها شهامة الدواسر حتى في حالة الحروب بينهم كما فعل امير العمور الكريم,
وثانيا تضحية افراد القبيلة وولائهم لامرائهم كما فعل ابو حمود ( ابو حريص).
وثالثا ولاء القوم لاميرهم كما فعل ابناء قبيلة العمور بعدم التعدي على ضيوفهم ,حتى ولو كانوا في خلاف معهم.
ورابعا ان الحب ليس له حدود بامير او غيره فالقلب المرهف طبيعة الانسان الطبيعي ,
واخيرا مدى تاثير الحروب بين القبائل في فناء الرجال والمال .
وسلامتكم
جمع وتحرير
محبكم الدوسري
ابو محمد