احترام التخصص
لو كنا في مجلس وكان فيه مهندس متخصص في المعمار وكان يتكلم في تخصصه فهل تتوقعون اعتراض احد عليه ممن لا يشاركه في التخصص؟ الجواب لا، بل ربما نظر اليه الحضور بعين السخرية، وكذلك لو وجد دكتور متخصص بالأسنان وكان يتكلم عن الأمراض التي تصيب الأسنان فهل تتوقعون ان يستطيع احد الاعتراض أو الاقتراح وهو ليس من أهل التخصص؟ الجواب لا بلا خلاف.
وهكذا في جميع التخصصات، وعلى رأس المطالبين باحترام التخصص كثير من المتأثرين بالفكر الليبرالي الذين لا يقبلون ان يتكلم احد في مجال معين الا اذا كان من اهل التخصص فيه ما عدا مجالا واحدا لا احترام له عند الليبراليين ألا وهو الدين، فتجدهم يتكلمون بأحكام الحجاب ويخلطون النصوص ولا يدرون ماذا يقولون، حتى يصلوا الى انكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة فيتكلموا في مسألة الاختلاط ويفتوا بجوازه وكأنهم جمعوا النصوص ودرسوا الأدلة، ويتضح لك أخي القارئ الكريم أن هؤلاء يعيشون في تخبط وتناقض وضياع في المفاهيم، فالشرع لا قيمة له لديهم، يتكلمون فيه ويرددون ما يشاؤون ويقلبون ما يهوون. فمن هذا تعرف معنى كلمة حرية الفكر وحرية التعبير عندهم، فكل شيء محترم الا نصوص الكتاب والسنة، يريدون ألا يجعلوا للدين قيمة، ولكن هيهات أن يكون لهم ذلك، فالله سبحانه متم نوره وناصر دينه ولو حاول من حاول أن يغير من الدين، ومهما قالوا عن الحجاب وعادوه فليعلموا ان دين الله باق وان العاقبة للدين وأهله.. والله المستعان.