هذة مجموعة من الأحكام والتفصيلات فى ما يخص الجمع والقصر فى الصلاة ... خليل
1) كيف تكون صلاة الجمع والقصر؟
صلاة القصر إذا سافرت مسافة قصر ولم تنو الإقامة في مكان ما أكثر من أربعة أيام فتقصر الرباعية إلى ركعتين ، والجمع يحسن ألا تجمع إلا إذا جد بك السير إذا كنت سائراً، أما إذا كنت نازلاً في سفرك في مكان ما فيمر عليك وقت الظهر والعصر معاً وأنت نازل فالأحسن أن تصلي الظهر في وقتها قصراً، والعصر في وقتها قصراً ركعتين ، واعلم أنه لا تلازم بين الجمع والقصر، وقد يسوغ الجمع ولا يسوغ القصر كالمريض في بلده، فيسوغ له أن يجمع ولا يقصر، وقد يسوغ القصر ولا ينبغي الجمع، كالنازل في مكان ما في سفره وسيمر عليه الوقتان وهو نازل، الظهر والعصر مثلاً أو المغرب والعشاء فالأولى له أن يصلي المغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، ويصلي الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، فلا تلازم بين الجمع والقصر، أحياناً له أن يجمع ولا يقصر، وأحياناً له أن يقصر ولا يجمع، وأحياناً يجوز له الجمع والقصر معاً إذا كان مسافراً وهو سائر في طريقه فيجمع ويقصر .
عبد الرحمن بن عبدالله العجلان - المدرس بالحرم المكي
2) هل يمكنني أن أصلي صلاة الجمع والقصر إحدى الصلاتين مع الإمام والأخرى منفرداً، مثلاً أن أصلي صلاة المغرب مع الإمام في المسجد ثم أتبعها بركعتين بنية صلاة العشاء وذلك في السفر؟
نعم يمكنك أن تجمع بين الصلاتين، وتصلي الأولى مع الإمام المقيم جماعة ثم تصلي الثانية ركعتين بحكم أنك مسافر ليسوغ لك الجمع والقصر، ولكن إذا تهيأ لك أن تصلّي الأخرى مع جماعة أخرى من رفقتك أو غيرهم فذلك أفضل، كما روى أبو داوود والنسائي عن أبي كعب – رضى الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى).
وإذا كنتم في السفر جماعة فإنها تجب عليكم الصلاة جماعة والأذان لها لقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث وأصحابه – رضي الله عنهم – (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم).
والأدلة على وجوب صلاة الجماعة وفضلها من الكتاب والسنة كثيرة معلومة، فالواجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها سفراً وحضراً طاعة لله واحتساباً لثوابه.
عبد الرحمن بن ناصر البراك - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
3) نحن مجموعة من المسلمين في جمهورية التشيك أتينا للعلاج، أرجو منك إعطاءنا فتوى في حكم الجمع والقصر في الصلاة، وأيضاً في حكم صلاة الجمعة وشروطها، وهل تجوز لنا إقامتها؟
أيظاً يوجد شخص مريض فهل يجوز له الصلاة بوضوء واحد؟ مثل أن يتوضأ لصلاة الصبح والأوقات التالية يقوم بالتيمم؛ لأنه لا يتمكن من الوضوء أو لا يتذكر هل هو على وضوء أو لا؛ لأن عنده نسيان فهل يكفيه التيمم؟ أم لابد له من الوضوء؟
إذا كنتم مقيمين في جمهورية التشيك للعلاج فلكم أحكام المسافرين حتى لو طالت إقامتكم للعلاج، وعليه فإن المشروع في حقكم قصر الصلاة، وأما الجمع فإنه أيضاً جائز لكم، لكن ينبغي ألا تجمعوا إلا لحاجة. وأما صلاة الجمعة فإنها لا تشرع للمسافر؛ لأن المشروع له أن يصلي يوم الجمعة ظهراً ولو صلاها جمعة وجبت عليه الإعادة، إلا أن يكون في المدينة مسلمون مستوطنون يقيمون صلاة الجمعة، فهنا يلزمه أن يصلي معهم الجمعة.
المريض الذي يشق عليه الصلاة خمس مرات فإنه يجوز له أن يجمع بين العصر والظهر ثم بجمع بين المغرب والعشاء. وأما التيمم فإنه لا يجوز إلا لمن لا يجد الماء أو يجده لكنه يتضرر باستعماله
سامي بن محمد الخليل - مدير مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة
4) أرجو أن توضح لنا المقصود بـ "من تتبع الرخص فقد تزندق"، حيث إنني اختلفت أنا وزملائي في الجمع والقصر في القرية التي نسكنها، وهي تبعد عن بلدتنا 160 كلم، فأخذت برأي الجمع وأنا في تلك القرية، فأجمع الصلوات؛ بل حتى إننا نصلي في البيت إذا كنا جماعة لأننا مسافرون، وهذا أخذاً برأي أحد المشايخ المعروفين عندنا، فقالوا أنت تتبع الرخص، فأرجو منكم إيضاح الحق في هذا؟ وفقكم الله.
أما معنى قولهم: "من تتبع الرخص فقد تزندق"، أي أن من تتبع الأقوال الشاذة والآراء المطروحة من شذوذات بعض أهل العلم، التي لا يكاد يسلم منها أحد من أهل العلم، فإن هذه علامة نفاق (تزندق)، لأنه حينئذ يكون ممن اتبع هواه، وليس غرضه اتباع الحق من الكتاب والسنة، واعلم يا محب أن كل من لم يتبع الدليل من الكتاب والسنة بعد تبينه له ووضوح الدلالة من النص؛ فهو متبع لهواه ولابد، يقول تعالى: "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [القصص:50]، أما فيما يخص مسألتك، فالذي فهمت من سؤالك أنك مقيم في القرية، وساكن فيها، واتخذت بيتاً أنت وزملاؤك يصلح لمثلكم، فعلى هذا فقد انقطع السفر في حقكم، ولا يجوز لك الترخص برخص السفر، وهذا هو قول أكثر أهل العلم – رحمهم الله-، وأنت في هذا كأهل القرية الأصليين، لأنك اتخذت سكناً وأثثته بما يناسب حالك، وهذا نوع إقامة بلا شك، ولا يوجد في الشرع إلا مسافر ومن في حكمه أو مقيم، وأنت من المقيمين، أما إن كنت قد ضربت في الأرض وسافرت بسيارتك، فأنت في مسيرك مسافر، تترخص برخص السفر كلها، والله أعلم.
عمر بن عبد الله المقبل - عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم