هارون يحيى: كتاب فن التأمل
يظن معظم الناس أن بإمكانهم التملص من مختلف
المسؤوليات عبر تفادي التفكر وتشغيل ذهنهم بقضايا معينة،
وهم يحسبون أنهم إن فعلوا ذلك فسوف ينجحون بإبعاد
أنفسهم عن كثير من الموضوعات. فواحدة من الطرق التي
تخدع الناس تكمن في افتراضهم أن بإمكانهم التهرب
من مسؤولياتهم تجاه ربهم عبر عدم التفكر،
وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الناس لا يتفكرون
بالموت والبعث من بعده. أذا تفكر المرء أنه سيموت
في يوم ما، وتذكر أن هناك حياة أبدية بعد الموت،
فإنه بالضرورة سيجاهد
بشدة لحياته بعد الموت.. لكن مع ذلك، ترى
بعض النفس يخدع نفسه خداعاً عظيماً بافتراضه
أنه تخلص من هذه المسؤولية عندما لا يتفكر في
وجود الآخرة،فإذا لم يحرز الإنسان الحقيقة
في هذه الحياة الدنيا فإنه سوف يفهمها عندما يدركه الموت
الذي لا مهرب منه ? وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت
منه تحيد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (ق:19-20)