قال ابن القيم رحمه الله
والمقصود : أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة وتارة تكون معنوية باطنة فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن
ويظهر ذلك كثيرا في عرقه حتى ليوجد لرائحة عرقه نتنا فإن نتن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره والعرق يفيض من الباطن
ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق وكان رسول الله أطيب الناس عرقا قالت أم سليم وقد سألها رسول الله عليه الصلاة والسلام عنه وهي تلتقطه هو من أطيب الطيب
فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد والنفس الطيبة بضدها فإذا تجردت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ولتلك كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
الباب التاسع
ابن القيم الجوزية رحمه الله