قصة مهل الرياحي ونجره «منادي»
لم يكن الحصول على القهوة فيما مضى أمرا سهلا ولم تكن تتواجد الا عند القلة القليلة من سكان الجزيرة حيث الفقر راكز اطنابه لكن الشيخ مهل بن عتيق الرياحي البقمي كان له مجلس لقبيلته وضيوفه وكان له نجر يسمى (منادي) نظرا لصوته الذي يسمعه جيرانه والطرقية من العابرين وكان مجلس الشيخ مهل «مدهال» للضيوف نظرا لكرمه وحبه للضيوف ولكن الايام مرت واجبرته الظروف الصعبة ان يبيع نجره الملقب بـ (منادي) ودلال القهوة الخاصة به وبعد ان باعها ولم يعد عنده نجر اخذ يبحث عن بديل نجره حتى وجد نجرا خشبيا لا صوت له وبرادا اسود بعد تلك الدلال التي تلمع وقام في صباح اليوم كعادته يوقد النار ويعد قهوته ولكن هذه المرة لم يأته جيرانه وضيوفه لذا ارسل ابنه (حراز) لدعوتهم وعندما اجتمعوا في مجلسه سألهم لماذا لم تأتوا مثل عادتكم فقالوا عندما لم نسمع صوت (منادي) نجره قلنا ربما الشيخ مشغول ولم يكن في مجلسه بعد ذلك قص عليهم قصة بيعه لنجره منادي ودلاله المميزة عندما اجبرته الحاجة والظروف واشترى بدلا عنها هذا النجر الخشبي وهذا البراد الاسود ثم قال هذه الابيات:
يا الله ياللي تجعل النور بادي
يامطلع فالبينه والخفيات
تفرج هموم تدلج في فؤادي
والعين عيت لا تخليني آبات
أنا أحمد اللي عاضني في منادي
بنجر (ن) صموت (ن) مايهيض بالأصوات
وشريت براد كساه السوادي
من عقب هذيك الدلال العذيات
يا (حراز) ما حنا الرخوم الزهادي
حنا هل الطالات في كل الأوقات
يا زين فوح ادلالنا بالقنادي
وليا هبطت أشتري لها سبع حاجات
ويازين سوقه للوجيه البوادي
بن مصفى مايجي فيه خلات
زال الولد في شبته له هدادي