خلقه سبحانه الموت وكتابة الفناء
على ما سواه وتفرد بالبقاء تعالى
الموت هو الوقوف على ساكن , وإعلان الخاتمة , نذير النهاية ,
الموت مخلوق غامض , شجاع يتسلق الجدران , ويصعد الحيطان ,
لا يحتمي منه بقلاع , ولا يمتنع منه بحصون :
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيدةٍ )
واقف في الطريق بالمرصاد :
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
زائر لا يستأذن , وضيف لا يعرف المجاملة , الناس عنده سواسية ,
الثري واسع الغنى كالفقير المتهالك , ليس له وقت في الزيارة معلوم ,
وليس له زمن في اللقاء مفهوم , مزاجه عجيب , ونبؤه غريب يدلف في
السحر , ويقدم في الظهيرة .
يـــا نــــــــــــــائــــم اللـــــيل مســـــــــــــروراً بــأولــه
إن الـــــــــحوادث قـــــــــد يطــــــــــــــرقـــــــن أسحارا
اتفق المريض والطبيب وصانع الدواء وبائعه وصارفه على خطة يسلموا
فيها من الموت , فماذا حصل ؟
مــــــــــــــات المـــــــداوي والمـــــــــــداوى والــــــــــــــذي
صــــــــــنع الـــــــــدواء وبــــــاعــــــه ومـــــــــن اشـــــترى
الملك الحق يدل العباد بحكمته وتمام قدرته على عظيم ربوبيته وتمام
ألوهيته ( لا يسأل عما يفعل )
لا يشغله شأن عن شأن , لا تأخذه سنة ولا نوم , ولا يمسه لغوب ,
يطعمِ ولا يطعم , لا تختلف عليه اللغات , ولا تزدحم عنده اللهجات ,
وهو الذي تصمد إليه الكائنات , بالجمال متفرد , وبالكمال متصف ,
لا شريك له , ولا ند يد , ولا كفوا , ولا ضد يد .