05-07-2010, 02:20 AM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
حين تهاجر العقول من الرؤوس إلى الأقدام قل على الدنيا السلام

يقال أن أعلى ( أقدام ) اللاعبين أجوراً في كأس العالم الحالي ،
ميسي بـ 80 مليون يورو ،
رونالدو بـ 75 مليون يورو ،
هيرنانديز بـ 65 مليون يورو ،
أندريس إنييستا بـ60 مليون يورو !
وهكذا نشهد رمي الأموال والأوسمة والألقاب والتقديرات عند أقدام أولئك اللاعبين !
فاللاعب يحمل على الأعناق ، ويقدر كل تقدير ،
ويقدم في المحافل الرسمية ، وتتلهف الصحف إلى أخباره والقنوات إلى تصريحاته
، ( ما دامت قدماه تعمل ) ، بينما نرى الكثير من العلماء والمفكرين والمبدعين ،
لا يعبأ بهم ، ولا يُتذكرون إلا بعيد وفاتهم ،
ولذا حق للعقول أن تفكر في الهجرة إلى الأقدام !
أعتقد لو أن عنترة عاش في زماننا ،
ورأى ما يعطى لـ(رافسي ) وراكلي الكرات من أوسمة ونياشين ومجد وبطولات ، لفضل الهجوم في الملاعب على الهجوم في المعارك ،
ومقارعة الأهداف على مقارعة السيوف ،
ولو عاش حاتم الطائي ، لفضل أن يكون ضمن تشكيلة ( الطائيين ) على أن يكون كريماً ،
ولو عاش المتنبي ، لفضل ضرب الكرات على كتابة الأبيات ،
ولا أستبعد أن يعشق مجنون ليلى ، الكرة أكثر من ليلى !
تحولت كرة القدم بمصلحاتها إلى أشبه ما يكون بحرب ،
فهجوم ودفاع ، خط وسط وميمنة وميسرة ،
هدف وتسلل وضربة جزاء ، طرد وفصل ، تشجيع وتعصب ،
فوز وبطولة ، كلها مصطلحات لا تذكر إلا بالملاعب الدموية !
تعيش البشرية الآن ، كأس العالم 2010 ،
وسيُشغل العالم في تلك القضية العظمى والمعضلة الكبرى ،
سينشغل الجرحى عن جرحاهم بمتابعة ركلات رونالدو ،
والفاقدون عن مفقوديهم بأهداف الأرجنتين ، والمصابون عن إصاباتهم بمبارة الكأس ،
وسيقف العالم مشدوهاً ومترقباً للأرجل التي تركل ، والأيادي التي تصفق !
وكعادتنا ، سنضيع عشرات وعشرات الساعات ، لنتابع المباريات ،
وسنتعب أيدينا بالتصفيق وحناجرنا بالصياح ،
وسندفع أموالاً لنتابع هذه المباريات ، ولا أدري ما الذي
سيضيرنا إن فازت البرازيل و الأرجنتين ،
أو فازت بروكينا فاسو وجزر القمر !
الكل يكسب في هذه المونديالات ،
الفيفا واللاعبون والمحكمون والقنوات الفضائية وشركات الإعلان ، والشركات التجارية وخطوط الطيران ، وحتى مقاهي الانترنت والأندية الرياضية ،
والخاسر الوحيد هو نحن ، نخسر أوقاتنا التي تضيع هباءاً ،
وأموالنا التي تصرف مقابل المتابعة !
وليت المتابعة تقتصر على شوطي المبارة ،
لا بل لا بد من مشاهدة الإعادة وإعادة اللقطات الحاسمة ،
والتحليل الرياضي وتحليل التحليل ، وتصريحات الفيفا واللاعبين ،
ومتابعة الصحف الرياضية في اليوم التالي وقراءة مقالات وتحقيقات حول المباراة ووو
... ولا ننتهي
!
أتمنى أن نصل يوماً إلى ثقافة النافع وغير النافع ،
أن نهتم بالنافع ونرمي غير النافع والذي لا طائل منه وراء ظهورنا ،
لا أدعو إلى تطليق مشاهدة المباريات بالثلاث طلاقاً بائناً ،
ولكن محاولة التخفيف والترك أفضل ..
أنا لا أطالب بأعالي الهمم ،
ولا أقول استبدلوا وقت المشاهدة بالصلاة أو بقراءة القرآن ،
فنفسي أحوج لأن أأمرها بهذا ،
لكن أقول إن مشاهدة برنامج مفيد أفضل من مشاهدة أهداف ميسي كلها ،
والجلوس مع الأهل والأصدقاء جلسة خير أفضل من مباراة البرازيل والأرجنتين ، وقراءة كتاب نافع ، خير من متابعة المونديال كله !
وما أجمل أن نبدل الدور الذي نلعبه ، فبدل أن نجلس خلف الشاشات ، فلنعش الجو ولنكن نحن اللاعبين ، فعلى الأقل سنجد فائدة ولو قليلة بدل اللاشيء ..
لمن لم يعجبه كلامي أعلاه ، دعك من هذا الهراء ،
واجتهد في متابعة 64 مباراة ( هذا إن تنازلت عن متابعة ما بعد المباراة ) ،
لكل منها ساعة ونص ، ومبارك لك خسارة 96 ساعة من حياتك !
حين تهاجر العقول من الرؤوس إلى الأقدام ، قد لا ألومها بل أتمنى لها رحلة سعيدة وهجرةً موفقة ، وعلى الدنيا السلام !
مما رآآق لي ~~
التوقيع |

|
|
|
|