هذه قصة أحدى الاخوات تعمل معلمه في أحدى مدارس المملكه ,,,,,
منقول على لسانها .....
قبل عـــــــــــــــــــــــام بالضبط....
اليــــــــــــــــــــــــوم ..الأربعاء
التاريـــــــــــــــــخ 6/9/2011 م ..
وفي العمل وعندما كنت أقوم ببعض الأعمال المطلوب مني تسليمها ليوم السبت ...فيما يتعلق
بالاختبارات النهائية ....أدركت أن الوقت لن يسعفني لإنجازها ...قبل نهاية الدوام ..
طلبت من زميلاتي العودة مع السائق بدوني ...واضطررت لأن أبقى ساعة إضافية ..لإنجاز العمل ..
مع العلم أنه بالإمكان إنجاز ما نحتاج إليه يوم السبت...
وإكمال ما تبقى ..بعد ذلك بعد العودة من عطلة نهاية الأسبوع ....
لكن ً ...لم أشأ أن أحمل هم العمل معي في إجازتي ففضلت الانتهاء منه ..ومن باب جملة تذكرتها ..لغازي القصيبي رحمة الله ..حيث كان يقول :
لم أخرج من مكتبي طيلة سنوات عملي وهناك ورقة تحتاج مني إلى توقيع ..أو عمل لم يُنجز ...
وأثناء ما كنت منشدة في عملي ...إذا بي أسمع صوت يتبادر إلى سمعي ...يأتي من الغرفة المجاورة لي بالضبط ...بدأ في أوله همس ...ثم ارتفع قليلا ..لا يكاد يذكر ..أعلى من الهمس بقليل ....
في البداية لم أعره كتيرا من انتباهي ......
بعد قليل ...
أدركت أنه صوت مخنووووووووووووق مبحووووووووووح ,,,,صوت بكاء مرير ..شخص ٌما في الغرفة
المجاورة ...يبكي بحرقة ...بمرارة ...بحسرة ...
.
وصوت ٌآخر يواسي صاحبة ذلك النحيب ....صوت ٌ أعرفه جيدا ...
كانت صاحبة ذلك البكاء ...تتحدث وتنتحب ... ..
كانت كلماتها تموت عند أعتاب الشفاه ...وصوتها يكاد يشوبه الخرس ....حاولت جاهدة ًمعرفة صاحبته فلم أُفلح ...الصوت كان مخنوق للغاية ...
استحوذ الموقف على كل تفكيري وتركيزي ...وكل اهتمامي وحضوري ....تمزق قلبي ...شلت يداي ....
عبثا ََحاولت إكمال عملي .....
لم أعد أستطيع التركيز ...أكتب أمسح ..أضيف ...أزيل ...
عيناي معلقتان على شاشة الكمبيوتر ....وقلبي وتفكيري في الغرفة المجاورة ....
ذهبت لأرى الموقف من باب الفضول ....لا والله ليس من باب الفضول ....بل علني أستطيع تقديم ...
أي شيء يمكن في مثل هذه المواقف ...
أدرت ُ يد الباب ...الباب مغلق من الداخل ...أدركت ُ أنها حالة خاصَّة جدا وطارئة ...
عدت إلى مكتبي ...وأنا شاردة الذهن ...
هالني كم ُّ ذلك الحزن ...وهالني حجم معاناة تلك الإنسانة ,,,,,
تُرى هل بلغ منها الحزن عتيا ....حتى لم تستطع تحمله ...فجادت بسكب دموعها ..ونثر همومها ...وشجنها ...؟!!
لدى شخص أيقنت أنه هو الملاذ بعد الله ...لأن يمر بيده الحانية على جراحها ..ويحاول احتواءها ...ويواسي حزنها .....وينصت لعذاباتها ....
جلست على مكتبي ...عين ترقب الجهاز ...وعين ترقب الممر ....سمعت باب الغرفة عندما فتح ...
رفعت ُعيناي باتجاه الممر ...
يا للهول ...صدمة ....صفعة ....صُعقت ....آخر إنسانة توقعت أن تكون هي صاحبة المعاناة ....
أكثر من يوزع الفرح في محيط العمل ...أكثر من يضحك ..ويحث على التفاؤل والرضا .....
أكثر من يدوي المكان بتعليقاتها وضحكاتها ....أكثر من يبتسم ويحتوي الآخرين ....
أكثر إنسانة متعاونة ...ومرحة ...وودودة ....
لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟؟
لماذا اختارت ِهذا الوقت بالذات ؟؟
لماذا أنا بالذات من يرصد هذا الحدث المؤلم ؟؟
لماذا لم يكن الموجود في تلك اللحظة ..غيري أنا ؟؟؟
لقد خنقت ِصرخاتك ِ...فأطلقتها أنا ...
كتمت ِعبراتُك ِ.....فاسترسلتها أنا ...
وأدت ِدمعاتُك ِ...فأحييتها أنا ....
أعترف أنك وبجدارة ...كسرتِ حواجزي المنيعة ...التي حجزت خلفها كمـــــــــًّا من الدموع استعصت على التحرر من ظلمات صدري .....
كنت أحيانا أتمنى البكاء حتى أرتاح ...فلا تُجدِ معي كُل السبل نفعا .....
في ذلك اليوم .........بكيت ُ وكأن لي دهرا ً لم أبكـِ .....
لحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــظة ,,,,,
ليس البكاء عيبا ....ولا ضعفا ...أحيانا يكون رحمة ....
رصاصة الرحمة التي نطلقها على عبراتنا المخنوقة ..في أقصى صدورنا ...والقابعة إلى أجل ٍ غير مسمى خلف الضلوع .....
أدركت ُ حقيقةً واحدة ..أو عدة حقائق ....
بوحُنا ,,,,بُكاؤنا ...فضفضتُنا ,,,,,لا تعني بالتأكيد ضعفنا ....
ولا قِلة إيماننا بمن خلقنا .....ولا سُخطنا وعدم رضانا بما كتبه الله لنا في اللوح .....لكن نحتاج أحيانا للبوح ..
مكابرتنا ....قسوتنا على أنفسنا ....ظلمنا لذلك القلب ..وتحميله فوق ما لا يُطيق ...هو أكبر ذنوبنا ....
حقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــقة أخرى ...
ليس كل من يُهدي حدائق الفرح ...ويوزع عقود الأمل ....ويبعث بعطر التفاؤل في أرواحنا ..
ويعطر مساآتنا وصباحاتنا ....هو إنسان خالي من الجراح ...
قد يفعل ذلك وهو ينزف ألما ...وفي أمس الحاجة لمن يضمد جراحاته ...
حقيقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــةٌ أخيــــــــــــرة ....
ليس أي صدر يستحق أن نضع رأسنا عليه ..ونسمح له باحتواء همومنا ...وأوجاعنا وأسرارنا ...
هناك من يستحق البوح ....ومن يقدر ذلك البوح ..